الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / السنة يحسمون خياراتِهم ، والشيعة ينقسمون / هرتسوغ ضيفاً في عاصمة الخلافة السنية

السنة يحسمون خياراتِهم ، والشيعة ينقسمون / هرتسوغ ضيفاً في عاصمة الخلافة السنية

السيمر / فيينا / الأربعاء 16 . 03 . 2022  

– السياسة الأمريكية لم تترك حلولا وسطى لقوى المنطقة ( إما معي أو ضدي ) .
– ترامب زاد الخيارات حدةً عندما اشترط على حلفاء السر أن يكشفوا مواقفهم بوضوح – أو سينبذهم ويجعلهم في خانة الاعداء.
– بسياسته هذه ألغى مساحة النفاق وأجبر الانظمة السياسية والمؤسسات الدينية السنّية على إعلان تحالفهم الصريح معه عبر نافذة التطبيع المكشوف مع الكيان الصهيوني.

خليفة ومرجع السنة بالعالم الحاضر ومرشد سنة العراق مع ضيفه الصهيوني

 أما الشيعة فقد أدركوا – تحت ضغط ترامب – أن عليهم الإختيار بسرعة بين المواجهة مع المعسكر الأمريكي .. أو مصادقته ، والتي تتطلب منهم :
١- إعلاناً صريحا عن موقفهم الجديد – إذا ما أرادوا اللحاق بالركب.
٢- والتبرؤَ علناً من المعسكر الشيعي المقاوم للوجود الأمريكي والمعادي للصهيونية.
– هدف السياسة الأمريكية من ذلك هو تخليص الحلفاء من التردد ولكي لا يبقى لديهم خط للرجعة أو اللعب على الحبال.

 منطقياً: يبدو أن الإنكليز قد ساعدوا الأمريكان على تفهم الخصوصية الشيعية وإستحالة الإعلان الصريح عن صداقتهم وتفاهماتهم – فضلا عن إعلان عدائهم للمعسكر المقاوم بشكل سافر.

 لذلك قبلوا منهم بالمواقف الخجولة – شريطةَ :
١- إتخاذهم مواقف عمليّة يعتزلون من خلالها المعسكر الراقض لبقاء الإحتلال
٢- ويشنون عليه حملات إعلامية لتطويقه شعبيا وقطع الصلة معه.
٣- والأهم : تقديمهم لأطروحة شيعية بديلة وخطاب قادرِ على اجتذاب الجمهور الشيعي وجعله ينفر من المنهج الرافض للإحتلال ، أو تحييد ذلك الجمهور في أقل التقادير.
وهذا ما فشلوا به لغاية الآن بسبب قوة التيار الشعبي الرافض للتطبيع والإحتلال، وقدرة الإعلام المقاوم على كشف المواقف التطبيعية وإدانتها بحدةٍ، ونجاح النخب الإسلامية في تعزيز الأطروحة الرافضة للتطبيع والتواجد الأمريكي في العراق والمنطقة.

 ضمن هذا التأطير :-
— يمكن تفسير المواقف الغريبة لبعض العناوين الشيعية، والتي بدت خارجةً عن السياق التأريخي للمذهب وزعماءه
، كما بدت غير منسجمة على الاطلاق مع المواقف السابقة التي تبنتها تلك العناوين.

— كما يمكن تفسير المواقف الإنعزالية لعناوين أخرى سعت للنأي بنفسها عن المعسكرين – لعلها تنجح في حماية نفسها وجمهورها من أُتون ذلك الصراع القادم لا محالة.
.. لكن هذا النأي أفقَدها الكثيرَ من شعبيّتها ومن ثقة الجماهير بها.

١٣ -٣ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً