الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / (الرهان على التهدئة – 1)

(الرهان على التهدئة – 1)

السيمر / فيينا / الأربعاء 16 . 03 . 2022  

توطئة – مع قيام النظام السعودي المجرم بإعدام عشرات الابرياء من شيعة الجزيرة العربية – ننشر مقالاً يتناول جانباً من سلوك الزعامات الشيعية بالعراق، والذي من آثاره الخارجية اطمئنان آل سعود القتلة لغياب ردة فعل شيعية في المنطقة تأثراً منها بالنهج السلمي للزعامات الروحية بالعراق، والتي تفضل اجتناب التدخل بالشؤون الشيعية في دول الجوار الخليجي.

 البداية :
– قرابة عقدين من الزمن – قدمت لنا أبرز الزعامات الشيعية خطاباً ثابتَ الوتيرة
– راهنت دوماً على التهدئة، ودعتنا لضبط النفس.
– أقنعونا أن التنازل عن حقوقنا ضروري لحماية اللحمة الوطنية.
– ومهمٌّ لإظهار قدرة أتباع أهل البيت على التعايش السلمي مع مبغضيهم.
– وأن تسجيلَ مواقف تسامحيةٍ تنال مديح الإعلام – هو مكسب معنوي للمذهب !
– وأن علينا الإكتفاءَ بنعمة الأذان الشيعي وحرية الشعائر
– أُجبِرنا على نسيان ضحايانا وإهمال دماءهم .. فنحن مشاريع للذبح .. كنا وينبغي أن نبقى – حفاظاً على هويتنا التضحوية التي لا تنفصل أبدا عن المظلومية.
– وأن ترضيةَ الآخرين ضروريةٌ للحفاظ على السلم الاهلي
– وأن علينا تطييب خواطرهم بسيلٍ لا يتوقف من التنازلات ، ورسائل التطمين.

 في سياقٍ موازي – واصلوا الرهانَ على الخروج الطوعيّ للمحتلّ ، وضرورة النزول عند بعض طلباته، وإقناعه بأننا لسنا معادين له ، فنحن لسنا ثوريين – كجيراننا.
– وأن علينا السير في خطوات تنسجم مع الرغبة الأممية ( الدستور – الانتخابات – الحكم المدني ).
– اقتضى ذلك التعجّلَ في كتابة الدستور بأيدي عراقية العنوان ، بنكهة ليبرالية تُرضي سلطة الإحتلال التي كانت لها كلمة الفصل
– والقبولَ بحكم علماني خلا تماما من أي قيمٍ اسلامية، تهيمن عليه الأفكار العلمانية الغريبة عن ثقافة شعبنا.
– واللجوءَ للإنتخابات بغياب أدنى جهوزيةٍ لدى الشعب العراقي لخوض ممارسة ديمقراطية حقيقية، بعد قرون من الاضطهاد والعنصرية.

 ولمزيد من إرضاء سلطة التحالف المحتل :
– فقد سعت بعض الزعامات جاهدةً لإظهار شيعة العراق (مختلفين) عن شيعة الجوار الذين اندفعوا في المُغامرات التحررية والثورية وشعارات المقاومة ورفض الإستكبار.

 لاحقاً أدرك البعض أن عليهم التخلي عن الحشد – إذا ما أرادوا الحفاظ على تعايشٍ سلميّ مع الإحتلال وسلطته ، والتي أيقنوا أنها باقية في العراق للأبد.
١٢ -٣ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

********

الرهان على التهدئة – 2 )

 النتائج والاستحقاقات:
اليوم – والتغيير على أعتاب عامه العشرين – يحق لنا أن نتساءل : أين أوصلتنا تلك الرهانات ؟

١- المحتل لا زال باقياً ويتمدد في هيمنته سياسيا وأمنياً وعسكريا.
٢- والوصاية الأجنبية على العراق أصبحت عُرفاَ سائداً لا يعترض عليه إلا القليلون .
٣- ولم يفضِ الاستعجال بكتابة الدستور الى تخليص العراق من تلك الوصاية.
٤- ولم تمنحنا الإنتخابات حكماً رشيداً
٥ – والخيار المدني لم يلائم الشعب العراقي – كما برهنت النتائج.
٦- ودعمَ تشرين لم يخلّصنا من الفساد – كما وعد الداعمون – بل زاد الأوضاع سوءاً، وسلّط علينا مزيداً من الفاسدين، ورهن مستقبلنا بما تفرِضه السفارة على الحكومة التشرينية.
٧- ولم تُنتِج لنا الإنتخابات المبكرة سوى التزوير ، وإعادة تدوير أغلب الفاسدين. وتراجع قوةِ الشيعة ، وتمدّد الكرد والسنة على حساب حقوق الأغلبية، وتوغّل الأتراك والخليجيّين في الشأن والأرض العراقيَين.

 .. وبعد اجتماع الأسباب الغيبية والطبيعيةُ لامتلاك شيعة العراق قوةً يهابُها الأعداء هي الحشد الشعبي ..
– خاف البعض على مصالحهم من الحشد ومن حبِّ الناس له
– وأدرك آخرون أن إظهارَهم معاداةَ الحشد سيمنحهم رضا الأمريكان
– فسعوا جاهدين لإضعافه، وتعاونوا مع العدو لتفكيكه.
 الشعب قال كلمته – رغم تشويش الاعلام وبعض المنابر – مدركاً أن بقاءَ العراق مرهونٌ ببقاء الحشد ، وأن وجودَ الشيعة مرتبطٌ بوجوده.

 ومع هذا التدهور ، وبقاء سلطة القرار الشيعي بيد الأطراف ذاتها
.. لا يبقى مجالٌ للزعامات والنخب المعتدلة والحريصة على الأمة سوى الخروج عن صمتِها وعزلتِها ، كي تمارس دورها الوطني والشرعي في صنع القرار الشيعي.

١٣ -٣ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

 

اترك تعليقاً