ق. ق. ج.

السيمر / فيينا / الجمعة 18 . 03 . 2022 

عبد الستار نورعلي

* حوار

الشمسُ: أنا الدفءُ والثورةُ والبركانُ والأمل. “فمنْ رامَ وصلي حاكَ منْ خيوطي حبلاً إلى آمالِهِ، فتعلّقَ بهِ.”

القمر: أنا الندى والسكونُ والحبُّ والأحلام. فمَنْ رامَ الحبيبَ تغزّلَ بي.

الانسانُ: أنا أحسنُ تقويمٍ، وأسفلُ سافلين، ورضايَ غايةٌ لا تُدركْ!

* الشجرة المثمرة

شجرةٌ مُثقلَةٌ بالثمارِ الدانيةِ قطوفُها استيقظتْ على حجارةٍ من سجيلٍ تهطلُ عليها، فضحكتْ قائلةً:

ـ إنَّ جذوري ولّادةٌ!

 

* السور

سألَهُ تلميذُه السابقُ المُقيمُ في قلبِهِ:

ـ أستاذي، لِمَ تحيطُ نفسَكَ بسورٍ حديديٍّ عالٍ؟!

أجابَ:

ـ .. لكنَّ أغصانَ سِدرتي أعلى!

* القدمان

سألَني العطّارُ على ناصية الشارع:

ـ لماذا أراكَ مسرعاً دائماً على قدميك؟

أجابتْ قدماي:

ـ نحنُ إلفانِ على طريقِ الشمسِ.

* النـور

يتلاشى السقفُ، والغرفةُ تتسعُ. البدرُ التمامُ يهجمُ. وأنا على فراشِ التقلُّبِ يصطادُني النورُ الساطعُ.

* العطر

النوافذ تفتحُ عيونَها. العاصفةُ تقتحمُ الدارَ. تتطايرُ أوراقُ شجرةِ الوردِ في الزوايا. العطرُ فوّاحٌ.

* السباحة

كادَ يغرقُ. حملتْهُ سمكةٌ إلى الشاطئ، وقالتْ:

ـ تعلّمْ كيفَ تسبحُ في الأعماق!

وعادَتْ… إلى الأعماق.

* الغصّة

غصَّ بالماءِ، قالتِ الكأسُ:

ـ لا تُسرِعْ! انهلْ على مهلٍ!

* الخمرة

هجرَ الخمرةَ منْ سنين طويلةٍ. همستْ في أذنِهِ:

ـ لا تهجرْني! اشربْني في الحروف!

* السيجارة

قالتْ السيجارةُ:

ـ أنتَ لم تعتَدْ عليَّ، تركتَني وحدي أحترقُ. تعالَ نحترقْ معاً، ونحنُ نُدخّنُ الشعرَ!

 

السبت 25.2.2017

 

اترك تعليقاً