السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / فيينا / السبت 26 . 03 . 2022
تحت وطأة الأنتقادات لصمتها وعزلتها – أصدرت إشراقة كانون بيانا إنطوى على قدر كبير من المناورة ، لم تخرج فيه عن خطها الفكري والعملي.
– فهي منذ تأسست كانت محكومة بضوابط صارمة أجبرتها على التحرك الحذر.
➖ نظريا : يُتوقع منها تقديم حلول للواقع السياسي العراقي باعتبارها جماعة نقية تأسست على يد مجموعة من الأطباء المعروفين بالنزاهة والمهنية والقرب من مكتب السيد السيستاني.
➖ عمليا : هم ملزمون بمراعاة الضوابط الدقيقة التي فُرِضت عليهم لسببين:
١- كي لا يخرج حراكهم السياسي عن النهج السياسي الذي يتبناه المشرفون عليها ولا زالوا يتمسكون به.
٢- كي لا يقعوا في أخطاء تنعكس سلبا على سمعة المرجعية التي خاطرت كثيرا بدخول جماعة مقربة اليها في عملية سياسية موشكة على الانهيار.
➖ لقد سيطرت الأفكار التالية على المنظّرين للاشراقة :-
١- يجب ان تكون حركتها وطروحاتها السياسية منسجمة تماما مع نهج المرجعية وثوابتها.
– عمليا: فإن هذا القيد سيمنع الكتلة الفتية من الحركة وبالتالي سيحدّ من قدرتِها على تحقيق إنجاز يُذكر.
٢- أن تنسجم تصريحاتها مع المتبنيات المعلنة للمرجعية.
– يُلاحظ ذلك في اسلوب البيان الأخير وروحيته ومقدار الحذر فيه، والحديث بالخطوط العامة، وتجنب تسمية الأشياء بعناوينها الواضحة .. وهو أسلوب تتبعه خطابات الجمعة.
٣- تجنب المواجهات التي تنتجها المواقف الحادة .
٤- تقديم نفسها كجهة سياسية معتدلة ، تتبنى الحلول السلمية، تعارض الأطاريح الثورية وتحرص على عزل نفسها عن متبنيها ، وهي تتحاشى الصدام مع سلطة الاحتلال وتتعامل معها كأمر واقع .
٥- مع إدراكهم عجز تلك الجماعة الصغيرة عن تقديم حلول واقعية بلحاظ ضعف تأثيرها وحداثتها في العمل السياسي وكثرة القيود والضوابط المفروضة عليها – فستتركز مهمتها في هدفٍ أساسي :
➖ تقديم نموذج مصغر للنزاهة، ومقدار ولو يسير من النجاح – يُستدل من خلالهما على صواب أطروحة الجهة المؤسسِة ، ردا على انتقادات عديدة وجهت إليها إتهمتها بالشراكة في صناعة النموذج السياسي الفاشل الذي أوصَل العراق لما هو فيه.
.. هذا النجاح سيعزز نظرية فشل الإسلاميين – والتي يحرص جناحٌ يمينيٌّ متنفِّذٌ على ترسيخها.
➖ بالعودة الى البيان:
– فقد تحاشى ابراز اي موقف من القضايا الحادة ، مؤكدا على الحيادية ، فاسحاً لها المجال للمناورة حتى الدقيقة الاخيرة ..
– بين دخول الجلسة واكمال النصاب – اذا ما قدم التحالف الثلاثي لها ضمانات تكفي لتحقيق هدفها المحدود ..
– أو عدم الحضور – شريطة أن لا يُقرَأ ذلك الموقف نصراً للإطار الشيعي ، أو إنسجاماً معه.
٢٥ -٣ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي
