السيمر / المنتجع الطبي HOCHEGG / الأحد 17 . 04 . 2022 —— يقول الشاعر “إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة.. وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم”، ان يجلس سفراء دول عربية على مائدة افطار رئيس الصهيونية، وهم يعلمون ويرون قوات الاحتلال تعتدي بشراسة على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، وتعتقل المئات وتصيب العشرات بجراح متفاوتة، فهذا ليس تطبيعا بل خيانة لفلسطين والاسلام.
بينما امتدت الإدانات على مستوى العالم الاسلامي للوحشية الاسرائيلية ومهاجمة قوات الاحتلال للمصلين في المسجد الاقصى في شهر رمضان المبارك وتعمد المستوطنين اقتحام المسجد الاقصى وانتهاك باحاته تعمدا لإثارة مشاعر المسلمين، جلس سفراء كل من مصر والأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب وتركيا وغيرها على مائدة الصهيوني رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ الذي يقيم في مقر أقيم على ارض تابعة للوقف المسيحي – الارثوذكسي في القدس المغتصبة.
الطامة الكبرى ان حفل الافطار الذي اقامه هرتسوغ جاء عشية الدعوات اليهودية لذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، احتفالا بعيد الفصح لدى اليهود والذي بدأ يوم السبت، وحضره -عدا عن السفراء المذكورين- أعضاء الكنيست العرب، بمن فيهم منصور عباس، ومازن غنايم، من القائمة العربية الموحدة-أي الجناح الجنوبي من الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، بجانب أئمة ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس وعدد من الشخصيات من فلسطينيي الداخل، أو ما يطلق عليها أراضي الـ48، إضافة الى ممثلين عن قتلة ومنتهكي الاقصى (اي ممثلين عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة).
اي ان المطبعين والمجرمين اجتمعوا على طاولة واحدة واتفقوا على انه لا وجود لضحية ولا انتهاكات للأقصى وهذا ليس تطبيعا فحسب، بل هو مشاركة في الجريمة، ورغم ان هرتسوغ تعهد في حفله الافطاري بالحفاظ على الوضع الراهن في القدس المحتلة، معتبرا الحديث عن نية البعض القيام ببعض الطقوس في المسجد الأقصى (ذبح القرابين)، مجرد منشورات كاذبة على حد تعبيره، إلا اننا جميعا نعلم انه لايمكن الوثوق بالصهاينة وهذا ما أكده خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري الذي حذر من غدر الاحتلال وتكرار اعتداءاته التي نفذها أول أمس الجمعة في المسجد الأقصى، في أي وقت من أيام الأسبوع. وقال الشيخ صبري ان الاحتلال يريد بما ارتكبه الجمعة تقليل عدد المصلين وردعهم، حتى لا يقاوموا أو يمنعوا المستوطنين الذين يريدون اقتحام الأقصى.
ونبه خطيب الأقصى إلى أن ما يسمى “بعيد الفصح” لدى الاحتلال يمتد لعدة أيام، وعلى الجميع أن يكون يقظاً فيها حتى لا نفاجئ بغدر الاحتلال. وأكد صبري أن الاحتلال لن يستطيع أن يرهب شعبنا، ولن يثنيه عن الدفاع عن المسجد الأقصى، وأن ما حصل أمس الجمعة جريمة مدبرة، وأسلوب إجرامي لن يمنع المسلمين من الوصول إلى الأقصى والرباط والاعتكاف فيه.
على المطبعين اليوم ان يعلموا ان القدس ليست يتيمة وان كل المسلمين حول العالم يدعمونها، وان خياتهم للأقصى سيذكرها التاريخ كما سيذكر التاريخ صمود الشعب الفلسطيني الذي دافع عن مقدسات المسلمين بينما كان بعضهم يجلس على مائدة صهيوني كان لواء في استخبارات جيش الاحتلال لسنوات.