السيمر / فيينا / السبت 30 . 04 . 2022
اسعد عبدالله عبدعلي
مازالت ذكريات العهد البائد حاضرة في مخيلة جيل الحصار, ذلك الجيل الذي عاش اتعس الايام تحت حكم العفالقة وطاغيتهم صدام, ويمكن ان نسترجع شريط الذكريات, لنكتشف بشاعة تلك السنين, ومدى الحرمان والقلق الذي عشنا فيه, فنستذكر حقيقة ان صدام المجرم فعل كل انواع القبائح البشعة جدا, فمن مذابح الانفال عام 1989, وقتله الاف الاكراد بضربة كيمياوية من دون رحمة, الى حرب الكويت 1990 وقتل مئات الاف في سبيل اوهامه وجنونه, ثم مذابح الثورة الشعبانية 1991, حيث قام بصنع تاريخ المقابر الجماعية لمحافظات الوسط والجنوب, لكن مع كل هذه القبائح التي فعلها صدام وحزبه, كان دوما لا يستحي مما فعل! بل ويتكلم بكلام الاخيار, او انه مختار من قبل الله عز وجل لمحاربة الاشرار, وان الحق فقط معه! وكل من يحاربه يكون هو الباطل ولا غيره, انه المنهج الصدامي وما اكثر السائرون عليه هذه الايام.
لتحدث قليلا عن بعض ما فعله صدام المنافق وسجله التاريخ, والغريب ان نتائج افعاله مازالت موجودة.
· شعار التدين والايمان
عاد صدام وبعد كل ما فعله قبائح واجرام ليعلن للجماهير العراقية والعربية انه عبدالله المؤمن! وانه يمثل السلطة الدينية في الارض, واطلق الحملة الايمانية, باعتبار انه المؤمن الكبير ويريد ان ينشر الايمان في ارض العراق, وباطن هذا الامر هو مخطط بعثي مخابراتي لاختراق الصفوف, ومحاربة النهضة الاسلامية التي حصلت ببركات الثورة الشعبانية, وقد حقق له هذا المخطط ما اراده وعبر النفاق السياسي المعلن.
فمنهج العفالقة والبعثية هو ان يكون المعلن الجميل غطاء لباطن قذر جدا, هكذا اسس العفالقة منهج خطير للتلاعب بالجماهير, وفرض الارادات والتمسك بمبدأ المزايدات, واليوم هو منهج يعمل عليه المتأثرين بالبعث الكافر او من تتلمذ على يديهم, فلا تصدق ايها القارئ ما تسمعه من شعارات سياسية جميلة, فباطنها قذر مثل اهلها.
· شعار العداء لامريكا واسرائيل
كان صدام والته الاعلامية كثيرا ما تتحدث عن العداء لأمريكا واسرائيل وكانت شعاراته ضدهما, مع ان الدعم الامريكي لصدام في حربه ضد ايران كان غير محدود, حتى دخول الكويت كان بإشارة من امريكا, وهو كان لا يخالف الارادة الأمريكية, وكل الاشارات تؤكد ان صعود صدام للحكم كان بعون امريكي مختبراتي سري, وكان الهدف من ايصاله هو محاربة ايران, فكان صدام مجرب عربة تدفعها امريكا.
كذلك شعارات اليوم: فان بعض من يرفعها هي فقط للاستهلاك المحلي, وللضحك على جماهيرهم الساذجة, والتي تصدق كل ما يقال من دون ان تفكر! والسبب الامية والجهل التي تسبح به.
· اسلوب المزايدة لتسقيط الاخر
كان صدام يدعي تمسكه بقضية هو بالأصل لن يفعلها, لأنها لا تناسب طموحه النتن واجرامه, مثل يدعي عبر الاعلام فقط انه يريد انهاء الحرب مع ايران, وانه يسعى للسلام عبر الطرح الاعلامي فقط, مع انه واقعا لا يقوم باي خطوة لتحقيق هذه الطروحات الاعلامية, بل يستمر بشن الهجومات وقصف المدن بالصواريخ, فهو يريد ان يظهر امام الاعلام والجماهير انه القائد الصالح الطيب الساعي للسلام, وتحت هذه الصورة الاعلامية تكمن حقيقة صدام القذرة النتنة, والغريب الى اليوم نجد الاف السذج يصدق صدام وانه رجل سلام هكذا استغل صدام بلاهة البعض.
وحتى دعوته الاعلامية لتحرير القدس عبر طلبه الاعلامي ارض مجاورة لإسرائيل لغرض تحرير فلسطين, فهي قضية لا يفعلها صدام ابدا لانه صنيعة امريكا واسرائيل, فقط كان الهدف منها اظهاره بمظهر خادع كما صور البعض صلاح الدين الايوبي, وانه يسعى لتحرير القدس, لكن العرب لا يعطوه الارض ليحقق هدفه الكاذب, وتشكيل جيش القدس كان فقط للاستهلاك الاعلامي, ولأثبات انه صادق في مطلبه, هكذا كان صدام يزايد ليكبر في عقول البعثية والسذج والجهلة والتافهين.
كذلك من يسير على نهج صدام يستخدم اسلوب المزايدات الاعلامية, ليكبر في عيون السذج والجهلة ويسقط منافسيه.