أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / جورجيا ميلوني: الائتلاف برئاسة زعيمة اليمين المتطرف يستعد لحكم إيطاليا رغم التصريحات المثيرة للجدل بشأن بوتين
جورجيا ميلوني تقف إلى جانب سيلفيو برلسكوني يوم الجمعة، بعد جدل محرج بشأن تصريحاته المؤيدة لبوتين

جورجيا ميلوني: الائتلاف برئاسة زعيمة اليمين المتطرف يستعد لحكم إيطاليا رغم التصريحات المثيرة للجدل بشأن بوتين

السيمر / فيينا / الجمعة 21 . 10 . 2022 —— اجتمعت زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني وحلفاؤها في الائتلاف مع الرئيس سيرجيو ماتاريلا وقالوا إنهم مستعدون لتشكيل حكومة “في أسرع وقت ممكن”.

ومن المقرر أن يطلب ماتاريلا من ميلوني في الساعات المقبلة أن تصبح رئيسة للوزراء.

وحضر رئيس الوزراء السابق المخضرم سيلفيو برلسكوني هذه المحادثات القصيرة، على الرغم من تسببه في زعزعة وحدة التحالف بتصريحات مسربة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسعت ميلوني إلى طمأنة حلفاء إيطاليا الغربيين بأنه لن يتغير أي شيء.

وقد تؤدي زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” اليمين في نهاية هذا الأسبوع كأول رئيسة وزراء للبلاد – وأول زعيمة يمينية متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت ميلوني إن ائتلافها من الأحزاب اليمينية والأحزاب اليمينية المتطرفة أجمع على أنها يجب أن تقود إيطاليا.

وقبل الاجتماع الذي عُقد يوم الجمعة واستمر لمدة 11 دقيقة، قالت ميلوني إنهم “مستعدون لمنح إيطاليا حكومة تواجه بوعي وكفاءة مطالب عصرنا الملحة وتحدياته”.

وبعد أقل من شهر من تصويت الإيطاليين لمجلس شيوخ ومجلس نواب جديدين، من المقرر أن تحل ميلوني محل ماريو دراغي، الذي من المقرر أن يعود من قمة للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة.

وإلى جانب ميلوني في القصر الرئاسي، كان هناك ماتيو سالفيني من حزب الرابطة اليميني المتطرف وبرلسكوني – رئيس حزب فورزا إيطاليا البالغ من العمر 86 عاما – والذي تسبب في حالة من الجدل لأيام بسبب تسجيلين مسربين يكشفان عن وجهات نظره المؤيدة لبوتين.

وفي التسريب الصوتي الأول، سُمع برلسكوني وهو يتفاخر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل له 20 زجاجة من الفودكا في عيد ميلاده، ووصفه بأنه “رقم واحد بين أفضل خمسة أصدقاء له”.

وبعد ذلك، وفي خطاب مسرب إلى زملائه في الحزب، أيد برلسكوني ذريعة روسيا لحربها على أوكرانيا، وألقى باللوم على الرئيس الأوكراني والغرب في دفع الكرملين إلى الغزو.

ويصر برلسكوني على أن تصريحاته خرجت عن سياقها، وعلى أنه يدعم موقف إيطاليا والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا. ومع ذلك، فإن تعليقاته المؤيدة لبوتين ليست جديدة، إذ قال الشهر الماضي للتلفزيون الإيطالي إن الزعيم الروسي سعى فقط إلى تغيير فولوديمير زيلينسكي بـ “حكومة من الناس المحترمين”.

تقود جورجيا ميلوني، البالغة من العمر 45 عاما، حزب إخوة إيطاليا اليميني المتطرف

تقود جورجيا ميلوني، البالغة من العمر 45 عاما، حزب إخوة إيطاليا اليميني المتطرف

وزادت التسريبات من الضغط على جورجيا ميلوني، البالغة من العمر 45 عاما. كما يُنظر إلى حليفها اليميني المتطرف، زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني، على أنه مؤيد لبوتين، لكن ميلوني تحتاج إلى كلا الرجلين في تحالفها لتشكيل أغلبية.

وقال أنطونيو تاغاني، وهو شخصية بارزة أخرى مقربة من برلسكوني ويأمل في أن يصبح وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة، لنظرائه من يمين الوسط في بروكسل إن حزبه وزعيمه مؤيدان لحلف شمال الأطلسي ومعارضان “للغزو الروسي غير المقبول لأوكرانيا”.

وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك على تويتر إنه بينما كان برلسكوني يستمتع بالفودكا الروسية، كانت جورجيا ميلوني توضح ما هي المبادئ الحقيقية.

وخاضت ميلوني بالفعل صراعا كبيرا حول الوظائف الحكومية الرئيسية، مع حزب فورزا إيطاليا وحزب الرابطة في الأسابيع التي تلت فوز حزبها “إخوة إيطاليا” القومي المناهض للهجرة، في الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول بحصوله على 26 في المئة من الأصوات. ولم يحصل الحزبان الأصغر إلا على ما يزيد قليلا عن 8 في المئة.

ورفض حزب برلسكوني دعم اختيارها لمنصب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، إجنازيو لا روسا، وكتب زعيم يمين الوسط ملاحظات وصف فيها ميلوني بأنها متغطرسة ومتعجرفة.

وعلى الرغم من أن ميلوني تسعى لأن تبدو معتدلة، فإن رئيسة مجلس الشيوخ الجديدة هي أحد مؤسسي حزبها الذي يجمع تذكارات الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني. وتعود أصول حزب “إخوة إيطاليا” إلى حركة الفاشية الجديدة في البلاد في فترة ما بعد الحرب.

وكان لا روسا أول من التقى بالرئيس يوم الخميس، تلاه رئيس مجلس النواب الجديد، لورنزو فونتانا. وينتمي رئيس مجلس النواب إلى حزب الرابطة اليميني المتطرف، وفي عام 2018 أشاد بالزعيم الروسي ووصفه بأنه “ضوء ساطع حتى بالنسبة لنا في الغرب”.

والتقى الرئيس ماتاريلا لاحقا بقادة الأحزاب الذين سيشكلون المعارضة الإيطالية.

وقال زعيم يسار الوسط، إنريكو ليتا، إن آراء كل من برلسكوني ورئيس مجلس النواب الجديد فونتانا تدق أجراس إنذار خطيرة للغاية. كما أعرب زعيم الوسط كارلو كاليندا عن قلقه العميق بشأن تصريحات رئيس الوزراء السابق المؤيدة لبوتين.

وبافتراض أن ميلوني وحكومتها الجديدة ستؤديان اليمين الدستورية في عطلة نهاية الأسبوع، فيُنظر إلى التصويت على الثقة الأسبوع المقبل على أنه مجرد إجراء شكلي، بالنظر إلى حجم الأغلبية اليمينية في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

وستكون أول مهمة لميلوني هي مساعدة الإيطاليين في تحمل تكاليف الطاقة. لكنها أثارت قلق مجتمع المثليين أيضا من خلال الهجوم على “لوبي المثليين” والأبوة والأمومة عند المثليين، ودعت إلى فرض حصار بحري على ليبيا لمنع المهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط.

المصدر / بي بي سي 

اترك تعليقاً