أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / العبودية ..

العبودية ..

السيمر / فيينا / الجمعة 04 . 11 . 2022

هاتف بشبوش

هناك من العبيد كانوا يصرون على البقاء في عبوديتهم بل يتفاخرون بها بشكلٍ مذل وكانوا يعملون ضد ما أراده محررهم (إبراهام لنكولن) في تحريرهم من العبودية . ومن هؤلاء (جاكوب الأسوَد) الذي تم خضوعه للعبودية منذ طفولته حيث بيع الى تاجر هولندي ودرسَ اللاهوت إجبارا وأصدر كتابا ضخماً يدافع به عن العبودية ، وبعدما عاد الى بلده كان أشد غربة وإغترابا وعقلاً مضطرباً. والأسود الآخر (محمد كرا ) وصل الى قمة مناصب حاشية السلطان في دارفور، فقام يخصي نفسه ليدفع عنه تهمة خيانة سيده (السلطان تيراب) مع زوجته إذ كان وقتها أغلب خيانات زوجات السلاطين تتم مع عبيدهن لسهولة دخولهم الى مخادعهن . في الفيلم الجميل ديجانكو تمثيل ( ليوناردو دي كابريو) الذي يظهر في الفيلم عنصريا أبيضا مقيتا فيقول ( الجنس الأسود يوجد في دماغه وفي الجزء الأسفل الخلفي عظمة خاصة لاتوجد في دماغ الجنس الأبيض وهذه العظمة تؤدي مهامها في الخضوع والإنصياع فتجعل الأسود مطيعا خاضعا دون أن يسأل) فأي عجبٍ هذا ، وأي ظلم وأي شنار وعار .  لكن العالم المتحضر إرتقى ومزّق كل الصفحات القميئة التي مرّت به وبما تشير الى الظلم والإستبداد وإنطلق نحو المدنية والديمقراطية ، بينما شعوبنا اليوم تمارس العبودية بشكلها القطيعي وتدافع عن عبوديتها التي أوصلتها الى هذا الحال المتردي بحيث أنها تذهب أسرابا أسرابا لممارسة طقوس العبودية وتترك الحكام لاهين في الملاهي وسقط المتاع .

اترك تعليقاً