السيمر / فيينا / الأحد 06 . 11 . 2022
حيدر حسين سويري
كنت ذاهبا لاتحاد الكتاب والادباء في العراق، فاستأجرت سيارة (التكسي)، وعندما علم بذلك قال:
– تفضل أستاذ
– شكراً
صعدت السيارة، وسارت بنا وكما هو معروف بدأ السائق بـ (الله بالخير) ليستهل الحديث عن حياتهِ وبطولاتهِ في مجال عملهِ السابق والحالي واللاحق والماحق، ثم استطرد حديثه بسؤال:
– أستاذ انت كاتب؟
– ان شاء الله، تكَدر تكتب اسمي بالكوكل وتشوف منجزي
– أها يعني أنت كاتب من صدكَـ؟
– لعد شنو؟
– مو مهم، هسه أني إذا اريد اخذ عضوية بالاتحاد شلون؟
– تجيب منجزك وتملي استمارة وتكمل بقية امورك
– منجز شنو؟ لا أستاذ، أني من وين الي منجز!
– لعد شلون؟
– الله كفيلك أني عضو بنقابة الصحفيين واني عمري ما كاتب مقال ولا اندل جريدة
– هاي شلون؟
– مثل ما أكلك، انا سائق تكسي، وقبل جنت سجين سياسي، ويوم من الأيام صعد وياي واحد مثل حضرتك، وسولفت وياه فكَلي تريد عضوية بنقابة الصحفيين؟ فكَتله: بس أني ما مشتغل بالصحافة. كَال: أنت مو سجين سياسي؟ فأكيد عندك جهة سياسية، جيب منهم تأييد وداريني وأني أنطيك هوية. فكَتله: معقولة؟ كَال: شوف البطران! بابا عدنا ناس حتى ما تعرف تكتب هههههههه
– بيها الخير، وهسه انت شنو مستفيد من الهوية؟
– احترام الأجهزة الأمنية، ومن كان المرور يشترط قرار فردي وزوجي أني ما مشمول، الطريق مسدود أفوت ومن هاي السوالف، وإذا تجي اكرامية استلم، والمطلوب مني بيوم الانتخابات اروح انتخب الي يأمرني بي صاحبي وبس.
– وصلت أخويه نزلني
هذه الواقعة وغيرها كثير، حصلت مع زملاء لنا من الكتاب والصحفيين، وهي ليست جديدة بل من زمن الأنظمة السابقة، أخرها نظام هدام العبثي، الذي جيَّر العمل الصحفي لصالحه. لكن المصيبة اليوم عندما يكون لك منجز وتكون شخصية معروفة، وخير دليل على نتاجك هو البحث في الشبكة العنكبوتية، ولعل منجزك يفوق منجز النقيب نفسه، وبالرغم من ذلك لا تمتلك هوية النقابة، التي يمتلكها سائق التكسي والبنجرجي (مع احترامي لهذه المهن واصحابها).
بقي شيء…
أحد الصحفيين يعلق حول الموضوع: عاد هذي بس نقابة الصحفيين الزنكَلاديش لو حتى باقي الدول؟