السيمر / فيينا / الجمعة 09 . 12 . 2022
سليم الحسني
حكاية سرقة القرن طويلة ومتشعبة. هي حكاية يصعب أن تتكشف بسهولة، لأن الشجاع الأمين لم يظهر بعد في موقع المسؤولية، ولا يُسمح له بالظهور. وبغير مسؤول يتمتع بالقوة والنزاهة لن تنكشف ستائر هذه السرقة بشكل كامل.
في هذه السرقة متورطون كثيرون. أطراف عديدة يسند بعضها بعضاً. سنّة وشيعة وكرد، توزعوا على اتجاهات سياسية متضاربة في ظاهرها، متحالفة في باطنها. فالمال الحرام يؤلّف قلوب هؤلاء بما عجزت عنه قيم الإنسان والشرف والوطن.
خميس الخنجر وابنه سرمد، سمّ تسرّب الى عمق الوسط الشيعي برعاية بعض رجال الشيعة السياسيين. وسرمد ابن خميس طرف في سرقة القرن، لكنه يحظى بدعم رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، فقد خصص له نخبة من مجاهدي الحشد الشعبي لحمايته الشخصية مثلما خصص ذلك لأبيه خميس. فأبطال الحشد عنده سلعة رخيصة يهديها بالأكوام لمن يشاء.
سرمد خميس الخنجر تولى مهمة رشوة الإعلاميين بالاتفاق مع بطل الفضيحة نور زهير ومساعده ضياء الموسوي والدفعة الأولى المخصصة لهذه الرشوة (١٥ مليون دولار).
أرقام الرشى تزداد مع تطورات الأحداث، ولا ضير في مضاعفة الأرقام، وستتضاعف بالتأكيد، فقد أطلقوا سراح نور زهير، بمعنى أن المسؤولين على حماية أموال الشعب والدولة، يقولون له: تصرفْ بحرية لكي تغلق ملفات هذه القضية، فأنت القادر على شراء الذمم. هذه حريتك منحناها لك، وأنت خبير في وضع ستائر التمويه والنسيان على الحقيقة.
سرقة القرن أكبر من عمل لصوصي تقليدي، إنه مخطط واسع جرى تنفيذه بعبقرية رجال المافيا، وبذكاء تجار المخدرات وبشراسة القتلة المأجورين.
سيسكت الإعلام ويتركها الكثير من الإعلاميين، خصوصاً وأن هناك نشاطاً على مستوى عالٍ لتحويل بعضهم الى مسؤولين، هكذا تجري الأمور في هذا البلد.
كل شيء له ثمن، ويبدو أن الفترة القريبة القادمة ستكون عمليات الشراء مكشوفة وواسعة.
٧ كانون الأول ٢٠٢٢