الرئيسية / مقالات / أعلام العرب تابع لأنظمة فاشيستية

أعلام العرب تابع لأنظمة فاشيستية

السيمر / فيينا / الأثنين 20 . 02 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

الإعلام بالغالبية الساحقة للدول العربية غير مهني وتابع إلى الأنظمة الحاكمة، وإن وجدت حرية للإعلام فهي موجودة في لبنان والعراق، بغض النظر عن  الحملات التشويهية التي تستهدف لبنان والعراق لأسباب سياسية ودينية ومذهبية، في لبنان عدد كبير من كتاب وكاتبات كانوا من انصار الشيوعية واليسارية والتقدمية، الآن وبقدرة قادر غيروا أفكارهم واصبحوا يكتبون مقالات يومية في صحف البداوة الوهابية الخليجية يشتمون ويتهجمون على رموزسياسية ودينية لبنانية بالعلن، ولم يتعرض هؤلاء إلى عمليات اعتقال أو عمليات اغتيال، رغم أنهم يشتمون قوى المقاومة التي تملك القوة  والاستطاعة في الرد والتهديد، لكن هذا لم يحدث ابدا، ومعنى ذلك توجد حرية رأي في لبنان، والوضع بالعراق، كنا بزمن صدام الجرذ الهالك لايستطيع احد أن ينقد نظام صدام الجرذ بل ورغم أنف العراقيين في احاديثهم اذا تم ذكر اسم صدام الجرذ يوجب الذاكر لذلك الاسم القبيح والنتن بالقول السيد الرئيس حفظه الله ورعاه، تم إعدام عدة صحفيين بحقبة نظام البعث على كتابة مقال به كلمات يشك بها انها تنتقد نظام البعث الساقط، حتى بالاشارة ممنوع، الآن ماشاء الله الكل بالعراق يكتب وينتقد ويتطاول على الرئاسات الثلاث، بل رأينا آلاف من أيتام فلول البعث واجنحة عصابات القاعدة وداعش أمثال عبدالرزاق الشمري وعلي حاتم السليمان والشيخ البعثي الوهابي طه الديلمي يحرضون على قتل المواطنين الشيعة ورواتبهم التقاعدية تصل اليهم، انا شخصيا مع معاقبة اي شخص يدافع عن العصابات الإرهابية البعثية والتي تتخفى خلف مسميات القاعدة وداعش، مايحدث من إرهاب بالعراق إرهاب لاغراض سياسية طائفية يقف خلفها رؤوس فلول البعث دون غيرهم.

بالدول العربية وخاصة مثل دول البداوة الوهابية من دول الرجعية العربية جميع  العاملين في المؤسسات الإعلامية هم تابعين إلى الأنظمة السياسية، غاية هؤلاء الإعلاميين شن حملات تشويهية ضد كل الدول والقوى والفئات الرافضة للذل والانبطاح والصاق ابشع التهم وتشويه سمعتهم بطرق مبتذلة، الغالبية العظمى من الكتاب السعوديين على سبيل المثال  عندما تقرأ مقالاتهم اليومية تجدهم أكثر الناس تحريض على نشر الكراهية وتكفير الشيعة واظهارهم بمظهر الخونة والعملاء والصهاينة رغم أنهم يعلمون أن علاقات دولهم البدوية الوهابية جيدة جدا مع إسرائيل.

جمال خاشقجي مجرد لديه موقف مؤيد إلى حركة الإخوان المتوهبة، ذهب إلى قنصلية بلاده في اسطنبول بمعية خطيبته مواطنة تركية، دخل جمال خاشقجي إلى القنصلية وخرج منها في أكياس لحمية معلبة، وانتهى أثره ليومنا هذا، وولي العهد السعودي استقبل أولاده واعطاهم مبلغ ثمن قتل والدهم جمال خاشقجي، على شكل هدية، أو هبة، المبلغ جيد اكيد حسن وضع اولاد جمال خاشقجي اقتصاديا، فما قيمة خاشقجي، أولاده قبضوا ثمن قتل والدهم، معظم أبناء الشعوب العربية وبسبب الظلم يشعرون بالعبودية، انا على يقين ابناء خاشقجي من أشد المدافعين عن ولي العهد السعودي، اهم شيء عندهم حصلوا على دية والدهم المليون دولارية.

في دول العالم التي تحكمها دساتير لانسمع صراخ ونعيق عن السيادة الوطنية، انا عشت في الغرب منذ مايقارب ثلاثين سنة، مانراه مؤسسات حاكمة وليس اشخاص، معظم الدول الديمقراطية يوجد إعلام تابع للمؤسسات بعضها حكومي والبعض الآخر مؤسسات مستقلة أو مؤسسات تابعة إلى أحزاب معارضة محكومة بقوانين تنظم طرق عملهم، يتم تنظيم الأداء الإعلامي من قبل مؤسسات لا اكثر، قد يقول قائل لماذا تحدث تصرفات مسيئة للقرآن الكريم ورسم صور مسيئة لرسول الله محمد ص بالغرب دون بقية الأديان، هذه التساؤلات وجيهة، على سبيل المثال يوجد تشريع قانون بعدم الإساءة للسامية، لذلك يتم معاقبة وسجن كل شخص يتطاول على الديانة اليهودية، لذلك على الدول العربية التي تملك المال تتحدث مع الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بتشريع قانون يجرم الإساءة إلى الديانات السماوية الثلاث وعدم المساس في رموز وأنبياء الديانات الثلاث صدقوني عندها تنتهي مظاهر حرق القرآن ورسم رسومات مسيئة للرسول محمد ص، الغرب تحكمه قوانين، لذلك على العرب والمسلمين معرفة تلك الحقيقة والكف عن لغة البكاء والعويل، توجد طرق يمكن سلكها بتشريع قوانين تحفظ كرامة وقيم المسلمين وفق قوانين.

مع دخول الإنترنت، غالبية ابناء شعوب العالم اشتركوا في خدمة الانترنت، وأصبح هناك تفاعل ومشاركة مابين أبناء الشرق والغرب بالصورة والصوت، أنشغل الجمهور العربي ومعهم فيالق تعمل لصالح الأنظمة الرجعية في فتح عشرات آلاف الحسابات الوهمية في وسائط «التواصل الاجتماعي» لنشر الأكاذيب والترويج للكراهية والقتل وصنع آلاف الشائعات والاكاذيب، بحيث تم اعتقال مدير شركة بريطاني أسس شركة لصناعة الكذب، اتهم بدعم حملة ترامب، صرح أنه استفاد من أكاذيب الكتاب والمغردين العرب، لأنهم أكثر الناس كذبا، ويقول فكرت في تأسيس شركة متخصصة بصناعة الكذب، ورغم ذلك الأنظمة البدوية قامت في اعتقال أشخاص بسبب نشرهم تغريدة ساقتهم إلى قطع الرقبة بالسيف مثل ماحدث مع مغردين سعوديين كتبوا تغريدات طالبوا بالإصلاح والمساواة.

في دول الغرب دائما  العلاقات بين السياسة والإعلام متوترة، رأينا ترامب كيف تعامل مع قناة سي أن أن ورفض التعامل معهم، أما بالدول العربية القمعية فلا يوجد إعلام حكومي مستقل، أو يوجد هامش بسيط من الحرية،  يحق للمواطن العادي نقد النظام الحاكم، أو نقد مسؤول،  كل المؤسسات الإعلامية بالدول العربية القمعية يعملون كعبيد لدى الحكام، وأن وجد هامش للحرية فهو موجد بقليل لدى بعض الصحافة المصرية، نقرأ دائما مقالات لكتاب مصريون ينتقدون النظام ومشيخة الأزهر.

رأينا عندما سقط نظام صدام الجرذ سقط معه كل مؤسسات دولته وفيالقه الاعلامية، وكذلك رأينا نفس المشهد في ليبيا عندما سقط نظام العقيد معمر القذافي، السبب الأنظمة العربية يحكمها شخص دكتاتور وليس دستور ولامؤسسات دستورية.

نختم مقالنا بكلام جميل، ينطبق على واقعنا العربي المزري، دخلــت يومــاً إلــى ســـوق الحــياه،  فــوجـــدت أمـــوراً عجيبــــه .

رأيـــــت ، قلـــــــوباً تبـــــــــاع، وعقــــولاً تشــترى.

ووجــدت ،،مشاعــــر ملقــــاة علـــى ارض الزمن،  يداس عليهــا ووجـــدت ،، الصدق في محلات مهجورة لا أحد يمــر بجانبهـــا ووجــــــدت ،، الكذب في محلات،  والنــاس كثيـــرون يتعاملـــون به ووجـــدت ،، الاخلاص بضاعــــه من طــراز قديــــم.

ووجدت ،، الامـل يحمل أغلـى الاثمــــــــــان

وعجبـــــــى عليك يــــــا زمــان.

19/2/2023

اترك تعليقاً