السيمر / فيينا / الجمعة 03 . 03 . 2023
قالت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الجمعة إن عناصرها “تحاصر عمليا” مدينة باخموت حيث تشتد حاليا المعارك شرق أوكرانيا، داعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى سحب قواته منها. فيما لم تذكر هيئة الأركان العامة الأوكرانية أي تفاصيل عن الوضع في باخموت الجمعة، واكتفت بالإشارة إلى أن الجيش صدّ 85 هجوما روسيا على الجبهة بأكملها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
تشهد مدينة باخموت الأوكرانية في الآونة الأخيرة معارك عنيفة، حيث أفادت مجموعة فاغنر الجمعة أن عناصرها أصبحت “تحاصر عمليا” المدينة.
وقد أدت المعارك المتواصلة منذ الصيف الماضي في باخموت الواقعة شرق أوكرانيا، وهي مدينة صناعية ذات أهمية استراتيجية، إلى دمار كبير وخسائر فادحة في صفوف الجانبين.
وباتت المدينة رمزا للنزاع مع تركز القتال فيها بين الروس والأوكرانيين منذ أشهر.
وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت ثلاثة من أربعة طرق إمداد أوكرانية، الأمر الذي أضعف موقف قوات كييف بشكل متزايد.
هذا، وقال رئيس المجموعة الروسية يفغيني بريغوجين في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تلغرام إن “وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد” للخروج من المدينة.
وكان بريغوجين يتحدث مرتديا بدلة عسكرية وسط دوي انفجار بعيد.
وأوضح بريغوجين “رغم أنّنا واجهنا في السابق جيشاً أوكرانياً محترفا كان يقاتلنا، فإنّنا اليوم نرى المزيد والمزيد من كبار السن والأطفال. إنّهم يقاتلون، ولكن حياتهم في باخموت قصيرة، يوماً أو يومين”. مضيفا “أعطوهم الفرصة لمغادرة المدينة، إنها محاصرة عملياً”.
ويظهر في مقطع الفيديو ثلاثة أشخاص، هم رجل مسن وشابان، يطلبون أمام الكاميرا من زيلينسكي السماح لهم بالمغادرة.
في حين دعا الرئيس الأوكراني الذي تعهد الدفاع عن باخموت “لأطول فترة ممكنة” إلى السماح لقوات كييف بالانسحاب من المدينة.
ارتفاع “شدة القتال”
وكان فولوديمير زيلينسكي قد زار باخموت في كانون الأول/ديسمبر الماضي وقدم للكونغرس الأميركي أثناء زيارته لواشنطن بعيد ذلك، علما أوكرانيا حمله معه من الجبهة في المدينة الأوكرانية.
كما أشار الرئيس الأوكراني في ذاك اليوم إلى زيادة في “شدة القتال” حول المدينة التي كان يسكنها نحو 70 ألف شخص قبل الحرب وبقي منهم الآن وفق السلطات المحليّة 4500 نسمة رغم المخاطر.
ومن جهتها، أقرّت القيادة العسكرية الأوكرانية الثلاثاء بأن الوضع “متوتر للغاية” في باخموت.
هذا، ولم تذكر هيئة الأركان العامة الأوكرانية أي تفاصيل عن الوضع في باخموت الجمعة، واكتفت بالإشارة إلى أن الجيش صدّ 85 هجوما روسيا على الجبهة بأكملها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
لكنّ المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني سيرغي تشريفاتي نفى في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء انسحاب قواته من باخموت.
وحاول العسكريون الأوكرانيون الذين قابلتهم وكالة الأنباء الفرنسية في المدينة مؤخرا أن يبقوا متفائلين، فيما أفاد آخرون بنقص في الرجال والذخيرة والمدفعية.
“تسلل عناصر أوكرانيين داخل روسيا”
وجاءت تهديدات مجموعة فاغنر على خلفية حادث وقع في منطقة بريانسك الروسية المحاذية لأوكرانيا، وصفته موسكو بأنه تسلل لـ”مخرّبين” أوكرانيين.
ووفق أجهزة الأمن الروسية، فتحت مجموعة متسللة النار على سيارة، ما أسفر عن مقتل مدنييْن اثنيْن وإصابة طفل في قرية ليوبتشاني الحدودية مع أوكرانيا.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة إن موسكو “ستتخذ إجراءات” لمنع تسلل عناصر أوكرانيين مستقبلا، مضيفا “سيتم التوصل إلى استنتاجات في نهاية التحقيق”.
أما الرئاسة الأوكرانية فنفت هذه المزاعم، معتبرة أنها تمثل “استفزازا متعمدا” يهدف إلى تبرير الغزو الجاري منذ أكثر من عام.
وفي مقطعيْ فيديو تم نشرهما على مواقع التواصل الاجتماعي ولم تستطع وكالة الأنباء الفرنسية التحقق من صحتهما، ادعى أربعة رجال يرتدون زيا عسكريا أنهم نفذوا عملية التوغل، وقدموا أنفسهم على أنهم أعضاء في مجموعة من “المتطوعين الروس” داخل الجيش الأوكراني.
وأوردت وسائل إعلام روسية وأوكرانية بأن أحد هؤلاء الرجال هو دينيس نيكيتين، وهو نازي جديد روسي يقيم في أوكرانيا منذ سنوات.
هذا، وأعلنت لجنة التحقيق الروسية الجمعة أنها أرسلت فريقا إلى مكان الحادثة، مؤكدة على أن الوضع “تحت سيطرة قوات إنفاذ القانون”. وقالت قوات الأمن الروسية إنها عثرت على “كمية كبيرة من المتفجرات” في المنطقة.
كما أصيب أربعة من عناصر الحرس الوطني خلال عملية في قرية سوشاني الواقعة على الحدود أيضا، وفق النائب الروسي ألكسندر خنشتاين.
وأوردت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن مصادر أمنية الجمعة انفجار طائرة مسيّرة في سماء منطقة كولومنا الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب شرق موسكو.
يأتي هذا، بعدما أفادت السلطات الروسية بوقوع عدة هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية هذا الأسبوع استهدفت شبه جزيرة القرم التي ضمتها، كما تم إسقاط، ولأول مرة، إحدى الطائرات المسيّرة قرب موسكو دون أن تلحق أي أضرار.
فرانس24/أ ف ب