السيمر / فيينا /السبت 07 . 10 . 2023
عباس العزاوي
بقراءة سريعة للاحداث في العالم والصراعات والحروب التي يدفع ثمنها الانسان غير المسلح مع كمية بروباغندا جيدة تنسجم والتكنلوجيا الحديثة يتضح بان البشر تطور تقنيا فعلا ولكنه بقي بعنصريته وكراهيته وانانيته ابن الكهوف في العصور الحجرية والا لماذا يعيش العالم فوضى وخراب ؟ وحروب مستمرة لحد اليوم رغم كمية النظريات الانسانية اللامعة التي انتجها العقل البشري المتحضر والمثاليات التي يتفاخر بها على بعضه البعض في كل مناسبة!!؟
العقل عموما يحب الخديعة والكذب المريح للنفس المهزومة خصوصا ولايرغب بالحقيقة القاسية وحتى ان تعرف عليها او اكتشفها فانه يحاول الاستمرار بلعبة القبول والرضا المصطنع بل والنضال والموت من اجل الخداع سواء كانت خديعة دينية او مدنية مبرقعة بوشاح مخملي مبهر.
على سبيل المثال ,نحن نعرف بان جميع قادة الدول الاسلامية الان او عبر التاريخ لايمثلون الاسلام بالشكل الصحيح, مع هذا نتمسك باي جربوع يسمى نفسه قائد اسلامي او ان اسمه يشير لذلك ونقدسه حتى ان كانت نسبة ابتعاده عن القيم الدينية والسماوية التي يرفع شعاراتها بنسبة 99 % وتبقى نسبة 1% نتيجة لاسمه
الامر يحدث مع الطرف الاخر ايضا ممن يدعي الليبراليه العدميه او تقمص شعارات الحرية والديمقراطية, فالشكل العام يعطي انطباع اننا امام عالم متحضر وحر ولكن الحقيقة الصادمة ان اي تقاطع بين ايديولوجيات النظام القائم ـ في اي دولة غربية او شرقية ـ وحرية الانسان او رغبته في التغيير سيواجه بنفس الوحشية التي يتعرض لها من يعيش في كنف حكم ديني ان هو حاول كسر تابوهات وضعها الحزب الحاكم او الساسة الفاسدين كبرواز لدولتهم مع اختلاف طفيف بآليات القمع والتدجين.
ففي النهاية سيكون من العبث الانتماء او الالتحاق بأي الفريقين طالما النتائج مخيبة وفاسدة في كل الاحوال ليبقى الابرياء والمعذبون يتأملون المخلّص الحقيقي الذي يشعرون بالامان في ظله