السيمر / فيينا / الجمعة 17 . 11 . 2023
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
لم يقوم العراقيين وبقية الشعوب العربية في رسم حدودهم، بل من رسم حدود العراق والدول العربية والافريقية وحدود دول الشرق الاوسط والادنى، بريطانيا وفرنسا وخلفهم امريكا، الدول المنتصرة بالحرب العالمية الأولى، لذلك دول الاستعمار دمجت مكونات غير متجانسة مع بعض، ونصبت الخونة والعملاء ليكونوا ملوك وزعماء، بريطانيا نصبت أبناء الخائن زعيم العالم العربي والسني مفتي مكة شريف حسين، ملوك على الاردن وسوريا والعراق والحجاز، وبنفس الوقت دعمت عبدالعزيز آل سعود واعادة الوهابية للوجود مرة ثانية بعد ان قضى عليهم ابراهيم محمد علي باشا، ووهبت إلى عبدالعزيز سعود الجزيرة العربية والحجاز، وقامت بضرب مفتي مكة بالقندرة وتم طرد عاىلة الخائن شريف مكة من الحجاز إلى الأردن والعراق، عميل الحجاز الملك علي كانت وجهته إلى العراق ليعيش مع أخيه فيصل الأول الذي سوقته بريطانيا ملكاً للعراق من خلال خداع المتصدرين للمشهد السياسي العراقي بثورة العشرين، نعم رفض الهمج الرعاع تنصيب السيد المجاهد نور الياسري ملكاً للعراق وقبلوا في عميل الاحتلال وحذائه فيصل الأول ليكون ملكاً على العراق.
وزير المستعمرات البريطاني همفر بذل جهد كببر لعمل دين إسلامي وهابي تكفيري من خلال جمع شيخ دين يفسر الشريعة بعقلية بدوية( محمد عبدالوهاب) وبين أمير قبلي طامح بالسلطة لحكم الجزيرة العربية وهو ابن سعود ليجعلها مرعى إلى إبله، مضاف لذلك بعام ١٩٠٥ الدول الأوروبية الاستعمارية الستة اجتمعوا وصدر قرارات مؤتمر كامبل، وهو وزير خارجية بريطانيا واتخذوا قرار في إسقاط الإمبراطورية العثمانية، وتقسيم العالم إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى الأوربيون هم أسياد العالم ولهم التكنولوجيا والعلوم، الفئة الثانية العرب والمسلمين أعداء الحرية والحضارة، يتم تقسيمهم إلى دول عديدة وتسليط الأراذل عليهم لحكمهم وجعل دولهم الجديدة ساحة للصراعات والقتل، والفئة الثالثة اليابانيين والصينيين وباقي دول شرق اسيا هؤلاء حضارتهم لاتتعارض مع القيم الغربية، فيمكن التعاون معهم ودعمهم واعطائهم تكنولوجيا فهم لا يشكلون خطرا على الحضارة الأوروبية الغربية.
خدعوا العار العميل مفتي مكة زعيم العرب والعالم السني مقابل وعد شفهي في إعطائه مملكة للعرب هو يكون الملك، النتيجة ماقصر زعيم العالم العربي والإسلامي السني شريف مكة أصدر فتوى دمار شامل حث الضباط والجنود والساسة وشيوخ القبائل العربية السنية بالثورة ضد السلطة العثمانية، يشكل الضباط والجنود العرب السنة أكثر من ٧٠% من أفراد الجيش العثماني، في اليوم الثاني هرب الضباط والجنود العرب وتبخر الجيش العثماني مثل ما فعلوها حارث الضاري واراذل ساحات الذل بالعراق عام ٢٠١٤ وهربوا من الجيش العراقي وتركوا اسلحتهم، والشريك الآخر ايضا سحب القوات إلى الإقليم الكوردي، تهيكل الجيش، بقي الضباط والجنود الشيعة بوحدات متهيكلة ومنهارة بدون اتصال ولا قيادة ولاتنظيم، وتم تسليم الموصل إلى ثلاثمائة ارهابي، وتكريت سلمت من خلال دخول خمس عجلات أطلقت ابواق هورنات وهرب المحافظ ابو مازن وقائد الشرطة، هذا الكلام قاله شيخ مشعان الجبوري عبر قناة العراقية الفضائية، هذا الأمر نفسه فعلوه العرب السنة مع الجيش العثماني و تسببوا بسقوط دولة الخلافة العثمانية، انفرد الشيعة دون غيرهم للدفاع عن الدولة الإسلامية العثمانية السنية والتي كانت تكفر الشيعة وتضطهدهم، ما أشبه اليوم في البارحة، أيضا انفرد الشيعة في دعم أبناء غزة وهم يقتلون وسط موافقة عربية خليجية بقيادة السعودية والإمارات والبحرين والسودان والأردن والمغرب للقضاء على الوجود الفلسطيني المقاوم.
لولا الصراع الطائفي والقومي بالعراق، لما حكمت العراق أنظمة دكتاتورية ولما وصل صدام الجرذ والبعثيين الاراذل لحكم العراق وقتلوا ثلاثة ملايين شيعي وكوردي، وهجروا وهاجر ملايين الشيعة والاكراد، بحيث لاتخلو مدينة من مدن العالم من القطب الشمالي إلى الجنوبي من وجود عراقيين شيعة واكراد يعيشون بتلك الدول الكثيرة، هذا كله بسبب إجرام صدام الجرذ والبعث.
عملية إسقاط نظام صدام الجرذ تمت من خلال احتلال أمريكا والناتو وبدعم دول الخليج والأردن لاسقاط نظام صدام الجرذ، للاسف بسبب الصراع القومي والمذهبي وقف غالبية سنة العراق مع صدام إلى يوم سقوط صنمه ولازال غالبيتهم مع الإرهاب لكي يعودوا مرة ثانية للحكم بعقلية صدام الجرذ الهالك.
بوسط صراع قومي ومذهبي مستدام بالعراق، أكيد بعد سقوط نظام البعث، من الصعب تجد قيادات سنية تؤمن بالعملية السياسية، مضاف لذلك الشيعة والاكراد انشغل الكثير من قياداتهم بصراعات عقيمة بينية منعتهم للاسف من دعم قيادات سنية تؤمن بالعملية السياسية بالعراق، لولا خلافات بعض القوى الشيعة مع الاكراد وبالذات مع مسعود بارزاني لتم دعم قيادات وقوى سنية تسيطر على مناطق السنة وتصبح هي صاحبة السلطة.
في يوم استشهاد السيد محمد باقر الحكيم وعبر بي بي سي انا طالبت في دعم زعماء قبليين سنة واقترحت بوقتها دعم الأخ الشيخ فواز الجربا ليشكل قوات عشائرية سنية للسيطرة على المناطق السنية، كتبت مقال طرحت هذا الرأي بصحيفة صوت العراق، هاجموني كتاب واعضاء أحزاب شيعية اسلامية وقالوا لي تريد إعادة البعثيين علينا مرة ثانية، المشكلة الطبقة السياسية التي وصلت للحكم لايملكون رؤية حقيقية للساحة العراقية وخيوط اللعبة للدول المجاورة والاقليمية والدول الكبرى الطامعة بالعراق، تركوا مناطق السنة، النتيجة انصار صدام الجرذ،من ضباط المخابرات والامن والقوات الأمنية والحرس الجمهوري اطالوا لحاهم واصبحوا أئمة مساجد ورفعوا شعارات المقاومة والقتل والتفخيخ، كل الانتخابات التي أجريت بالعراق، كل المرشحين بالمناطق السنية مدعومين من العصابات الارهابية، صديقي إسماعيل الجبوري شيوعي عراقي من شهربان سني ذهب يريد يرشح نفسه للانتخابات البرلمانية وعاد للدنمارك هاربا وقال لي نجوت من موت محقق، شرح لي أن مناطق السنة تدار من دولة البعث الساقطة، بظل هذه الاجواء، أكيد البيئة السنية تنتخب نواب وساسة مرتبط غالبيتهم مع فلول البعث وهابي، لذلك وصول سليم الجبوري والمشهداني المرتبط مع تيارات سلفية سعودية كان لهم دور في تقديم استقالته من البرلمان العراقي فكيف تبني معهم دولة، سليم الجبوري والمشهداني كانا مرتبطين مع ساسة فلول البعث تارة في اسم البعث وتارة اخرى في الحزب الإسلامي وهو فرع من حزب البعث الاسلامي، وصول السيد الحلبوسي إلى البرلمان لم يكن صدفة، بل كتب الكثيرون من الكتاب العراقيين، وقالوا ان الحلبوسي ابن شخص كان قيادي بعثي، وأنه مدعوم بعثياً، بكل الاحوال محمد الحابوسي شاب طامح بالسلطة وعرف كيف ينفذ ويصل، عندما فاز كنائب ضمن قائمة البزاز، ذهب إلى البزاز ونفسه الحلبوسي قال البزاز قال لي الدولة مو دولتنا نحاول نخرب العملية السياسية، كلام الحلبوسي، قاله بالإعلام حول لقائه مع البزاز ومن خلال كلامه حصل الحلبوسي على دعم وتوافق اوصلته إلى رئاسة البرلمان العراقي، ولولا وجود قوى بعثية راضية عن الحلبوسي لما استطاع تشكيل حزب وكسب أنصار على عكس المشهداني والنجيفي وسليم الجبوري الذين لم يستطيعوا تأسيس حزب سياسي، لأنه غير مسموح لهم بذلك.
الان توجد خلافات سنية سنية لتولي تمثيل المكون السني، لذلك إسقاط الحلبوسي تم من خلال دعوى قضائية أقيمت في المحكمة الاتحادية أقامها نائب سني اسمه ليث الدليمي كان متهم في الإرهاب وتم عرض اعترافاته متورط بعمليات إرهابية تم تبرئته بقدرة قادر وأصبح عضو برلماني ويقول نفسه ليث الدليمي في إحدى لقاءاته أصبحت باب حوائج الشيعة لأنني اقض حوائجهم واكيد كلامه صحيح، النواب والوزراء والمسؤولين السنة يستطيعون تمشية معاملات بعض المواطنين افضل بمليون مرة من الوزير والمسؤول الشيعي، الذي يخلق المصاعب ويضع العراقيل ضد ابناء مكونه، قرار انهاء عضوية الحلبوسي كان بسبب تزوير قام به الحلبوسي، قرار المحكمة قطعي غير قابل بالطعن، لذلك قرار المحكمة لا يمكن الطعن به.
قرار المحكمة لا يودع السيد محمد الحلبوسي بالسجن لان اصل الطلب في الشكوى إنهاء عضويته بسبب التزوير
حسب دعوى النائب ليث الدليمي إنهاء عضوية الحلبوسي لأنه حنث باليمين، لذلك إيداع الحلبوسي ومصادرة أمواله المليارية تتطلب إقامة دعاوى اخرى
يتم من خلالها اصدار قرارات سجن ومصادرة اموال، أما قول الحلبوسي للصحفيين بان المحكمة غير مخولة باسقاط عضويته في مجلس النواب، كلامه غير صحيح لأن المحكمة الاتحادية هي الجهة الوحيدة التي تصادق على المرشح الفائز ليكون عضواً في مجلس النواب وبالتالي لها صلاحية الغاء مصادقتها عليه للاسباب التي وردت في القضية التي أقامها السيد النائب المجاهد المناضل الرفيق ليث الدليمي، هناك حقيقة لايمكن اليوم إلى أي شخص يدافع عن الحلبوسي او يدافع عنه ولو بتلميح بسيط، لأن نفس القوى التي قبلت عليه بالتوافق ليكون رئيس للبرلمان يتهمونك انك من اتباع الحلبوسي، وهؤلاء محقين لان الحلبوسي استطاع أن يشتري آلاف العراقيين ومن مختلف المستويات موظف او كاتب او محلل سياسي او ضابط بالقوات الامنية او اعلامي او فنانين او أصحاب شهادات عليا من أساتذة الجامعات.
لكن ماذا بعد اقالة الحلبوسي، هل من جديد، الحلبوسي قفز الى المقدمة والزعامة بأساليب يعتبرها الكربولي والبزاز غير مشروعة، كيف لعامل متخصص بالدهن الحر يتصدر المشهد السياسي، نعم الحلبوسي أصبح زعيم سني مدعوم ماديا من دول الخليج حاله حال رفيق الحريري وابنه سعد الحريري، الساحة العراقية تشبه الساحة اللبنانية، نذكر الاخوة القراء لا تنسوا كلام محمد الحلبوسي حول الدرس الأول الذي أعطاه إليه معلمه البزاز، القيادة السياسية في عراق اليوم تستند على سندين هما المال والسلاح، وقد امتلكهما الحلبوسي، اما النجيفي والمشهداني وسليم الجبوري فهم كانوا أشخاص يمثلون واجهات بعثية والواجهات لها اهدافها، لم يسمحوا لهم في تأسيس احزاب، أما الحلبوسي فأصبح صاحب مال ولديه ميليشيات مسلحة ولديه حزب فهو منافس لهم قوي لذلك أصبح صاحب نفوذ بالساحة السنية العراقية.
بعد قرار المحكمة في إسقاط عضوية الحلبوسي، شاب سني من الانبار لاجىء في النرويج يؤمن بالعملية السياسية اسمه أزهر الدليمي، ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، شخصية حسب متابعاتي له شخصية محترمة وفعلا وطني عراقي شريف، كتب عدة تغريدات منها
كتب التغريدة التالية، (منتسبين حشد الانبار ، التابعة للحلبوسي بما يسمى ( فوج الحلبوسي وفوج سوات الانبار التابع لقيادة شرطة محافظة الانبار بقيادة العميد الركن مروان نيسان الذيابي المفرغ لحماية الحلبوسي )
يسبون علني القضاء الاعلى ورئاسة المحكمة الاتحادية ويهددون بالسلاح ).
ايضا كتب ازهر الدليمي التغريدة التالية(
عاجل( القوات الامنية في الانبار تباشر بالقاء القبض على مطلقي العيارات النارية في الاقضية والنواحي وصلت قوة مساندة ايضا من بغداد من جهازي مكافحة الارهاب والرد السريع وسوف يلتحق ايضا افواج من الاتحادية …
نرجوا من المواطنين الكرام الابلاغ على الجماعات المسلحة التي ساهمت باطلاق النار وترويع المواطنين وحالة الى عودة المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون ومنها تنظيم د١عش الارهابي والعبث بامن المحافظة وتهديد القضاء .
راجين المواطنين الكرام بالتزام بمساكنهم لحين الخلاص من المليشيات وانهاء السلاح المنفلت).
ايضا كتب ازهر الدليمي ( السيد وزير الداخلية المحترم اذا مرشح بالانتخابات ملثم ويرمي بسلاح ويجمع الاشخاص ضد الدولة والقانون ، الملثم هو بشار عامج المحمدي – مرشح قائمة تقدم – يسكن الصقلاوية البوكعاش/ تسلسل ٢٢
ايضا كتب، منتسبين حشد الانبار ، التابعة للحلبوسي بما يسمى ( فوج الحلبوسي وفوج سوات الانبار التابع لقيادة شرطة محافظة الانبار بقيادة العميد الركن مروان نيسان الذيابي المفرغ لحماية الحلبوسي )
يسبون علني القضاء الاعلى ورئاسة المحكمة الاتحادية ويهددون بالسلاح ).
بكل الأحوال العملية السياسية بالعراق تسير على رجل واحدة وليس على رجلين، لايمكن أن يعم الأمن والسلام والاستقرار بدون إيجاد حلول جذرية لأصل الخلافات الطائفية والقومية بالعراق، ويصبح الكوردي يفكر انه ضمن دولة عراقية واحدة ويفكر السني أن الحكم بالعراق تحدده صناديق الانتخابات وأن الشيعة والاكراد مشاركين أساسيين مع السنة بحكم العراق، ولايمكن إيجاد طبقة سياسية سنية تؤمن بالعملية السياسية بدون قيام الدولة العراقية وساسة المكون الشيعي والكوردي في دعم وتقوية قيادات سنية شريفة تؤمن بالعملية السياسية، توجد شخصيات سنية شريفة يمكن دعمهم من خلال توزيرهم ودعمهم ويصبحون الممثلين الحقيقيين للمكون العراقي السني من خلال طرد حثالات البعث وهابي المنتشرين بمفاصل الدولة العراقية، وعملية دعم قيادات سنية شريفة ليست صعبة إن وجد ساسة اقوياء في الحكومة العراقية، وأن اساس نجاح العملية السياسية بالعراق مرتبط في إنهاء الصراعات الجانبية بين الكتل الشيعية وتيار سيد مقتدى الصدر ولنا بتجربة العشرين سنة الماضية من الصراعات وعدم الاستقرار أكبر دليل لصدق كلامي، انا شخصيا متضرر من نظام البعث القمعي الطائفي ودفعت ثمن باهض، ومتضرر من الساسة الجدد الذين حكموا العراق بعقلية معارضين وليس بعقلية ساسة مدعومين في جماهير مليونية، لاخير بكل سياسي يفرط بالجماهير المليونية بسبب أخطاء بسيطة كان ولازال إمكانية تلافيها، وتصحيح الاخطاء، واعادة الثقة مابين الجماهير المليونية والطبقة السياسية الحاكمة، كسب الجماهير ليس بتوزيع الاموال، بل توزيع الأموال يؤسس للطبقية وتقسيم المجتمع إلى طبقات مستفيدة وأخرى محرومة خطأ كبير يسبب كوارث ويؤسس لحقبة من عدم الاستقرار وفقدان الثقة مابين الحاكم والجماهير، تشريع قوانين العدالة والمساواة لتشمل كل أبناء الشعب ودعم القطاع الخاص والقضاء على الروتين ومحاربة الفساد والرشوة والسرقة هي السبيل الوحيد للاستقرار والعيش في امان ونجاح للعمل السياسي.
2023/ 16/11