الرئيسية / مقالات / حرب غزة لاتأتي ببديل عن حماس

حرب غزة لاتأتي ببديل عن حماس

السيمر / فيينا / الجمعة 08 . 12 . 2023

نعيم الهاشمي الخفاجي

أنا شخصيا متابع لكل ماتتحدث به وسائل الإعلام العربية والغربية حول من يدير غزة بعد حماس،لان قرار القضاء على حماس تم اتخاذه من قبل حلف الناتو واسرائيل ومعهم الغالبية الساحقة من أنظمة الدول العربية المطبعة، الإجماع الغربي على القضاء على حماس لايمكن ان يتحقق اذا كان أبناء الشعب الفلسطيني مع حماس بغزة.
انا ما اكتبه مجرد رأي خاص بي، ولايمكن لي أن احلل الأحداث مثل مايفعله المحللون العرب بجميع اتجاهاتهم، يحللون وفق رؤية القوى التي ينتمون إليها سواء انتماء ارتزاق مثل الفيالق الإعلامية لدول الرجعية العربية، أو محللين يرتبطون مع حماس أو القوى المقاومة روحيا لكونهم كقوة مقاومة تناضل من أجل إنهاء الاحتلال، لذلك ما نراه من تحليلات بغالبيتها تحليلات تخضع للعامل سواء كان ديني أو قومي أو مذهبي أو عامل ارتباط المحلل مع دول الرجعية العربية، لذلك غالبية التحليلات عاطفية وبعيدة كل البعد عن الواقع العملي على الأرض.
اتذكر بحرب إسقاط نظام صدام الجرذ قناة الجزيرة احضرت مجموعة كبيرة من المحللين ومعظمهم جنرالات عرب تعرضوا إلى ابشع الهزائم العسكرية، حتى اتذكر عقيد ركن مصري  قال الى محلل أمريكي اننا ننتصر لأن الله مع صدام، جنرال مصري نفق اسمه صلاح الدين اسماعيل بيوم سقوط صنم هبل، عبر قناة الجزيرة سأله المذيع قال له انت قلت العملية تستغرق ستة أشهر فكيف سقطت بغداد بسهوله، قال له انا عارف ان الجيش العراقي سينهار لكنني كنت اكذب لكي ارفع من معنويات جيش صدام، نعم إذا كان الخبراء والمحللين العرب يعترفون أنهم كانوا يكذبون فكيف لمن يتابع تلك الأحداث يثق بكلام المحللين العرب.
الصحف الغربية ومنها صحيفة الواشنطن بوست، كتبت حول من سيدير غزة بعد الحرب، لدى الأمريكان أعني إدارة الرئيس بايدن، رأي بالقول، بدعم السلطة الفلسطينية الى محمود عباس، في إعادتها ودعمها لكي تحكم القطاع، وتوفير دعم مالي يتكفل بدفع فاتورة الأعمار دول الخليج المطبعة، واحياء حل الدولتين، رغم أن ذهاب عرفات للسلام هو على أساس حل الدولتين بعد مضي ثلاثون سنة على اتفاقية أوسلو يتم العودة من جديد على حل الدولتين، سلطة محمود عباس لا  تحظى بقبول جزء كبير من أهالي غزة، مضاف لذلك اسرائيل واعني اليمين الحاكم والذي يبقى حاكم في إسرائيل لم ولن يقبلوا في حل الدولتين.
ماحدث من غزة من قتل بشكل مدمر يجعل غالبية أبناء المجتمع القبلي الغزاوي المحافظ يرفض وجود سلطة الى محمود عباس في غزة.
انا بمعلوماتي البسيطة على يقين بظل سيطرة اليمين في إسرائيل لايمكن قبول حل الدولتين. واليمين يزداد قوة وسيطرة بين اوساط الشعب الاسرائيلي وخاصة اذا تم تصفية الوجود العسكري لحماس بغزة، ربما بعد مائة عام جديدة يصعد تيار معتدل في إسرائيل يقبل في حل الدولتين، انا متابع لما يكتبه الكتاب الغربيين، كاتب ليبرالي يهودي اسمه آلان بن مائير كتب مقال مطول نشر
في العديد من الصحف بما فيها صحيفة صوت العراق، تحدث عن ضم الضفة الغربية ضمن اتحاد فيدرالي أو كونفدرالي مع الأردن وكذلك ضم غزة الى سيناء المصرية، وكلام الان بن مائير تسعى إسرائيل لتحقيقة بموافقة مصرية اردنية وتمويل مادي سعودي اماراتي قطري بحريني بشكل خاص، إسرائيل كل العالم الغربي معها، يفتحون مجال الى استقبال الشباب الفلسطينيين لطلب اللجوء أو الهجرة لدول أوروبا وأستراليا وكندا وامريكا مع توفير دعم مادي لكي يتم تهجير ملايين الفلسطينيين بطريقة اللجوء والهجرة.
عندما زار الرئيس المصري السادات الكنيست عام ١٩٧٧ والقى خطاب كرر حل الدولتين لكن رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير حاضرة في استقبال السادات وقالت له، إن «العجوز الشمطاء ترحب بك في القدس وقد قضيت العمر بانتظار هذه اللحظة، فنحن أبناء الأرض ونحن من حوّل الصحراء إلى واحات» وأضافت «إن الحل العادل للفلسطينيين ليس قضية إسرائيل بقدر ما هو
بيد جيراننا العرب».
يعني ضم الضفة إلى الاردن وغزة الى مصر، بعد ذهاب السادات إلى إسرائيل وتوقيع اتفاقية
كامب ديفيد منذ ٤٧ سنة وذهاب عرفات لتوقيع اتفاقية أوسلو منذ ثلاثين سنة، بقي الموقف
الإسرائيلي ثابت بعدم القبول بحل الدولتين رغم تطبيل وتزمير ساسة دولة فلسطين وساسة الدول
العربية والذهاب للتطبيع المجاني لأجل إقامة دولة فلسطينية، بقي الموقف الإسرائيلي ثابت بالقول،
مشكلة الفلسطينيين بالدول المجاورة إلى إسرائيل، يعني ضم الضفة إلى الأردن وضم غزة إلى
مصر، وإعطاء أبو ديس إلى الفلسطينيين كحصتهم من القدس الشرقية.
تحدث الكثير من الساسة الاسرائيليين والغربيين انه بمجرد القضاء على حماس، تصبح غزة مثل
هنوك هونك وسنغافورة العرب، قطاع غزة المنطقة الجغرافية الوحيدة التي لاتوجد بها مشاكل
وجود مستوطنات لليهود بها، بينما الضفة الغربية تحتوي على عشرات المستوطنات، بكل الاحوال
إسرائيل أعلنت انها تريد تجريد غزة من السلاح والحفاظ على وجود أمني كثيف على حدودها،
وهذه الرغبة الإسرائيلية مدعومة من الناتو ومن دول الخليج وخاصة من حكومة المملكة العربية
السعودية وبشكل خاص من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وايضا هناك دعم من دولة
الإمارات العربية المتحدة.
سبق إلى مجلس الأمن أصدر قرارات في نشر قوات دولية تشرف على حفظ الأمن في الكثير من
أماكن الصراع، ربما إسرائيل توافق على نشر قوات دولية تحفظ الأمن في غزة وتمكن سلطة
محمود عباس بالسيطرة، لكن السلطة الفلسطينية لا تحظى بمقبولية الكثير من الشعب الغزاوي
الفلسطيني.
بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام ٢٠٠٥ دفعت دول الخليج فاتورة اعمار غزة، وربما الجميع
يشاهد الان كيف شريط غزة مبني من عمارات وأبراج سكنية حديثة دمرها الطيارين
الاسرائيليين، عمارات شاهقة مبنية بشكل حديث، افضل من بناء عواصم عربية كثيرة، حال إيقاف
الحرب تأمر إسرائيل دول الخليج لإعادة بناء ما دمرته آلتها العسكرية في غزة، الفلسطينيين شعب
معتاد أن يتعايش مع الوضع، قبل اندالاع الحرب كان آلاف الغزاويين يعملون في داخل إسرائيل
ربما كلامي هذا يثير حفيظة الاخوة المتحمسين للتفاعل مع أحداث غزة، بعد وصولي لاجئا
للدنمارك، كانت مخابرات صدام الجرذ الهالك تراقبنا، وكنا أيضا نخشى من أجهزة المخابرات
العربية، كنت ادرس في مدرسة لغة وكان معي طالب يدرس في حديثة قال لي انا مواطن
اسرائيلي حاول أن يبني معي علاقة لكنني ابتعدت منه هههههه لانه بذلك الوقت لا أعرف أي

شيء، نسمع في الموساد، كان معي فلسطينيين علاقتهم مع الإسرائيلي علاقة اخوية، انا بتلك
الوقت اسمع أن جهاز الموساد يغتال…..الخ بكل الأحوال أن ذلك الشاب الإسرائيلي ليس بشرير
لذلك ليس كل اليهود هم أشرار، حتى اصدقائه الفلسطينيين قالوا لي هذا الرجل محترم، لذلك قضية
فلسطين كارثة حلت على رؤوسنا ودفعت شعوب عربية واسلامية ثمن باهظ بسبب فلسطين ودعم
الشعب الفلسطيني في وقت ذهب ياسر عرفات إلى توقيع اتفاقية السلام دون ان يستشير احد
ولايعير اي اهمية لكل القوى العربية والإسلامية التي دعمت ياسر عرفات، لذلك ابتلينا بقضية
فلسطين نحن الفقراء من الشيعة العرب في العراق بشكل خاص في قضية فلسطين التي باعها
العرب، ومحيطهم الإسلامي السني، مفتي الحرم المكي تحدث في خطبة صلاة الجمعة في ابتكار
طريقة جديدة للمقاومة وتحرير الأرض عبر أتباع السنن، تركي الشيخ مسؤول الترفيه في المملكة
العربية السعودية عمل أعظم مهرجان موسيقي وغنائي بالتاريخ بوقت يقتل آلاف الأطفال والنساء
المدنيين بغزة، فهل غزة مسؤولية يتحملها الشيعة، أمة عربية واسلامية سنية قبلوا بهذا الوضع فهم
احرار بذلك، الشيعي رفض التطبيع المجاني واستنكر عملية قتل أبناء غزة، هذا العمل اثبت ان
الشيعة مع قضايا العرب والمسلمين، وليس مثل ما كان يكذب مشايخ الوهابية وامامهم شيخ
المفخخين ابن تيمية الذي قال إن الشيعة عبر التاريخ يتعاونون مع المحتلين، ياليت ينهض احمد بن
تيمية من قبره ليرى اتباعه هم المتعاونين مع قوى الاستعمار وليس الشيعة.
في الختام ليكون ختام المسك بتغريده إلى الزعيم الروحي لحركات الإخوان المسلمين الشيخ طيب
اردوغان والتي نشرها اليوم على حسابه بمنصة إكس، هذا نصها( ‏أردوغان، لدينا إيمان كامل
بأن فلسطين ستنتصر، وانتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان.
ستنتصر وقد وضع على عاتقه تزويد إسرائيل بالغاز والنفط والأغذية حتى الملابس لم ينساها ..
إيه يا خليفة الأخونج المجرمين).
ههههه ابقى على إيمانك ياطيب أردوغان ونسألك الدعاء لنا في قضاء حوائجنا هههههه، للعلم
الصادرات التركية إلى إسرائيل ازدادت أضعاف مضاعفة خلال هذه الفترة الاخيرة، بل شركات
السلاح التركية باعت صواريخ إلى الجيش الإسرائيلي، هذه هي حقيقة العرب والعالم الإسلامي
السني، عذرا اخواني ورفاق دربي العالم العربي والإسلامي السني مع القضاء على القوى
المقاومة الفلسطينية السنية، نتعاطف مع الشهداء المدنيين رحمهم الله لا أكثر، خالص مودتي
وتقديري واحترامي، وأن شاء الله اوصيت الشيخ طيب اردوغان بالدعاء لي بقضاء حوائجي ولا
استبعد يحدث تغير كبير في قضية اعطائي رفض غير قابل للطعن في الأمانة العامة لرئاسة
الوزراء العراقية بخصوص عودتي لبلدي العراق، لأن دعاء الشيخ طيب اردوغان مستجاب.

9/12/2023

اترك تعليقاً