السيمر / فيينا / الخميس 21 . 12 . 2023
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
بما أنني عربياً، ومن أحفاد عدنان وقحطان، وبظل تهافت الأمم الكبرى في السيطرة على بلداننا، وتنصيب عملائهم ليكونوا ملوكاً ورؤساء وحكام، ليكونوا بديل عن وجود قوات الاستعمار لتحتل بلادنا احتلالاً عسكرياً مباشراً، بل نحن بالعصر الذهبي وهو عصر قيام القوى العظمى في نكاح ملوك ورؤساء العرب بالعلن، فعلينا أن نشاهد مهازل أمتنا العربية المجيدة.
عندما نتابع ما يتحدث به المحللين والكتاب العرب عبر قنواتهم الفضائية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تطبيق إكس تصاب بالإعياء، تجد فيالق إعلامية تتقدم أسماؤهم حروف الدال في إشارة لهم انهم أساتذة جامعات، وفي الحقيقة عندما تقرأ إلى ما يكتبونه، تجده مجرد هراء، ربما تجد بعضهم متصفح بعض الكتب بعلم السياسة، لكن تصفح كتاب سياسي داخل بيئة عربية تحكم من أنظمة قمعية، وبظل بيئة اجتماعية عاشت قرون طويلة بالذل والعبودية، لايعني أن القارئ قد أصبح يفهم في السياسة، ولا يعني أن هؤلاء أصبحوا محللين سياسين، التحليل السياسي بات علم من العلوم الإنسانية يدرس في الجامعات بكل دول العالم، وليس كل من درس فهم هذا العلم، تجد عندنا طلاب في الجامعات العربية يحفظ المادة المقررة من الجلد إلى الجلد، وينجح في الامتحانات بدرجات عالية جدا، لكنه فاشل على المستوى العملي والتطبيقي على أرض الواقع العملي.
عند مشاهدة خبر بقناة فضائية عربية، ويقوم الكثير من أبناء العرب في كتابة تغريدات بمنصات التواصل الاجتماعي، هذا لايعني أن نقل الخبر ليدعي هؤلاء انهم حللوا الحدث تحليل سياسي، التحليل السياسي للأحداث في غالبه مغاير لتناقل الأخبار في المحطات العالمية والعربية الإخبارية.
عالم تحكمه مصالح، وبعيد كل البعد عن الأخلاق والقيم، خلال حياتي الطويلة وتجاربي الحياتية العملية، عشت تحت ظل ثلاثة أنظمة حكم، نظام صدام جرذ العوجة الهالك، وتجربة العيش تحت سلطة النظام السعودي البدوي المتخلف فترة اربع سنوات، وفترة حكم تحت ظل نظام ديمقراطي في مملكة الدنمارك منذ أكثر من ثلاثين سنة، وجدت بلا شك، أن تحليلات النخب العربية، يبقى تحليل يعاني من عقد العبودية والطائفية والقومية، بل أن النخب العربية التي تصدرت المشهد السياسي العربي منذ عام ٢٠٠٠ وليومنا هذا، نخب فاشلة، لم تكن مؤهلة لإدارة فترة المراحل الانتقالية، بالدول التي من الله على شعوبها في سقوط انظمتها القمعية، مثل قضية سقوط نظام صدام الجرذ الهالك، رأينا ماحل في العراق من قتل وتدمير طيلة العشرين سنة، الاعمال الإرهابية كانت تستهدف المكون الشيعي العراقي بشكل خاص دون غيرهم، من المؤسف والمؤلم أن النخب المثقفة التي تحيط بقادة الأحزاب والتيارات الشيعية لم يتحدثوا مع قادتهم بضرورة توحيد الخطاب السياسي الشيعي العراقي، بل رأينا لعبت هذه النخب الغبية دور مهم في زرع روح الانقسام بين قادة الفئات الشيعية العراقية، من خلال التركيز على نشر الاخبار التي تزرع وتنمي الكراهية بين قادة المكون الشيعي، بل أصبح الكاتب والصحفي والمثقف الشيعي المستقل الذي يطالب في توحيد الخطاب الشيعي مكروه ويتم الاستفادة منه حسب مصالح التيارات الشيعية العراقية المتناحرة.
عجزت القوى الاستعمارية في استخدام العصابات الإرهابية في أبعاد شيعة العراق وإعادتهم إلى عصرهم الذهبي بزمن عصر جرذ العوجة، وبدأت مرحلة تشتيت الأحزاب الشيعية ومهاجمة المرجعيات الشيعية وزرع روح اليأس بين أبناء الشيعة لمقاطعة الانتخابات العراقية ولنا في انتخابات المجالس البلدية الأخيرة دليل لصدق كلامي، فيالق فلول البعث يكتبون ليل نهار لمقاطعة الانتخابات، لكن قبل الانتخابات في اسبوع طلبوا من جماهير المكون السني انتخاب الأحزاب والكتل السياسية السنية، رجال دين الوقف السني ومن خلال المساجد طلبوا من جماهيرهم المشاركة بالانتخابات، ولننظر لنتيجة الانتخابات فقد خسر الشيعة مقاعد كثيرة في بغداد وديالى، والقادم أخطر.
مانراه بالعراق وللأسف لدى النخب السياسية الشيعية العراقية، يتبعون أسلوب تحليل سياسي طارىء، وليس أسلوب تحليل لرسم سياسات استراتيجية للمدى البعيد، وهذا هو سر ضعف المكون الشيعي العراقي، كل دول العالم المستقرة والثابتة تسير على منهج السير في سياسة استراتيجية تضمن بقائهم وتطوير أوضاعهم الاقتصادية والمعاشية التي تنعكس بشكل إيجابي على القادة السياسيين في الأحزاب السياسية العاملة بدولهم، لم أرى أن مواطن دنماركي طالب في القضاء على الأحزاب ومقاطعتها، بل توجد أحزاب كثيرة وفي يوم الانتخابات يشارك الشعب الدنماركي بالتصويت بنسبة تصل إلى ١٠٠% لكن بعد أن جنست الدنمارك العرب والمسلمين فهؤلاء لم يشارك الكثير منهم بالانتخابات لأنهم يجهلون أهمية صوتهم الانتخابي.
مانراه من تصرفات قادة الأحزاب الشيعية خلوهم من السير وفق مشروع سياسي جامع لكل كتل أبناء المكون الشيعي، بل عملوا على شق المكون إلى معسكرين، وهذا بحد ذاته، تصرف خطير، رأينا في الانتخابات البرلمانية وقوف سيد مقتدى الصدر في عدم المشاركة مع إخوانه وأبناء مذهبه في تشكيل الحكومة، واضطر أن يسحب نوابه من البرلمان ويسلم مقاعد نوابه إلى الأحزاب الشيعية الاخرى، وراينا كيف عارض التيار الصدري إجراء الانتخابات البلدية، وكيف خسر الشيعية الكثير من مقاعدهم في بغداد وديالى، نقول للنخب المثقفة للاحزاب والتيارات الشيعية العراقية، يقول الإمام علي بن أبي طالب ع اغتنموا الفرص فإنها تمر مرور السحاب، خلصنا من نظام صدام الطائفي الشوفيني، يفترض نستفيد من عمليات إسقاط نظام صدام في انشاء نظام سياسي لا يسمح بعودة الدكتاتورية مرة ثانية، لكن الذي حصل، تناحر قادة الشيعة العراقيين وعملوا على أضعاف المكون، وحكموا بعقليات مهترئة سببت بفتح كوارث الإرهاب والقتل، وتعاملوا بعقلية( انا شعليه) كان ممكن مواجهة فلول البعث وهابي من خلال توحيد الخطاب السياسي، توحيد الخطاب السياسي لدى المكون الشيعي كفيل في هزيمة القوى الطائفية البعثية الوهابية القذرة.
ليعلم زعماء الشيعة من الاخوة في أحزاب الإطار والاخوة بالتيار الصدري كلاكم مستهدفين، وكل طرف لايمكن انهاء الطرف الاخر، فمن الأفضل عليكم الاستفادة من درس الانتخابات البلدية في نبذ الخلافات الجانبية وتوحيد الخطاب السياسي.
لدينا في المحافظات الجنوبية مثالين، واسط والبصرة، غالبية الناس انتخبوا المحافظين محمد جميل الغريباوي و اسعد العيداني بسبب جديتهم بالعمل في مجال الاعمار، لكن أنا على يقين بعد فوزهم، انتظروا بعد فترة سوف يقومون في فتح ملفات عليهم لاسقاطهم، السبب وجود عقليات حزبية تفكر بعقلية إقصاء الآخر اعتقادا منهم أن يسيطروا على المحافظات وضمان أصوات المواطنين بتلك المحافظات، وهذا تصرف خاطىء، عقليات الناس تغيرت، سابقا كان الحل والربط في يد شيخ العشيرة، الآن شيخ العشيرة لايستطيع ضمان أصوات حتى أولاده، كنت بالعراق، وشاهدت تهافت الساسة على شيوخ العشائر، اعتقادا منهم ان شيخ العشيرة يضمن لهم كل أصوات عشيرته، لذلك تركيز الساسة كسب شيوخ العشائر وترك عامة الناس، وهذا التصرف تصرف ساذج لايصدر إلا من شخص سفيه، اقسم بالله رأيت شيوخ عشائر يقول للسياسي الذي يزوره عندي عشرة او عشرين ألف صوت، السياسي المغفل يدفع هدايا وعطايا للكثير من شيوخ العشائر، وفي يوم الانتخابات الكثير لم يذهب ليشارك بالتصويت، بل وجدت الكثير لم يحدث سجله الانتخابي، انصح الساسة عليكم بكسب عامة الناس بالدرجة الاولى ودعوا عنكم كلام الشيوخ مع احترامي واعتزازي وتقديري للشيوخ، لكن ياناس الزمان تغير، وأصبح الشباب وعامة المواطنين يريدون من السياسي أن يجلس معهم ويسمع مطالبهم.
لذلك بات قول كلمة الحق غير مرغوبة عند الكثير من الناس، أن السواد الأعظم من أبناء المكون الشيعي يعرفون صدق اقوالي، لكنهم اسارى ما يقوله لهم زعماؤهم.
الإعلامية زينب الغانم كتبت التغريدة التالية( من كال (خنجر الغدر) أن ( الموصل سنية ) أصحاب الأقلام ( الحرة) دخلوا بغيبوبة ومرَّ عليهم هذا التصريح ( المنتشي بدماء العراقيين ) مرور الكرام ولكنهم طاروا غيظاً وحنقاً وأصابهم الإنهيار التام حين سمعوا أن بغداد ( شيعية )!
الحقيقة اللي لازم تتقبلوها كما هي أن بغداد وكل محافظات العراق للعراقيين بأطيافهم كافة والكلمة الفصل لصناديق الاقتراع التي أنتجت الأغلبية ، هذه الصناديق التي لو لم يعزف عنها الناخبون ( خياراً وترهيباً وجهلاً) لرأينا القلوب قبل الأصوات تذهب إلى من أذاق الدواعش ورعاتهم وإعلامييهم وجواريهم النار والحديد ولألبستهم ثياب الحداد بدلاً من فرحهم وتماهيهم مع أصوات الطائفية).
انتهى
ست زينب الغانم من أسرة عربية سنية من بيت الغانم أحد فروع قبيلة شمر، سيدة محترمة تقول كلمة الحق في استمرار.
في الختام اقول لساسة المكون الشيعي العراقي كلكم مستهدفين، فمن الأفضل تغليب مصلحة عامة الناس بحقهم في العيش بعيدا عن سيوف فلول البعث وهابي، مصلحة عامة الناس من المواطنين من أبناء المكون الشيعي العراقي تتطلب منكم التعاون والاتفاق على مشروع سياسي جامع وإنهاء الصراعات البينية، للعلم انا اضطهدني صدام الجرذ وللأسف تم ظلمي من ساسة العهد الجديد، ومن العار يمنعني من العودة إلى بلدي العراق لاكمال ماتبقى من حياتي بعراق المقدسات مسؤول عراقي شيعي يضع في مكتبه صورة الشهيدين الصدرين رضوان الله وسلامه عليهم، كان ولازال هو السبب بعدم عودتي للعراق، لايمكن العودة لوظيفتي بالعراق بدون موافقته، نعم ظلم المسؤول الشيعي لي أشد ألماً من ظلم صدام الجرذ القذر وزبانيته الاراذل لي.
21/12/2023