فيينا / الأحد 24. 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
مصطفى منيغ / المغرب
بساطتها لا تقلِّل من شأن واقع مُسيطَر عليها من سبعة عقود ، بل شيمة تلتصق بعقول توارثت مصيرها في هذا الوجود ، بلا تغيير للأفضل لها يعود ، قاطعة مراحل أطول ما فيها تكرار التجارب بوعي محدود ، قادها مَن اكتفوا بالجلوس على الكراسي وبالباقي على الظروف انتظاره ممدود ، كأنَّ المكان بلا زمان وسطه مَن ألِفوا استبدال الرؤساء عسى العثور على المحمود ، يسدُّ الطريق المنحرف بفتح ذاك المستقيم المسدود ، المنبعث منه ضوء الأمل يشفي كل مَن بالعبودية ممعود ، بدواء هو لحقوق الإنسان المُعتقلة عمداً من طرف بعض السادة لأقصى حدود ، الخلاص من ظُلم ظلام موصول حتى الآن من عهد الجدود ، ربما الجرح الغائر يشكل سبباً يجعل الجسد الموريتاني لن يتوارى لون اصفراره بارتداء عامل الصمود ، إذ العالم قرية مكشوف كل متحرك داخلها بإشارات مصوَّرة من فضاء شاهق العلو عارضة لعبيد يشكلون بصمتهم الرهيب أغرب وفود ، موزعة أعدادها على أناسٍ لا يحترمون حرمة الألفية الثالثة وهم يتملكون بشراً مثلهم مكبلين بالقيود ، عبيداً تتقاذفهم الأوامر للقيام بأشغال
وكأنهم في غابة الاستغلال مجرَّد قرود
… الظاهرة تتوارى إذ تُقابَل بحزمٍ يعيد للأصل المجتمعي الإنساني نقاوة أصله وليس بنثر الوعود ، حزم مفعم بالرعاية من طرف حكومات أهم مسؤولياتها القضاء المبرم على الحيف المطوِّق رقاب المُرغمين على حمل مذلة الرِّق لعرف مُتجاوز لا زال بعقلية مغرورة مشدود ، ليس بسن القوانين وتركها حبرا على ورق يتم المراد الواجب لمسه عوض الإحساس به كخيال إذ الأعداد مهولة و الجمهورية الإسلامية الموريتانية بهم كتقصير ملحوظ يشوب الموضوع في المحافل الدولية يسود .
… الدولة غلاف كتابٍ أوراقه مؤسسات ونصوصه قوانين تُضْبِط وتُنَظِّم ولونه علَم يرفرِف بالسيادة لأبَدِ الأُبُود ، بين الطبيعة جغرافية لها أدقَّ حدود ، ماضيه تاريخ مُتحرِّك للتجديد غير مقيَّد بجدران قاعة في متحف للفرجة الفكرية المتمعِّنة في تقرُّبه لسحر الخلود ، وحاضره ابتكارات مدوَّنة بخصوصيات الكفاءات العلمية الأكاديمية الثائرة على كل أشكال ركود الخمود ، ومستقبله خلاصة نواياه بما بثَّه من فوائد تصقل عقول أجيال بشرية وتمدُّها بما تُنهي ما أنهاه غيرها من أجيال متعاقبة تلحم بعضها البعض معادلة الاستمرارية المتقدمة بالأفضل ما كان فاضلا ً والأحسن لما كان حَسناَ والأجود ممَّا كان به يجود .
الدولة الموريتانية كتاب يشابه ذات المواصفات غلافه صحراوي السمات يرمز لتوقيتٍ متأرجحٍ بين الوثبة المباركة المطلوبة و السائد مِن التريُّث المبهم مشهود ، محَرَّر بلغة الضاد فصيحة البلاغة سليمة التركيب المانحة سلاسة النطق بأقل مجهود ، بجمل جلها مفيدة تحصى للأسماء أبعادها للتركيز أزيد في الفهم المقصود ، قد تتخلَّل في سياقتها المُسترسلة أحياناً حروف عِلّة كالأجوف الجاعل من “كان” فعل ماضي ناقص تدفع بدل التأمل للشرود .