فيينا / الأحد 31. 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
ها هو وفد جديد يضم ثمانية نواب وأربعة مستشارين، يُكلفون خزينة الدولة الأموال الطائلة في رحلة إلى مصر، بدعوى الاطلاع على تجربة الأردن ومصر في مكافحة المخدرات.
مهزلة كبرى وشرعنة للفساد، أن يُرسل وفد عراقي إلى دول تُعاني من انتشار المخدرات في شوارعها، وتُصنف من بين الدول الفاشلة في حل هذه المشكلة.
ما الذي سيفعله هذا الوفد في مصر، بينما الشارع المصري يُعاني من انتشار المخدرات بشكل فاضح؟ أليس من الأجدر أن يتوجه الوفد إلى الدول المتقدمة، التي تمتلك تجارب رائدة في معالجة هذه المشكلة؟
ولكن، لا داعي للقلق، فهناك أعذار جاهزة لتبرير أي رحلة إلى الدول المتقدمة، فـ”تطورها وإمكانياتها” تفوق قدرة وفدنا الموقر على الاستفادة منها.
أما المستشارون، فما دورهم في هذه الرحلة؟ ماذا سيقدمون من استشارات بعد عودتهم، وهم يعرفون جيدًا أن السبب الرئيسي لانتشار المخدرات هو سيطرة قوى متنفذة على تجارتها؟
واذا كانت الرحلة قد حدثت في حقبة الحلبوسي، فانها تتكرر اليم مئات المرات، من قبل الحكومة والبرلمان والمؤسسات المختلفة، على شكل وفود ظاهرها الوطنية وباطنها فساد ونهب.
دولة مفلسة لا قِبل لها بإنشاء مؤسسات رصينة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، فما الذي سيفعله هذا الوفد سوى الاستمتاع بفنادق الخمس نجوم، والجولات السياحية، في فترة نقاهة بعيدة عن هموم العراق، الذي تحول إلى بقرة حلوب تُدر عليهم الأموال والترف، دون تقديم أي فائدة للشعب المبتلى.
مهزلة جديدة تُضاف إلى سجل الفساد في العراق.
المصدر / هاف بوست