الرئيسية / مقالات / محاولة انقلاب تنظيم وارث العسكري الذي كاد يطيح بصدام عام ١٩٩٠

محاولة انقلاب تنظيم وارث العسكري الذي كاد يطيح بصدام عام ١٩٩٠

فيينا / الأحد 14. 04 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

في يوم التاسع من نيسان عام 2024، وبذكرى سقوط صنم هُبل، عرضت القناة الفضائية فيلم يوثق جرائم نظام صدام جرذ العوجة الهالك، ورعاية مؤسسة الشهداء العراقية، تم عمل فيلم وثائقي يوثق أسماء قادة عسكر برتب عالية، اشتركوا في محاولة انقلاب فاشلة، كادت تسقط نظام صدام جرذ العوجة، في الاستعراض العسكري الذي كان يقام في السادس من كانون الثاني عيد تأسيس الجيش العراقي.

بتلك الفترة انا كنت بعدي داخل العراق، وكنت من صغري أبغض كل شيء اسمه صدام والبعث، في شهر آذار عام ١٩٩٠ كانت عندي مشكلة مع آمر وحدة غبي واحمق، وبذلك الوقت كنت شاب، ولو كنت في عقل اليوم، لما دخلت معه في مهاترات نحن بغنى عنه، للعلم هذا آمر الوحدة،  ضابط مسكين اكتشفت فيما بعد انه أيضا من ضحايا نظام البعث، آمر اللواء شيعي من الكوت، رجل محترم، أرسلني دورة شهر للمحاويل، قال لي انت نفس مواليد ابني، راح ارسلك للمحاويل رفه عن نفسك، لترتاح، انا كنت مصاب بقرحة مزمنة بذلك الوقت.

ذهبت للمحاويل، كانت عندنا دورة على الاتصالات، في يوم ٢٨ آذار كنا في الصف، جاء ملازم أول من قضاء المدائن اسمه عبدالكريم، قال لي نعيم، البارحة تم إعدام أكثر من مائة ضابط، غالبيتهم ضباط كبار، ذكر اسم العقيد الركن هلال ابو رغيف من اهالي الكوت قضاء العزيزية، كان مدرس في كلية الأركان،  وذكر اسم عميد ركن سعدون من اهالي الديوانية، وذكر اسم لواء ركن اسمه عبدالرحيم  مساعد مدير جهاز الاستخبارات العسكرية، كنت اتحدث مع صديق ضابط اسمه عبدالسلام شاب مهذب من اهالي الديوانية، بمنطقة  حي رفعت، كان معنا ضابط من قضاء الهاشمية محافظة بابل بالدورة،  من أصول غير عربية رأسا بكل حقارة قال شعدك ماد بوزك؟ اسمه حامد، بوز مصطلح يطلق على الكلاب، حاشاكم، هذا النتن كاد يتسبب في اعدامنا، سألت عليه العام الماضي، للأسف مشمول في قانون الفصل السياسي هههه ومستفيد من الوضع الحالي.

 ملازم أول سلام اشترك في الانتفاضة بالديوانية واستشهد رحمه الله، اتذكر عندما هذا الجبان ملازم أول حامد عندما قال لي شعندك ماد بوزك، التفت لي ملازم أول سلام رحمه الله وقال لي مأساتنا من هذا المرتزق وأمثاله.

لدى مجيئي لبيت اهلي في قضاء الحي، سمعت من والدتي وشقيقي الأكبر رحمهم الله،  ان السلطات الحكومية قامت في إعدام الطيار وليد مهدي ثويني العنزي من شيوخ مدينة الحي، أيضا أعدم مع الوجبة الذين  اعدموا يوم السابع والعشرين من شهر آذار.

بعدها تم اعتقال رئيس أركان فرقة تكريتي اسمه محمود فيزي الهزاع مع أولاده، في قاطع العمارة،  اعدمهم صدام بشهر رمضان على قضية أن محمود فيزي الهزاع تكلم بكلمة ضد صدام، كلمة لا أكثر أوصلته إلى الإعدام مع ولديه، نظام صدام الجرذ كان طاغية فاق إجرامه، إجرام فرعون مع قومه، لم يسلم من شره حتى حواشيه وخدمه، بل صدام الجرذ، اعدم حتى القادة المخلصين له، ولدينا اسماء كثيرة لانريد نذكرها، معظم العراقيين يعرفون تلك الأسماء القبيحة.

بعام ١٩٩١ وفقني الله أن أهرب في اتجاه السعودية، بعد تنقلي في معتقلات، تم نقلي إلى سجن قاعدة تبوك الجوية، بعد المعركة البرية، السلطات السعودية،  خصصت سجون القاعدة في وضع ضباط الجيش العراقي الأسرى وكان عددهم أكثر من ٦٠٠٠ ضابط أسروهم في المعركة البرية التي استغرقت٩٢ ساعه، والرئيس بوش طلب من نورمان شوارزكوف التأخر لمدة ثمان ساعات لكي تصبح ١٠٠ ساعة لكي يعلن انتهاء المعركة البرية  هههههه معركة مائة ساعة تم أسر ثمانين الف جندي عراقي من ضمنهم ٦٠٠٠ ضابط.

بعد ذلك في أقل من شهر، تم جلب مجاميع من ضباط ومدنيين لديهم وظائف مهمة بالعراق، لقاعدة تبوك، مشاركين في الانتفاضة الشعبانية، في شهر نيسان عام ١٩٩١،انا كنت ضمن مجموعة معارضين لنظام صدام الجرذ عددنا ٣٦ شخص، كنا في معتقل قاعدة تبوك، رأينا رجل وقور ملتحي يلبس ملابس عراقية، شماغ،  سألنا قال انتم عراقيين اسرى، كان جوابنا لسنا أسرى بل معارضين لنظام صدام، الرجل تصافح معنا، قال لنا أولادي انا عمكم لواء ركن عبد الأمير عبيس القرعاوي الشمري من أهالي الديوانية، اشتركت في الانتفاضة، الرجل سكن بالقرب منا، وكان يأتي يجلس معنا، يتحدث لنا عن الانتفاضة وكيف تم إسقاط المدن، وكيف قوات التحالف سمحت إلى صدام في استخدام الطيران السمتي بقمع الانتفاضة.

حدثنا ذات ليلة، قال لنا كتبت لي السلامة، تم اعتقالي وايداعي بالسجن بتهمة الإشتراك بمحاولة انقلاببة ضد صدام، تحدث، عن التفاصيل، قلت له حاج ابو خالد، ابن مدينتي قضاء الحي طيار أعدم بها، قال اسمه، قلت له وليد مهدي ثويني العنزي، قال لي نعم اعرفه،  قلت له ابو خالد حدثنا عن ذلك، قال ادخلونا في قاعة الساعة العاشرة صباحا، وجاء صدام إلى القاعة، التفت الى القادة عدهم بالاسماء، فلان اعطيتك كذى وكذى، كيف حاولتم عمل انقلاب عسكري ضدي، في هذه الاثناء دخل لؤي خيرالله طلفاح شاهدني جالس معهم، جائني قال لي لواء ركن عبدالامير انت شجابك معهم، يقول قلت له ما اعرف السبب، عبدالامير عبيس كان صديق عدنان خيرالله عندما كانوا طلاب في الكلية العسكرية، يقول مسك يد صدام قال له عبدالامير عبيس صديق شقيقي عدنان واطلب منك العفو عنه، يقول صدام وقع على ورقة، وقال له نخرجه، في هذه الأثناء وصل الدور إلى ضابط رتبته نقيب جبوري من الشرقاط اسمه سطام الجبوري قال له أنت ليش مشترك بالانقلاب ضدي، التفت اليه نقيب سطام الجبوري وبصق على صدام وقال له حرامات كنا نريد أن نخلص الشعب العراقي من شرك واجرامك، لكن شاء القدر أن نقع بقبضتك، قال له نقيب سطام والله ارجع اهل العوجة لسابق ماكنتم. يقول التفت صدام الى زبانيته، وقال لهم،  اريد شهادات وفاتهم موقعة قبل الساعة ١٢ ظهر هذا اليوم.

يقول الحاج عبدالامير عبيس مسكني لؤي خيرالله طلفاح وقال لهم لواء ركن عبدالامير هذه الورقة لديه عفو من صدام، أخرجني خارج القاعة ووصلتني سيارة إلى بيتي وتم احالتي على التقاعد.

الفيلم الذي عرضته قناة العراقية وقامت مؤسسة الشهداء العراقيين بتصويره، تكلم عن جانب مهم في وجود اتصالات ما بين الشهيد العقيد الركن هلال ابو رغيف والد السياسي الدكتور نوفل ابو رغيف مع تيار السيد عمار الحكيم، رأيت شيخ من جماعة الاهوار تحدث وقال اجتمع معي عقيد ركن هلال ابو رغيف عام ١٩٨٩ ودار بيننا حوارات في إمكانية دعم الانقلاب…..الخ.

الأخ مدير مؤسسة الشهداء الحاج النائلي شقيقة استشهد ضمن محاولة الانقلاب في تنظيم وارث الذي كان يقوده العقيد ركن هلال ابو رغيف، لايختلف اثنان، أن المجرم صدام، عندما يعدم ناس، مايترك اثر، لذلك الحاج النائلي حسب قوله لم تكن لديه معلومة أن شقيقه كان من ضمن تنظيم وارث العسكري الذي كاد يسقط نظام صدام الجرذ.

ابن خالي ضابط تأسر في لواء ٢٣ في المملحة، آمر اللواء عندما تم تقديمه للمعركة صاح بأعلى صوته إلى الإيرانيين نحن جئنا لكم لاتطلقوا علينا النيران، نريد ننضم إلى المعارضة العراقية،  امر اللواء هو العقيد الركن احمد الخفاجي والذي عين كضابط بالداخلية رتبته فريق ركن بعد سقوط صدام، وكان اخر نائب يستشهد رحمه الله  في بوابة الإمام الكاظم ع في عام ٢٠١٥، ابن خالي كان ملازم أول جرح  وعالجوه في إيران، وراسلني برسالة ورقية من الصليب الاحمر، وذهب لشمال العراق في اسم مستعار، وألقت قوات الحرس الجمهوري القبض عليه في أربيل في مشكلة كاكا مسعود مع كاكا جلال، وتم اعدامه، واصلا سلطات البعث لم تبلغ بيت خالي اننا عدمنا ابنكم احمد عايد خليف، بل بقيت الأمور عادية، يعطون راتبه التقاعدي إلى والده ووالدته، صدام الجرذ يعدم بالصمت وبدون يبلغ أحد.

كان يفترض في مؤسسة الشهداء تشكل قناة على الإنترنت مثل قناة نزار الخالد الذي يوميا، يعمل لقاءات مع ضباط مخابرات و أمن و حرس صدام الجمهوري السابقين لكشف جرائم صدام، انا متأكد لو مؤسسة الشهداء متواصله مع نزار الخالد لعمل لهم حلقات ولجلب لهم معلومات من أشخاص في أجهزة صدام الذين شاهدوا جريمة إعدام تنظيم وارث العسكري.

كان يفترض في مؤسسة الشهداء زيارة اللواء ركن المجاهد المناضل الوطني الحاج عبدالامير عبيس القرعاوي الشمري لانه هو الناجي الوحيد لكي يحدث لهم كيف تم إعدام الشهداء رحمهم الله.

الحاج ابو خالد كان عضو في القيادة العامة للقوات المسلحة ولديه معلومات هائلة عن حروب صدام الجرذ، ولديه تاريخ وطني مشرف بالمعارضة العراقية وكان زعيم أول فصيل معارض انتميت له بالمعارضة العراقية السابقة، وللأسف من سخريات القدر يأتي رئيس هيئة الفصل السياسي السيد  رسول عبد علي الازيرجاوي ليعطني رفض على تكليف لم يتم تبليغي به، النتيجة تم حرماني للعودة للعراق.

والاخوة المجاهدين في رفحاء اعطوا رواتب تقاعدية للطفل الذي ولد هناك، وعندما وصلت القضية لي نعيم عاتي  ومعي ثلاثة أشخاص رفضوا شمولنا بدعوى مضحكة خوفا من دخول ثمانين الف أسير بقانون رفحاء، تحدثت معهم يا اخوان الأسرى الثمانين الف عندهم اوراق صليب احمر فقط ولايملكون كيسات امم متحدة هههههه تعال فهم دكتور حسين السلطاني مدير هيئة السجناء السياسيين العراقية هههههه من حقه يمنع دخول ثمانين ألف أسير بقانون رفحاء، لكن على السيد حسين السلطاني  ان يفرق مابين أسير عاد للعراق وبين معارضين عسكر انتفضوا  ضد ظلم صدام قبل الانتفاضة الشعبانية بأيام وتركوا العراق، الأسرى الثمانين الف لايملكون كيسات اي ملفات في سجلات الأمم المتحدة، بينما نحن أربعة أشخاص فقط لدينا كيسات في الأمم المتحدة، يا سيد حسين السلطاني شملت الطفل، وشملت مئات من وكلاء صدام الجرذ من اجهزته المخابرات الذين كانوا يكتبون تقارير على المجاهدين، وشملتم وكلاء المباحث والأمن السعودي، وشملت شاذين جنسيا، إعداد السيئين قليلين جدا هم أفراد، لكن الدكتور حسين السلطاني شملهم بقانون السجناء السياسيين،  ساعدك ساعدك ساعدك الله يا سيدي ومولاي ياعلي بن أبي طالب لك  مني أفضل التحية والسلام، جاهدت بساحات الوغى والنتيجة ظلموك واخذوها منك، ماحدث معي لا يقارن مع ما وقع على الإمام علي بن أبي طالب ع لكن المظلومية مظلومية، كنت ولازلت اتمنى العودة للعيش في بلدي العراق، الذي قدمت له كل شيء، لكن للأسف هذا الوطن يرفضني مسؤليه أن أعود لاكمل ماتبقى من حياتي في العراق.

 الرحمة للشهداء المجاهدين الأبطال ثوار محاولة انقلاب  تنظيم وارث العسكري،  التي كادت تنقذ العراق من كل هذه الحروب واحتلال العراق والصراعات الداخلية والقومية والمذهبية. نطالب الحكومة العراقية في عمل تماثيل لشهداء تنظيم وارث العسكري، وبما انا من محافظة واسط، اطالب الأخ السيد  محافظ واسط المحترم ، في عمل تمثالين إلى الشهيدين العقيد ركن هلال ابو رغيف والكابتن الطيار وليد مهدي ثويني العنزي ابن مدينة الحي مدينة المناضلين والمجاهدين.

اعتقال اللواء الركن عبدالامير عبيس بسبب علاقته القوية مع عقيد ركن هلال ابو رغيف وعميد ركن سعدون، كانوا أصدقاء على مستوى جدا عال، نقل لي  المناضل الوطني المجاهد اللواء الركن عبدالامير عبيس،  أن عميد ركن سعدون كان صائم مصلي مؤمن، لم يأكل حرام، يقول عندما كنت اجلس في بيت عميد ركن سعدون كان ابنه يجلس معنا، ويعرفنا نكره صدام، يقول عندما يشاهد صور صدام بالتلفزيون كان يقول لي عمو جاي اشوف ثعابين و أفاعي تخرج من عيون وفم صدام، نعم الإنسان المؤمن وخاصة إذا كان شاب يشاهد المجرمين والطغاة على هيئة افعى وحيوانات متوحشة، الرحمة لشهدائنا الابطال والخزي والعار لصدام جرذ العوجة الهالك واتباعه، شهدائنا فخز لنا،شهدائنا قناديل أضاءت ليل البعث المظلم والحالك.

في الختام، أجمل ماقيل، عن الشهيد،  لا توجد كلمة تستطيع وصف الشهيد، ولكن بعض الكلمات يمكنها أن تحاول وصفه،  إنه شمعة تحترق لتنير طريق الآخرين، وهو إنسان يجعل من عظامه جسرا يساعد الآخرين على الوصول إلى الحرية، وهو الشمس التي تشرق لتطرد ظلم الحرمان والاضطهاد.

الشهيد هو نجمة الليل التي ترشد الضالين وتبقى الكلمات غير قادرة على وصفه بالكامل، الشهيد يرمز إلى التضحية، والفداء من أجل الآخرين.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

13/4/2024

اترك تعليقاً