فيينا / الأربعاء 17. 04 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
تواصل الولايات المتحدة الامريكية فرض الارادات بملف تسليح الجيش العراقي، واتمام عقود الطائرات الحربية، بالنظر الى افشال جميع تحركات الحكومة بالتعاقد على شراء الطائرات من فرنسا والصين وروسيا، رغم العديد من النقاط والامتيازات التي تتفوق بها على الامريكية، فضلا عن الشروط التعجيزية وضعف الصيانة الدورية.
وبحسب مراقبين، فان المستفيد الأكبر من زيارة السوداني الى واشنطن هي أمريكا، لاسيما بعد إتمام عقود شراء 41 طائرة حربية، بالإضافة الى عدم السماح بالتطرق الى ملف انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية او تقليص اعداداها وفق جداول زمنية.
وكان المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي قد اعلن عن توقيع العراق على صفقة في قطاع التسليح لشراء 41 طائرة بعد لقاء رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض.
*استمرار السيطرة
وبالحديث عن هذا الملف، يؤكد ائتلاف دولة القانون، استمرار سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على عقود تسليح الجيش العراقي لغاية الان، مضيفا ان فائدة أمريكا من زيارة السوداني ستكون اكبر من فائدة العراق.
ويقول القيادي بالائتلاف، سعد المطلبي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إنه “لا توجد أي نقاط لتفوق الأسلحة الامريكية على دول الشرق”، مشيرا الى ان “افشال جميع توجهات العراق السابقة للتعاقد على شراء الطائرات من روسيا والصين وفرنسا واتمام العقود الامريكية، هو بمثابة الانتصار لواشنطن”.
ويتابع، ان “احد شروط الصفقة هو تبليغ الإدارة الامريكية بالجهة او المنطقة التي ستستخدم فيها هذه الأسلحة او الطائرات الحربية”، مبينا ان “واشنطن تضع شروطا مجحفة حتى في مسألة استخدام هذه الأسلحة ضد بعض الجهات”.
ويتم المطلبي حديثه: ان “أمريكا تواصل ترويجها بيع السلاح لان اغلب الأرباح التي تجنيها تعود الى صفقات بيع الأسلحة الى دول العالم”، مردفاً ان “فائدة أمريكا من زيارة السوداني ستكون اكبر من فائدة العراق”.
*تعطيل العقود
من جانبه، يعزو المحلل السياسي، حيدر الموسوي، تعطل جميع توجهات العراق نحو شراء الطائرات الحربية الى الارادة الامريكية المهيمنة على هذا الملف، فيما تساءل عن الضمانات التي ستجبر واشنطن على الالتزام بهذه العقود؟.
ويقول الموسوي في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “العراق عانى خلال عقدين من الزمن من مسالة عدم التزام أمريكا بجميع المعاهدات التي عقدت خلال الفترة السابقة”، مشيرا الى ان “موقف الولايات المتحدة الامريكية لم يكن إيجابيا خلال حرب العراق ضد داعش”.
ويتابع، ان “الحكومة يجب ان تأخذ الدرس من المواقف السابقة التي توافق فيها أمريكا على توريد السلاح الى العراق رغم الحاجة الماسة له”، لافتا الى ان “واشنطن لم تصل الى مستوى الحليف الذي يتحتم ابرام عقود السلاح معه”.
وبشأن عدم جدية التزام واشنطن بعقود توريد السلاح والطائرات الى العراق، يدعو الموسوي: الى “ضرورة وضع الضمانات الحقيقة التي ستجبر واشنطن على الالتزام بهذه العقود”، مبينا ان “الإدارة الامريكية تواصل فرض اجنداتها على البلد في العديد من الملفات”.
وتتضح للعيان أسباب فشل صفقة تسليح الجيش وعقد شراء الطائرات الحربية من فرنسا وغيرها من دول الشرق، التي تقف خلفها واشنطن بعد طلبها من السوداني عدم ارسال وزير الدفاع لإتمام عقود شراء طائرات “رافال” الفرنسية بحسب مراقبين، فما جدوى الزيارة دون مناقشة ملف اخراج القوات والاستسلام لهيمنة واشنطن؟