الرئيسية / مقالات / لايوجد تشابه بين رفح ودخول بيروت من قبل شارون

لايوجد تشابه بين رفح ودخول بيروت من قبل شارون

فيينا / الأثنين 22. 04 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

لا يوجد تشابه، ما بين احتلال شارون لبيروت عام ١٩٨٢، وبين معركة غزة الحالية بشكل عام، وما يشاع عن احتمالية وقوع  معركة رفح بشكل خاص.

ما حدث في لبنان من حرب أهلية مدمرة، بسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت بسبب الصراعات ما بين الدول العربية، نقل العرب صراعاتهم للساحة اللبنانية، من خلال دعم فصائل فلسطينية تتواجد على الأرض اللبنانية.

وجود منظمة ياسر عرفات في لبنان، ووجود تسليح من قبل الدول القومية العربية للفصائل الموالية لهم في لبنان، أثار خوف اسرائيل، من تأثير السلاح الفلسطيني في لبنان على الداخل في أرض فلسطين المحتلة، كان معدل العمليات الفدائية التي تنفذ داخل كل فلسطين يتجاوز خمسين عملية بشكل يومي، ببداية السبعينيات.

أشاع الاسرائيليين بين أوساط المكون اللبناني المسيحي الماروني، في ضرورة، احترام هيبة الدولة اللبنانية، ومحاربة السلاح الفلسطيني المنفلت، ولعبت عائلة المقبور البير جميل دور قذر في تأجيج واشعال الحرب الأهلية ضد الوجود الفلسطيني، وضد اللبنانيين والتي تحولت إلى صراع لبناني فلسطيني وصراع مسيحي إسلامي وصراع شيعي مع حزب الكتائب، إسرائيل زودت الكتائب في أحدث الأسلحة، وأرسلت مدربين ومستشارين  لتدريب ميليشيات حزب الكتائب، وتقسم لبنان الى معسكرين، معسكر القوى اللبنانية الوطنية  الفلسطينية التقدمية ومعسكر القوى الانعزالية الكتائبية المسيحية المارونية، ليس كل المسيح مع الكتائب، المروانة بشكل خاص هم كانوا مع تنفيذ مشروع إسرائيل في إشعال حرب أهلية لبنانية تنتهي بطرد عرفات وأنصاره من لبنان.

ولازال سمير جعجع ليومنا هذا ينفذ المشاريع الاسرائيلية بالساحة اللبنانية، جعجع تورط في ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، وتورط بعمليات قتل طائفية طالت مواطنين لبنانيين وفلسطينيين على هويتهم الدينية والمذهبية.

بداية الأمر القوات الفلسطينية واللبنانية التقدمية احكموا سلطتهم على بيروت، في عام ١٩٧٥ وهرب الرئيس الماروني سليمان فرنجبة بزورق الى سوريا، ماحدث من سيطرة للقوى الفلسطينية اللبنانية التقدمية على بيروت والسيطرة على الحكومة ومقر رئاسة الجمهورية كان بدعم من بعث العراق، حافظ الأسد عرف أن بعث العراق سيطر على النظام في لبنان، تدخلت القوات السورية لاعادة سليمان فرنجية وحزب الكتائب للسلطة، ورغم أنف الجامعة العربية، تم تسمية القوات السورية بقوات الردع العربية، لكن بقي السوريين يتحكمون وحاولوا أبعاد المارونيين عن حاضنتهم الإسرائيلية لكن دون جدوى.

سوريا نشرت قواعد صواريخ سام، وحدثت مواجهات جوية مابين القوة الجوية السورية والإسرائيلية عام ١٩٨٢ انتهت بتدمير سلاح الجو السوري، قبل ذلك اغتيل الزعيم اليساري الدرزي كمال جنبلاط، اتهمت سوريا بذلك، الميليشيات الفلسطينية قامت في عمليات اغتصاب طالت فتيات لبنانيات ومن مختلف الطوائف، الجو كان معبأ بالكراهية، الى الوجود الفلسطيني في لبنان.

بدأت القوات الإسرائيلية بالتقدم احتلت الجنوب والشوف بظل تأييد من ميليشيات حزب الكتائب، وبظل رضا من الدروز، بحيث تم إلقاء ازهار الأرز على رؤوس الجنود الاسرائيليين، وصلت القوات الإسرائيلية الى بيروت الشرقية ذات الغالبية المسيحية، بظل استقبال حاشد من غالبية المارونيين.

 القوات الإسرائيلية وميليشيات حزب الكتائب، عجزوا عن اقتحام بيروت الغربية والضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية، وقف رئيس وزراء لبنان السني صائب سلام مع مقترح طرد عرفات ومنظمة التحرير من بيروت الى تونس، تم اصعاد عرفات ومعه خمسة آلاف مقاتل على بواخر أبحرت في اتجاه تونس تحت مراقبة الفرقاطات الحربية الإسرائيلية، ورغم مواقف الفلسطينيين تجاه الشيعة البنانيين، لكن السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب، وصل إلى مرفأ بيروت وودع ياسر عرفات،  في بداية الحرب الاهلية، ظهر للوجود قوات شيعية لمنظمة امل التي يتزعمها السيد نبيه بري، مرتبطة مع السيد الإمام موسى الصدر رحمه الله، تآمر جهات فلسطينية على السيد موسى الصدر، ونقلوا الى معمر القذافي أن وجود الصدر عقبة ضد الفلسطينيين رغم أن الرجل كان مع المقاومة الفلسطينية، لكن الأحقاد الطائفية مزروعة بنفوس القوم للاسف، القذافي نظم مؤتمر وقدم دعوة الى السيد الصدر، ذهب الى ليبيا ولم يخرج منها ليومنا هذا.

بظل احتلال بيروت من قبل إسرائيل أصدرت مرجعيات شيعية فتاوى لمقاومة الاحتلال، تشكلت فصائل شيعية مقاومة،  واشتبكت وهاجمت مقرات القوات المتعددة الجنسية انتهت بهروب القوات الأجنبية الى عمق البحر، وبدأت صفحات تحرير جنوب لبنان على أيدي الشيعة، ومن ذلك اليوم لم يشهد الجنوب اللبناني أي هزيمة، بدأ عصر الانتصارات بيوم تسليم بيروت الشرقية، من قبل الكتائب والمراونة، الى الجنرال الصهيوني اريل شارون،  انتهت في تحرير الجنوب اللبناني عام ٢٠٠٠.

تصوروا شارون دعم نواب حزب الكتائب، وبمسرحية هزيلة، اجتمعوا دون حضور رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري، ونصبوا المجرم بشير ال جميل رئيسا للجمهورية، تم تنصيبه رئيسا بحراب الجيش الاسرائيلي، ما أن أعلن عن تنصيب بشير ال جميل رئيس الجمهورية، تم لستهدافه في مفخخة انهت حياته، شارون حرض سمير جعجع وايلي حقيبة انتهت في جريمة صبرا وشاتيلا التي خلفت أكثر من ٢٣٠٠ شهيد منهم ٥٠٠ شهيد شيعي لبناني من عائلة البعلبكي.

شعب غزة يختلف عن وضع أبناء مدينة بيروت عام ١٩٨٢، بيروت الشرقية مع إسرائيل، لذلك لا يوجد اليوم في غزة، ناس خونة مثل حزب الكتائب، لذلك لايمكن أن توجد مقارنة ما بين احتلال شارون الى بيروت مع  اهالي غزة الذين رفضوا التخلي عن دعم منظمة حماس، ولازال آلاف الفلسطينيين بشمال غزة ليومنا هذا، رغم القصف الشديد الذي تعرض له شمال غزة.

غزة ومدينة رفح، عبارة عن ساحل بحري ضيق وصغير جداً على المستوى الجغرافي، بينما احتلال إسرائيل للجنوب وبيروت، المساحة جدا واسعة، بعام ١٩٨٢  كانت بيروت بوقتها، من أكبر واضخم العواصم العربية، مدينة ضخمة مترامية الأطراف تضم بذلك الزمان بيروت  أكثر من 25 ألف عمارة وبرج سكني.

ذات مرة كنت في سوريا، وتحديدا بعام ١٩٩٦، كنت بالسيدة زينب ع، السيد محمد حسين فضل الله تحدث في ندوة عن احتلال إسرائيل لبيروت عام ١٩٨٢ يقول كنت في طهران لحضور اجتماع الوحدة الإسلامية ومعي زعيم الحركة السنية اللبنانية الشيخ شعبان، نزلنا بالمطار واذا نشاهد انتشار حزب الكتائب، ومعهم قوات اسرائيلية، يقول قاموا في اعتقالي، صدفة دخل عن طريق الصدفة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأمريكي من أصل مسيحي لبناني المستر فيليب حبيب، يقول راسا جاء مسرعاً ومسك يدي، قال لهم انا اوصل السيد للضاحية، رفضوا، قالوا له نحن نوصله، هم يريدون قتل السيد، وقع في ايديهم،  يقول السيد محمد حسين فضل الله، كانت ردة المندوب الأممي فيليب حبيب، هجم عليهم بالقوة وقام في اخذي منهم وقال لهم حتى لو اعرف أقتل لازم اخذ السيد معي، وضعني بسيارته واوصلني للضاحية وقام في توديعي، وحسب قول السيد محمد حسين فضل الله، ان فيليب حبيب، كان سبب في ابقائي حي، يا سبحان الله قدرة إلهية، هيأت فيليب حبيب لينقذ السيد محمد حسين فضل الله من قتل مؤكد.
مدينة رفح مدينة صغيرة بل هي حي من أحياء الساحل الغزاوي الضيق والصغير، بناء رفح بيوت عادية، والان ممتلئة في الخيام لأن، الجيش  الإسرائيلي، طلب من أهالي شمال غزة الانتقال إلى جنوب غزة وإلى مدينة رفح حسب زعمهم تكون مدينة آمنة، لكن الواقع على الأرض يثبت عكس ذلك، والدليل يريدون مهاجمتها ورغم انها تتعرض لقصف جوي بشكل يومي، يسكن الآن أكثر من مليون  مدني فلسطيني في رفح وماحولها.

هجوم نتنياهو على غزة وسقوط هذه الأعداد الكبيرة من القتلى، بحيث تجاوز عدد القتلى أكثر من ٣٤٠٠٠ وأكثر من ٧٧٠٠٠ جريح، هذا لا يتم، دون رضا الدول العربية المطبعة والتي تربط، ملوكها ورؤسائها وحكامها علاقات صداقة قوية مع نتنياهو وبقية القيادات الاسرائيلية، مطلب القضاء على حماس مطلب عربي سُني قبل أن يكون مطلب إسرائيلي.

المفاوضات الجارية مع حماس برعاية عربية، الهدف منها إطلاق سراح المعتقلين الاسرائيليين واستمرار الحرب للقضاء على حماس، حسب تصريحات هنية اليوم لوسائل إعلام تركية.

لأول مرة بالتاريخ العربي، وقفت دول عربية بشكل واضح وعلني مع نتنياهو وزعماء إسرائيل للقضاء على حماس،  وحتى لو قتل أغلب سكان شعب غزة.

حرب نتنياهو انطلقت  نحو غزة، بدعم عربي بالدرجة الأولى، للقضاء على منظمة حماس، بحجة أن حماس أصبحت ايرانية فارسية،  نتنياهو جرب أسلوب الحسم العسكري، منذ أول يوم لأندلاع، حرب غزة ومضى اليوم أكثر من ستة أشهر ونصف الشهر ولازالت حماس باقية بين أبناء شعب غزة، لم تفقد حماس بيئتها وحاضنتها الشعبية.

أحد المحللين العرب الاشاوس من فيالق الإعلام المرتبطين بدول البداوة يقول(   إذا ما انتهت الحرب بالحسم العسكري، فسوف يكون عناصر القسام وشركاؤهم من فصائل غزة أمام خيار غوانتنامو غزة، وإذا كانت هناك صفقة فالأمور ذاهبة نحو خيار طرد حماس من غزة وانصارها من غزة مثل طرد عرفات من بيروت).

ويضيف هذا المحلل،( وضع خروج عرفات من بيروت عام ١٩٨٢ يختلف عن خروج حماس من غزة الان، لأن حماس الان مع ايران، وأن حماس  ابتعدت عن العواصم العربية المؤثرة مسافة كبيرة).

هههههه شر البلية مايضحك،

المحلل يتخوف هههه ويقول قادة حماس سوف يتم تقديمهم الى محكمة دولية بسبب قيامهم في تنفيذ عملية السابع من اكتوبر، لأنه سقط ضحايا من رعايا دول اجنبية، ويضيف ( أن قادة كتائب القسام أمام مسائلة قادمة إذا ما قامت دولة واحدة فقط من الدول التي لديها رعايا بالادعاء لدى الجنائية الدولية).

وبسبب هذا موقف حماس المشين، في عمل أحداث السابع من اكتوبر حسب قول المحلل، ترفض العواصم العربية، من استقبال قادة وعناصر القسام إذ ثمة معضلة قانونية قادمة).

وحسب تحليلات هذا العبقري العروبي الجحجيح، قادة وأنصار حماس لم يستقبلهم العرب، يقول  قد تكون صنعاء الخاضعة لهيمنة الحوثي وبيروت الخاضعة لهيمنة حزب ….، يستقبلون قادة حماس وانصارها ههههه لكن هذا الكاتب صاحب التحليلات البعرورية نسى أن يضيف العراق هههههه في استضافة قادة وانصار حماس ههههههه ويضيف هذا المحلل العبقري ربما تكون وجهة قادة وانصار حماس الى سجن مثل غوانتانامو.

الحمد لله الذي أبقاني حياً ولم اهلك مبكراً على أيدي العفالقة البعثيين الاراذل بالعراق، لكي أشاهد ذل العربان وسقوطهم الأخلاقي، بحيث نكحتهم الأمم، وأصبح حال العربان مثل مفتي الوهابية الشيخ  ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية الوهابية، حيث أجاز للزوج، ترك زوجته لمغتصبها، إذا خشي على نفسه من الموت، مستندا في ذلك كما قال، لقصة سيدنا إبراهيم مع زوجته وخشية أن يقتل لو علم أعداؤه أنها زوجته ههههه ههههه وصل بالعربان الذل بحيث يجرؤون، في  المطالبة في إيقاف قتل أطفال ونساء بني جلدتهم من أهل السنة والجماعة عرب غزة.

فتوى مضحكة لشيخ وهابي آخر ، يقول( لاحد على المرأة في إدخالها ذكر الأجنبي الميت، ولاحد في وطء المرأة الميتة، المصدر  ( قال البلقيني ووطء الميتة لا يوجب الحد على الأصح… ) ( وإدخال امرأة ذكر ميت في فرجها فلا تحد فيما يظهر لعدم اللذة كالصبي ) ( الإقناع للشربيني / ج 2 / ص 638 / ط دار الفكر 1415هـ )

هههههه كلام محللي العربان يشبه فتاوي مشايخهم الساذجة هههههه.

الخاتمة كتب المفكر الجزائري الأستاذ نور الدين بو لحية التغريدة التالية، (بربكم كيف تريدونهم أن يصبحوا ذا وعي وفكر مستقيم، وهم يعلفون في حظيرة عبد الله النفيسي، وينامون في زريبة وجـــدي غــنيم؟).

*كاتب وصحفي عراقي مستقل.

22/4/2024

اترك تعليقاً