الرئيسية / مقالات / اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 12)

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 12)

فيينا / الخميس 23 . 05 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
جاء في  تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: قوله: تعالى “مثل نوره كمشكاة” (النور 35) ذهب أكثر المفسرين إلى إنه نبينا صلى الله عليه وآله فكأنه قال: مثل محمد صلى الله عليه وآله وهو المشكاة، والمصباح قلبه، والزجاجة صدره، كالكوكب الدري ثم رجع إلى قلبه المشبه بالمصباح، فقال: يوقد هذا المصباح من شجرة مباركة يعني إبراهيم عليه السلام لأن أكثر الأنبياء من صلبه أو شجرة الوحي لا شرقية ولا غربية أي لا نصرانية ولا يهودية لأن النصارى يصلون إلى المشرق واليهود إلى المغرب تكاد أعلام النبوة تشهد له قبل أن يدعو إليها. وقوله: “لهدمت صوامع وبيع وصلوات” (الحج 40) الصوامع للرهبان، والبيع للنصارى، والصلاة لليهود، وسميت الكنيسة: صلاة، لأنه يصلى فيها وقرأ الصادق عليه السلام كما روي عنه: صلاة. بضم الصاد واللام. قال تعالى: “سيقول السفهاء من الناس” (البقرة 142) يعني اليهود، والجاهل سفيه. قوله تعالى  “اركعوا مع الراكعين” (البقرة 43) وقيل: المراد من المسلمين لأن اليهود لا ركوع لهم.
جاء في موقع مع الله صفحة مقالات مفهوم اليهود في القرآن الكريم: ابتلى الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بالنعم والحسنات تارةً، وبالبلاء والسيئات تارةً أخرى، لعلهم يرجعون إلى الله ويتوبون إليه، ولعلهم يتبعون الطريق القويم طريق الهدى والنور، ولقد فرقهم الله في الأرض وشتتهم، فكان منهم الصالحون، وهم قليل، وكان أكثرهم فاسقين. قال الله تعالى: “وَقَطَّعۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُمَمٗاۖ مِّنۡهُمُ ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنۡهُمۡ دُونَ ذَٰلِكَۖ وَبَلَوۡنَٰهُم بِٱلۡحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ” (الأعراف 168) ولقد عاقبهم الله سبحانه على انحرافاتهم، ومن تلك العقوبات: أولًا – عقوبات دنيوية حلت بهم: 1- أمرهم بقتل بعضهم بعضًا: الشرك بالله هو أعظم الظلم، ولقد ارتكب كثيرٌ من بني إسرائيل أعظم الظلم عندما عبدوا العجل من دون الله، وهذا الظلم العظيم جاء عوضًا عن الشكر الواجب عليهم، وخاصةً بعد أن شاهدوا بأعينهم كيف فرق الله البحر فأنجاهم وأغرق فرعون وجنوده، لذا كان العقاب عظيمًا ويتناسب مع عظم الظلم الذي ارتكبوه، ومع شدة هذا العقاب صاحبه توبة من عند الله. قال الله تعالى: “وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ” (البقرة 54). 2- ضرب الذلة والمسكنة عليهم: أراد الله لهم العزة وأبوا إلا الذلة والهوان، أراد الله لهم العزة بأن نجاهم من استعباد فرعون وقومه، كما أراد الله لهم العزة بأن يدخلوا الأرض المقدسة، وأراد الله لهم العزة بأن فجر لهم من الحجر ماءً، وأنزل لهم المن والسلوى من غير تعب وزرع، فأبى بنو إسرائيل إلا الذلة والهوان والفاقة، بأن استبدلوا الذي هو أدنى من الطعام بالذي هو خير، وذلك عندما تذمروا من أكل طعام واحد، وطلبوا البقل والقثاء والثوم والعدس والبصل. قال الله تعالى: “وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٖ وَٰحِدٖ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ” (البقرة 61)، و “ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ” (ال عمران 112) فاليهود على مر التاريخ وفي كل بقعة من بقاع الأرض هم قوم أذلاء مهانين من قبل الناس لسوء طبعهم وخلقهم، وهذا ما كتبه الله عليهم، إلا في حالتين، استثنى الله الذل عنهم وهما بعهد من الله وعهد من الناس، فإرادة الله وحكمته قد تقتضي أن يعيش اليهود في فترة من الفترات الزمنية أو في بقعة من البقاع بغير الذل والهوان الذي كتب عليهم، كما أن من طبيعة اليهود أنهم يسعون دائمًا إلى أخذ العهد والأمان والنصرة من الناس، ومثال على ذلك ما حدث في القرن الماضي، حيث سعى اليهود إلى توقيع اتفاقيات ووعود مع الدول العظمى في ذلك الوقت كي تساعدهم على إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، وهذا هو الحبل والعهد مع الناس الذي يسعى اليهود لتحقيقه، وبالإضافة إلى الذل الذي كتب عليهم فلقد باءوا بغضب من الله، وضربت عليهم المسكنة أيضًا، كل ذلك كان بسبب الأفعال الشنيعة التي ارتكبوها، من كفر بآيات الله، وقتل للأنبياء بغير حق.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام: (إنّ تبّعا قال للأوس و الخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته و خرجت معه). و ورد في رواية أخرى: إنّ تبعا لما قدم المدينة من أحد أسفاره و نزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال: إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، و يرجع الأمر إلى دين العرب. فقال له شامول اليهودي وهو يومئذ أعلمهم أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد.

اترك تعليقاً