الرئيسية / مقالاتي / بعيدا عن كل شئ فما حدث باغتيال الرئيس ابراهيم رئيسي جزء من الصراع المحتدم بالمنطقة

بعيدا عن كل شئ فما حدث باغتيال الرئيس ابراهيم رئيسي جزء من الصراع المحتدم بالمنطقة

فيينا / الجمعه 24 . 05 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

وداد عبد الزهرة فاخر*

 منذ اللحظات الاولى لسماعنا خبر فقدان طائرة الرئيس الايراني كان لدينا شعور عارم بان الجميع قد قضوا ، وان ماحدث كان مخطط له بكل دقة وعناية ، وان الصيد الثمين وقع في الفخ . وما حدث كان لا يخلو من عملية الصراع السياسي والقتال المحتدم الدائر بالمنطقة ، وخاصة بعد ماجرى من توجيه صفعة موجعة للدولة العبرية في 7 اكتوبر / تشرين اول 2023 في ” طوفان الاقصى” الذي قامت به منظمتا حماس والجهاد الاسلاميتين الفلسطينيتين لكيان كان يعتبر نفسه الاقوى بالمنطقة والذي لا يمكن قهره ..

ووصول الطائرتين الاخريين ينفي قصة التغييرات الجوية المفاجئة التي اعتمدت من أجل التأني قبل التيقن من الخبر المحزن لاعلان استشهاد الرئيس ورفاقه رغم ما تملكه ايران من دلائل سياسية ، وتقنية ، تؤكد الكارثة بفقدان الرئيس ورفاقه .

ومنطقة الحدث ايضا لا تخلو لوعورتها وكونها منطقة امنية رخوة بسبب من وجود دولة متزاوجة كليا مع اسرائيل العدو اللدود لايران هي اذربيجان ، ومناطق حدودية اخرى يمكن ان تسمح بتسلل اطراف معادية لايران للمنطقة والعبث بداخلها ..

فهناك حدود ملتهبة من الجهة الشرقية لايران مع باكستان تمثلها جماعة العدل البلوشستانية التي تنقسم اراضيها ايضا وكما في منطقة اذربيجان بين ايران وباكستان ، والتي تحمل عداء تاريخيا وطائفيا لايران بدلالة خروقات امنية عدة تحدث دائما مع هذه الجماعة السلفية، وبجانبها حدود لافغانستان تنتشر فيها جماعات ارهابية متعددة . بينما تمتد المساحة بين ايران من جهة الشمال مع اذربيجان الغربية وامتدادها داخل ايران بالقسم الايراني من اذربيجان وهي ” مقاطعة اذربيجان الشرقية”.

اضافة للوجود الاستعماري لحلف الناتو من جهة ايران الغربية بالعراق ، مصاحبة مع الموساد الاسرائيلي .

ولكون ساحة الصراع اكبر مما نتصور فهي تشمل معظم المنطقة المحاددة لايران.

ولنتذكر ما حدث للطيران العراقي عند بداية الهجوم الجوي الامريكي على العراق العام 1991 ، بما سمي زورا بتحرير الكويت ، والغرض الرئيسي من الحرب هو لتدمير الدولة العراقية تمهيدا لاحتلالها فيما بعد ، حيث وجد الطياريون العراقيون انفسهم تائهين في الجو بعد ان تم الكترونيا ايقاف كافة اجهزة رادرات الطائرات واجهزة الاستشعار فيها مما اضطرها للجوء للمطارات الايرانية ..

ويمكن الأن وبعد التقدم العلمي الالكتروني استخدام هذه الظاهرة الالكترونية ومن خلال اي هجوم سيبراني كما حدث لعدة مرات بالهجوم على مراكز علمية وبحثية ، ونووية بايران وتعطيلها ..

وما يزيد اليقين بان الطائرة سقطت بعد ان تم تعطيل كل اجهزتها الكترونيا ، هو بان لا رسالة انذار ، او اي اتصال ولو بكلمة وصل من قائد الطائرة ، او من اي احد من ركابها . فما حدث هو ان السقوط للارض جرى بسرعة زمنية قياسية جدا ، وبسرعة البرق الخاطف .

واختيار المنطقة الوعرة ، يحمل امرا اخر هو عدم ترك اي فرصة لاي ناج من الركاب لا يمكنه حتى لو كان جريحا ان ينتظر وصول من يسعفه ، او ينقله لمكان امن آخر .

من هذا نصل لنتيجة حتمية بنجاح خطة جرى التخطيط لها بدقة وعناية ، لصيد ثمين تم استدراجه من قبل الحكومة الاذربيجانية لا ندري الغرض منه ، ويمكن ان يكون بريئا بالالحاح على الرئيس لحضور افتتاح السد المشترك، مما ادى لايقاعه بشباك صياد قاتل وماهر ، كان يتحين الفرص للرد على ما جرى له من اهانات وهزائم متكررة منذ يوم 7 اكتوبر / تشرين اول 2023 ، والرد الصاروخي المدعم بالمسيرات الكثيفة ردا على حادث الاعتداء على القنصلية الايرانية في دمشق، والذي اشعرها بوهنها وضعفها امام عدو قوي وعنيد وشرس للغاية .

بالاخير فالصراع المخيف بالمنطقة ووفق المعطيات الموجودة على الارض ينبئنا بانه سيزداد حدة وضراوة في الايام القليلة القادمة ،وكل ما يعرف عن قوة واصرار الحرس الثوري ” سباه باسدران “، لرد الصفعة لو تحققت رواية اسقاط الطائرة بفعل فاعل .

وما يدعو للاسراع بحل مشكلات المنطقة ، وعدم توسيع دائرة الصراع المشتعل فيها هو ايقاف سريع للحرب الدائرة ، وتبادل شامل للاسرى بين الطرفين .. والسعي الحثيث لحل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية بالعودة لقرار أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ تشرين الثاني/ نوفمبر ١٩٤٧، القرار رقم ١٨١ القاضي بتقسيم فلسطين دولتين: يهودية وعربية (مع وجود منطقة دولية تشمل القدس وبيت لحم ). واقترحت الخطة بصورة خاصة دولة يهودية على أكثر من نصف فلسطين الانتدابية . وعودة اللاجئين الفلسطينيين من دول اللجوء لديارهم واراضيهم بعيدا عن لعبة التطبيع مع دول ، وكيانات “عربية” لا قيمة سياسية ، ولا كثافة سكانية ، ولا قوة عسكرية، ولا مكانة اقليمية لها .. لان منطق الحق بحق تقرير المصير للشعوب الذي اقره ” قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 421 الصادر في 4/ كانون الأول/1950 طلبت الجمعية العامة من لجنة حقوق الإنسان أن تضع توصيات حول الطرق والوسائل التي تضمن حق تقرير المصير للشعوب، كما نصت في قرارها رقم 545  الصادر في 5/ شباط/1952، على ضرورة تضمين الاتفاقية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مادة خاصة تكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها. ثم أصدرتْ قرارها رقم 637  في 16/كانون الثاني/1952 الذي جعلت بمقتضاهُ حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطاً ضروريًا للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها، وأنهُ يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الاحترام والمحافظة على حق تقرير المصير للأمم الأخـرى.” .

اذن هل يمكن لعقلاء ، وفقهاء العالم بعيدا عن الفكر الراسمالي ، والهيمنة على العالم ، وخيراته ، واضطهاد الشعوب من قبل الامبرياليين ومؤسساتهم العسكرية ، وجعجعتهم الفارغة ، ان يفكروا وبعمق مقدار ضخامة المشكلة الموجودة على الارض ، والاسراع باجبار الدولة العبرية بقرار ” حل الدولتين ” ، وتخليص المنطقة والعالم من شرور الحروب الماحقة ، بعد ان بدات بالظهور دول يافعة قوية ارغمتهم على الاقرار بوجودها ، وعدم رضوخها لعنجهياتهم ومطالبهم ، واطماعهم ..

إلى جانب ظهور العملاق الصيني الذي بدأ بالنمو الصناعي والاقتصادي ، والتفكير بإزالة عالم القطب الواحد ،بالتوازي مع حليفة الرئيس روسيا الاتحادية، وحل مشكلات الشعوب وفق التفكير السلمي البعيد عن اثارة المشكلات الدولية والحروب !!

 

فيينا 22 . 05 . 2024

*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج ، ومن حملة مكعب الشين الشهير

كاتب وصحفي عراقي مقيم بالنمسا / رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية الالكترونية

www.saymar.org

alsaymarnews@gmail.com

 

اترك تعليقاً