فيينا / الجمعه 24 . 05 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
قال تقرير لوكالة بلومبرغ، الجمعة، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يواجه لعبة “توازنات معقدة” بينما يعمل على تعزيز سلطته في المملكة الخليجية الغنية بالنفط.
وأشار التقرير إلى أن الاهتمام بقيادة الأمير محمد بن سلمان للسعودية تزايد هذا الأسبوع بعد إعلان الديوان الملكي أن والده الملك سلمان البالغ من العمر 88 عاما يتلقى العلاج بعد إصابته بالتهاب الرئة.
ومن المعروف أن الأمير الشاب هو الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية منذ أن عينه والده وليا للعهد في عام 2017.
وبحسب التقرير فإن من المتوقع أن يركز الأمير محمد بن سلمان في المرحلة المقبلة على تشديد قبضته محليا، من خلال استمالة المعارضين المحتملين بدلا من استخدام القبضة الحديدية التي اعتمدها سابقا لسحق أي معارضة سواء داخل العائلة المالكة أو المؤسسة الدينية وأولئك الذين يتواجدون في المنفى.
أحد العناصر الرئيسية لإدارة كل ذلك، بحسب التقرير، هو رؤية 2030 التي أطلقها محمد بن سلمان لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط من خلال الاستثمار في جميع المجالات، بدءا من السياحة إلى السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات.
لكن ذلك لن يكون سهلا، لأن أسعار النفط ليست بالمستوى الذي يطمح له ولي العهد لتمويل خططه التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، وفقا للتقرير، الذي أشار كذلك إلى أن الكثير من المستثمرين الأجانب لا يزالون مترددين في العمل في المملكة.
كذلك ومع انفتاح البلاد بشكل أكبر أمام الاستثمارات الخارجية، يحتاج محمد بن سلمان لمراقبة السخط المحتمل بين أولئك الذين يشعرون بالتخلف عن الركب أو الذين يخشون فقدان المملكة لهويتها الإسلامية، وفقا للتقرير.
وفيما يتعلق بعلاقات المملكة الخارجية، يقول التقرير إن التحركات الدبلوماسية للسعودية ستكون بنفس القدر من الصعوبة.
فقد تصبح العلاقات بين السعودية وجيرانها الخليجيين أكثر توترا مع سعي المملكة لأن تصبح المركز المالي والاقتصادي الرئيسي في المنطقة.
كذلك وبينما تسعى الرياض لتعزيز الشراكة الدفاعية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة، فإنها تعمل أيضا على تعميق التعاون مع الصين وروسيا.
وبالمثل، يرى التقرير أن الحفاظ على التقارب مع طهران، الذي توسطت فيه بكين العام الماضي، قد يتعارض مع تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مرحلة ما.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى احتمال أحداث إقليمية غير متوقعة في المستقبل تؤثر على خطط المملكة المستقبلية، كما حصل مع هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وما تلاه من صراع مدمر في غزة.
وتحاول إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ أشهر دفع السعودية وإسرائيل للتوقيع على اتفاق سلام، لكن مباحثات الصفقة توقفت بعدما شنت حركة حماس هجومها.
وانتقدت السعودية بشدة الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس.
وقالت الرياض إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى تنسحب القوات الإسرائيلية من القطاع المحاصر ويتم التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية.