فيينا / السبت 25 . 05 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
وجود التنظيمات الإرهابية بالعديد من الدول العربية والإسلامية بالشرق الأوسط، لم يكن صدفة، أو أمر طارىء، بل كل أعمال العنف والقتل، تمت وتتم من خلال وجود قوى عظمى تدعم تلك التنظيمات المسلحة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وبأدوات محلية.
أسباب عدم الاستقرار وانتشار الإرهاب والقتل، يعود لوجود صراعات قومية ودينية وعرقية ومناطقية بكل الدول التي عانت وتعاني من وجود صراعات داخلية، وعدم وجود مساواة وعدالة اجتماعية، وسيطرة أنظمة طائفية وشوفينية.
بيئتنا الاجتماعية بالدول العربية، خصبة لازدهار القوى الإرهابية، بظل وجود صراعات قومية ومذهبية مستدامة، داخل المجتمع الواحد، ووجود أنظمة تنتمي إلى أقليات مذهبية وقومية تفكر بعقلية إقصاء شركاء الوطن من القوميات والمذاهب التي تشكل النسيج المجتمعي للشعب الواحد.
بالوضع العراقي كتب أحد النشطاء في منصة تويتر قبل عدة سنوات تغريدة، هذا نصها ( زر التفجير الذي دمر بُنية المجتمع العراقي
هو استلام الأقلية للحكم لمدة 80 عام
ليست فقط أقلية طائفية
حيث تحول الحكم الى محافظة واحدة (صلاح الدين)
أصبح مركز العراق في تكريت وليس بغداد، ثم انتقل الحكم الى عشيرة صدام فقط
وهكذا أصبحت دائرة المشاركين تضيق
هذا الشيء دمر مفهوم الوطنية
ودمر فكرة الوطن لدى الأجيال
الأقلية التي تحكم الاغلبية وتقمع الاغلبية، لاتصير كلش أنيق وتخاف تعترف !!، هذا التأريخ يجب أن يُكتب كما هو !!
مئات الالاف تم تسفيرهم ورميهم على الحدود طعاماً للحيوانات المفترسة
وسُلب منهم حق الوطنية والوطن ، وسُحق مفهوم التعايش السلمي تماماً).
دول الرجعية العربية من دول البداوة الوهابية والملكيات وامارات البترول صناعة استعمارية، كل عمليات الإرهاب والقتل خلال قرن من الزمان يستهدف أنظمة عربية جمهورية ترفع شعارات معادات دول الاستعمار، ودعم قضية الشعب الفلسطيني بشكل خاص، حتى بصفحة الربيع العربي تم منع وصول الربيع العربي لدول الرجعية العربية بدعم القوى العظمى التي دعمت الإرهاب بالعراق وسوريا وليبيا واليمن والجزائر.
لاتوجد أعمال عنف مسلحة في الدول العربية المرتبطة في دول الاستعمار، رغم بطش واجرام تلك الأنظمة بشعوبها، لأن هناك مصلحة استعمارية في دعم الدول البدوية البترولية الوهابية بنشر افكار التطرف والقتل بين أوساط مليار ونصف مليار مسلم سُني.من مصلحة القوى الاستعمارية ابقاء منطقة الشرق الأوسط ملتهبة، بظل وجود حروب داخلية، يتم دعم التنظيمات، بإسم دعم أهل السنة مثل ماحدث بالعراق وسوريا بشكل خاص، والغاية تحطيم العراق وسوريا لغايات استعمارية، العصابات البعثية والوهابية، بالعراق، اجرمت بحق المواطنين الشيعة والاكراد، مستفيدين من ضغط قوات الاحتلال، والتي تطمح القوى الاستعمارية، تحقيق نحو مزيد من النفوذ في مناطق الصراع.
أن الإرهاب مرتبط بضعف الدول المستهدفة، لذلك بصفحة الربيع العربي، تم العمل على أضعاف سيطرة الدول المستهدفة، لذلك حين تضعف أي دولة، تخرج مناطق شاسعة من سلطة الدولة، يعني حلول التنظيمات التكفيرية محل سلطة الدولة، وقد ذكر هنري كيسنجر في كتابه: «النظام العالمي»، حيث قال: «في الشرق الأوسط، يتمادى الجهاديون في تمزيق المجتمعات وتفكيك الدول).
هذا الإرهاب لايتم إلا بدعم مالي وعسكري من قبل الدول الممولة والداعمة للقوى الارهابية، لا يمكن للمجاميع الإرهابية في العراق وسوريا، إرباك الوضع السياسي، بدون دعم المنظومة الإقليمية المساندة إليهم، بحيث أصبح وجود مجاميع تكفيرية لديها ميليشيات إرهابية أصبحت تملك تسليح وإعداد وقوة أقوى من القوات المسلحة التابعة للحكومات.
بالدول العربية، لاتوجد أنظمة عادلة، ولاتوجد دساتير حاكمة، لازالت الأنظمة العربية تحكم بعقلية زعيم القبيلة بالعصر الجاهلي، ينظر إلى مواطنيه، مجرد أرقام يستفيد منهم، كدولة عضو في الأمم المتحدة، لايوجد زعيم عربي، انتخبته الجماهير، ووضعت ثقتها به، ولو كانت الجماهير هي من تنتخب الزعيم وتضع ثقتها به، عندما الجماهير تنتخب رئيس عادل ومحترم، يصبح هناك توافق مابين رئيس عادل، يحيط به شعب متوحد على ثوابت الوحدة الوطنية، وتصبح بذلك وجود دولة موحدة وقوية.
أي مجتمع يعاني من صراعات داخلية، تعم عقلية الغاب بالتعامل مابين السلطة والمجتمع، والمجتمع مع الدولة.
الخاتمة، نقولها وبصراحة، لمن يريد محاربة الإرهاب بالعراق وسوريا وليبيا، يفترض دعم الحكومات، وإعادة سلطة الدول إلى المناطق الخارجة عن سلطة الدولة، وخاصة في الوضع السوري، عندما يتم دعم الدولة السورية في إعادة سلطتها للشرق والشمال السوري، نشاهد انتهاء وهروب العصابات التكفيرية الوهابية.
يقول الفيلسوف الصيني سون تزو، بكتابه فن الحرب، (يؤكد على خرق البيئة المجتمعية للعدو ونشر الاشاعات ودعم الخلافات الداخلية قبل بدء القتال، أكد على تجنيد العملاء والحلفاء، داخل بيئة العدو المجتمعية، يقول سون تزو( الفريق القادر أكثر على نشر حلفاء وعملاء خلف صفوف عدوه هو القادر على حسم المعركة).
يقول سون تزو( إن خلق صراعات داخلية يفكك جبهة العدو، وكلما كانت تلك الجبهة (موحدة وصامدة) كلما صعب اختراقها، والعكس صحيح، كلما كانت مفككة ومتناحرة بين مكوناتها كلما سهلت هزيمتها).
إذن يارفاقي أن من دمر الوضع العراقي هم أنصار الاقلية الطائفية البعثية الشوفينية بالدرجة الاولى، فلول البعث وهابي أدوات نتنة لضرب التعايش السلمي وإدخال العراق بصراعات داخلية، ليبقى دولة فاشلة لصالح قوى الاستعمار من دول الرأسمالية المتوحشة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
25/5/2024