فيينا / الجمعه 07 . 06 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
معمر حبار / الجزائر
مقدّمة القارئ المتتبّع للمذكرات:
أنواع المذكرات:
الذين لم يكتبوا مذكراتهم لغاية هذه الأسطر. ومن الأحياء، والأموات طبقا لقوله تعالى: “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “، سورة الأحزاب 23. وكلّ يحمل في صدره أسبابه، وظروفه التي تعنيه.
الذين نقلوا مذكرات غيرهم، وقاموا بنشرها لكنّهم حذفوا بعض الأسماء عمدا واستبدلوها بالرّموز، وأبقوا على أسماء عمدا. كما فعل نور الدين بوكروح مع “دفاتر مالك بن نبي- باللّغة الفرنسية[1]”. وكان تصرّفه في غاية الخيانة، والسّوء. لأنّه تصرّف في ملك ليس له، وفي مذكرات ليست بخطّه، ولا وضعه[2].
الذين منعت مذكراتهم من الطبع لأسباب عائلية. وصاحب الأسطر كان شاهدا على هذا المنع وكتب عنه[3] في حينه.
الذين كتبوا مذكراتهم وامتنعوا عن ذكر الأسماء واكتفوا بالرّموز. وكتب صاحب الأسطر عن الجزائريين الذين يمتنعون عن ذكر أسماء المعنيين عبر مذكراتهم، واستبدالها بالرّموز. وتكرّرت هذه الظّاهرة في كثير من المذكرات. وكلّ مجاهد يذكر مبرّرات يراها مناسبة.
مع رموز المجاهد عبد القادر بوزيان:
بعد قراءة مذكرات المجاهد عبد القادر بوزيان، وقد امتنع عمدا عن ذكر أسماء الخونة، واكتفى بالرّموز، وهي: M.D, A, H.A, H.C, T.A. يقول القارئ المتتبّع للمذكّرات:
لم أعد أسأل المجاهدين عن سبب عدم ذكر الأسماء، واستبدالها بالرّموز فإنّ ذلك من الحرية الشخصية التي لايحقّ التّدخل فيها. لأنّ المذكرة ملكه الخاص. وكلّ يكتبها بطريقته.
مايهم في مذكرات المجاهدين أنّ المجاهد صادق[4]، ولا يتعمّد الكذب أبدا. لأنّ صدقه نابع من صدق الثّورة الجزائرية[5]. بدليل أنّه يفضّل استعمال الرّموز على أن يكذب.
يظلّ القارئ المتتبّع يثني على من يكتب الأسماء عوض الرّموز. ولا يمكنه أن يبرّر لمن اكتفى بالرّموز دون ذكر الأسماء.
مايؤسف له من خلال استعمال الرّموز:
مايجب ذكره في هذا المقام -وفي سنة 1424هـ – 2024-، أن الجزائري مازال يكتب اسم الحركي الخائن بعد مرور 70 سنة من اندلاع الثّورة الجزائرية. ومرور 62 سنة من استرجاع السّيادة الوطنية. و79 سنة من مولد صاحب المذكرة باعتباره من مواليد سنة 1945.
أخاف على أبنائه عوض أبنائي:
حدّثني صاحب المذكرة فقال: تعمّدت أن لاأكتب أسماء الخونة الحركى واستبدلتها عمدا بالرموز حتّى لاألحق الأذى بعائلاتهم، وأبنائهم. وأضاف: بأيّ حقّ يتحمّل أبناء الخونة الحركى تبعات آبائهم ؟ ولهذا السّبب امتنعت عن ذكر أسماء الخونة واكتفيت بالرّموز.
يعترف صاحب الأسطر أنّه لأوّل مرّة يسمع مثل هذا السّبب وقد سمعت من قبل، ومنذ سنوات لمجاهدين أحياء، وأموات علّلوا عدم ذكر أسماء الخونة الحركى، واكتفائهم باستعمال الرّموز بسبب خوفهم من انتقام أبناء الخونة من أبنائهم من بعد مماتهم. وقد كتبت في الأمر في حينه.
حسنات التّبكير في كتابة المذكرات:
ممّا وقف عليه القارئ المتتبّع وهو يقرأ، ويدوّن ماوقف عليه -ولغاية هذه الأسطر-، أنّ المرء كلّما تأخّر في كتابة المذكّرات استخدم العقل، وكان حذرا جدّا، وقدّم وأخّر، وأعلن وسكت، وأبدى وأخفى، ونسي أكثر ممّا تذكّر. وحين يكتبها وهو في سنّ مبكّرة تطغى عليها البراءة، والعفوية، وسهولة الاسترجاع، والإقدام، وعدم التّراجع، وانعدام الحسابات، وعدم الاهتمام بما يقوله محيطه. ولذلك كان التّبكير في كتابة المذكّرات ضرورة لمن توفّرت له ظروف التّبكير[6].
الجمعة 1 ذو الحجة 1445هـ، الموافق لـ 7 جوان 2024
الشرفة- الشلف- الجزائر
[1] Malek BENNABI ” Mémoires d’un témoin du siècle L’enfant, l’étudiant, L’écrivain Les carnets” ,Samar, Alger, Algérie,2006. 660 pages.
[2] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: مالك بن نبي.. رموز بوكروح – معمر حبار
وبتاريخ: الجمعة 28 ربيع الثاني 1438، الموافق لـ 27 جانفي 2017
مالك بن نبي.. رموز بوكروح
[3] للزّيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: الثورة الجزائرية.. لماذا تمنع كتابة المذكرات؟ – معمر حبار
وبتاريخ: الأربعاء 4 شوال 1438، الموافق لـ 28 جوان 2017
[4] للزيادة حول الأسباب التي جعلت المجاهد الجزائري صادق، راجع من فضلك منشورن بعنوان: #صدق_المجاهد_الجزائري
وبتاريخ: السبت 24 ربيع الأوّل 1443هـ، الموافق لـ: 30 أكتوبر2021
[5] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: صدق الثورة الجزائرية – معمر حبار
وبتاريخ: الإثنين 26 ربيع الأوّل 1443هـ، الموافق لـ: 1 نوفمبر 2021
[6] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: ضرورة التبكير في كتابة المذكرات – معمر حبار
وبتاريخ: الجمعة 13 شوال 1441 هـ الموافق لـ 5 جوان 2020