فيينا / الخميس 04 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
يبقى السؤال الأهم حول سبب قدوم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الى بغداد في هذا التوقيت بالذات، ولقاءه بكل القيادات العراقية بوقت قياسي، قبل حضوره لاجتماع إدارة الدولة مع القيادات العراقية، من ضمنها غريمه رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بافل طالباني.
ليس هذا فحسب، انما تزامن مع مجيئ بارزاني الى بغداد حراك محموم لطرح كل الملفات العالقة المصيرية مثل قانوني النفط والغاز والمحكمة الاتحادية، وكذلك حل تشكيل حكومتي ديالى وكركوك، وكذلك طرح مسائل حساسة بخص المشكلات بين حكومتي بغداد واربيل.
والامر تعدى لاكثر من هذا وهو محاولة حل المشكلات داخل البيت السني ابرزها ازمة رئاسة مجلس النواب.
وأفاد مصدر مطلع، أن اجتماعا مهما يضم جميع قيادات القوى السياسية السنية يعقد في مكتب رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، في بغداد، وذلك بمشاركة مسعود بارزاني الذي وصل العاصمة الاتحادية أمس.
وأوضح، المصدر، أن الاجتماع يهدف إلى التوصل لحلول بشأن حسم أزمة انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي، والخروج باتفاق يدعم ترشيح شخصية واحدة تمثل جميع الأطراف السنية لهذا المنصب، مبينا أن الاجتماع عقد بحضور جميع قيادات الاحزاب السياسية السنية ومشاركة الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، فضلا عن رئيس البرلمان المقال زعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي.
وقال المصدر، إن الاجتماع يأتي في إطار الجهود المكثفة لتوحيد الصفوف وتجاوز الخلافات الداخلية بين القوى السنية، وذلك لضمان انتخاب رئيس مجلس النواب المقبل بالتوافق وبما يخدم المصلحة الوطنية.
وتابع، أن الاجتماع يسعى للوصول إلى اتفاق نهائي حول مرشح واحد يحظى بدعم جميع الأطراف السنية، مما يعزز من فرص انتخابه في الجلسات المقبلة لمجلس النواب.
ويشهد البيت السياسي السني تنافساً حاداً على خلافة محمّد الحلبوسي الذي ألغيت عضويته من مجلس النواب بحكم قضائي، فيما يصر حزبه تقدم على الاحتفاظ بالمنصب باعتبار أنه يمتلك الأغلبية البرلمانية ضمن المكوّن السني.
مع كل هذا الحراك … لم يتم طرح السبب الوجيه الحقيقي الذي دفع بارزاني الى زيارة بغداد بهذه السرعة، وبهذا التوقيت.
وأشارت مصادر مطالعة الى ان زيارة بارزاني الى بغداد لشعوره بالخطر الكبير الذي داهمه نتيجة الاجتياح التركي لمحافظة دهوك، ومحاولته الاستنجاد ببغداد من اجل وضع حل لهذا الاجتياح.
وقالت المصادر لـ /المعلومة/، ان “بارزاني شعر بالخطر الكبير، وشعر ان أحلامه بدأت تنهار مع هذا الاجتياح وضياع كل البناء الذي بناه على حساب بغداد التي ما زالت تطالبه بمليارات الدولارات نتيجة سرقاته للنفط العراقي، وكذلك سرقاته لواردات المنافذ الحدودية.
واكد القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، استمرار قوات الاحتلال التركية تهجير سكان عدد من القرى في محافظة دهوك شمال العراق.
وقال السورجي لوكالة /المعلومة/، إن “جيش الاحتلال التركي طالب سكان عدد من القرى في قضاء العمادية وسط محافظة دهوك بالخروج منها”.
وأضاف، ان “قوات الاحتلال التركية تواصل تعزيز تواجدها الميداني من خلال وصول ارتال عسكرية، في ظل وجود قواعد عديدة تابعة لها في مناطق مختلفة من إقليم كردستان”.
وأشار السورجي، الى ان “تركيا تواصل عمليات القصف الجوي على قرى شمال العراق، ما تسبب في نزوح أهالي تلك المناطق وخلوها من سكانها”.
ويثير التدخل التركي في العراق تساؤلات ومخاوف عدة، في ظل إنشاء قواعد عسكرية كبيرة في مناطق مختلفة شمال العراق، وسط صمت حكومتي بغداد وإقليم كردستان.
وتقيم تركيا قواعد عسكرية في شمال العراق منذ سنوات، وترفض الانسحاب منها بحجة محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني.
كما دعا القيادي في الاتحاد الوطني احمد الهركي، الى استغلال تواجد القيادات الكردية في بغداد لحل الكثير من الملفات الشائكة منها تشكيل حكومتي كركوك وديالى وحسم منصب رئاسة مجلس النواب، وقانوني النفط والغاز والمحكمة الاتحادية.
وأضاف، ان “اجتماع ادارة الدولة وبحضور قيادات الصف الاول في العملية السياسية لابد وان يتم فيه طرح أبرز الخلافات والازمات السياسية بمقدمتها حل اشكالية تشكيل حكومتي كركوك وديالى، كذلك منصب رئاسة مجلس النواب، فضلا عن حصول توافق لحل الخلافات حول قانون النفط والغاز”.
وانتهت اتفاقية لوزان العام الماضي بعد ان مضى عليها 100 عام، وهي الاتفاقية التي تم الاتفاق من خلالها على انهيار الدولة العثمانية التركية وقيام الجمهورية التركية.
وبعد انتهاء هذه الاتفاقية أعلنت تركيا عن طموحها لضم عدد من المناطق المجاورة لها منها مناطق في إقليم كردستان.
هذا الامر من الطبيعي ان يصيب مسعود بارزاني بالرعب من ضياع كل اماله وتحول إقليم كردستان الى ساحة للصراع بين تركيا وبين منافسيها.
وعليه لا سبيل امام بارزاني الا اللجوء الى بغداد، والاستعانة بالقوى السياسية التي كان يعاديها فيما مضى لتخليصه من هذا المأزق.
لكن هذا الامر لن يحدث ما اذا قام مسعود بارزاني بتقديم التنازلات لبغداد ولاسيما الشيعة الذين يعدون الطرف الذي اثبت للجميع بالحرص على وحدة العراق ارضا وشعبا.