فيينا / الأثنين 15 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
في مثل هذا اليوم العظيم، وفي صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، استيقظ أبناء الشعب العراقي على صباح مختلف، حيث أشرقت شمس الحرية، شمس أراد مفجرها الزعيم الخالد أن تكون مشرقة، لكن قوى الشر والظلام مع قوى الاستعمار، استعملت كل امكانياتها وطرقها الخبيثة في عمل انقلاب عسكري مضاد، لسرقة الثورة وحرفها عن الهدف الذي قامت من أجله، لخدمة العراقيين جميعا.
اليوم تمر علينا ذكرى تحرير لعبيد من جلاديهم، يوم خالد في تاريخ العراق، وأراد تغير وجه العراق، والمنطقة والخريطة العالمية في الشرق الأوسط والعالم، ثورة عظيمة حطمت ما بنته دول الاستعمار طيلة نصف قرن من الزمان، تم اسقاط نظام عميل صنعته بريطانيا وفرنسا، استعبد الشعب العراقي، وأسس أساس تجزئة الدول العربية إلى دويلات، وكانت خطة بريطانيا دعم نظام الإقطاع، من خلال الاستفادة من التحالفات القبلية التي صنعها الأتراك العثمانيين، من خلال دمج الكثير من العشائر لصنع تحالفات قبلية ما انزل الله بها من سلطان، بريطانيا استفادت من هذه التحالفات، من خلال دعم شيوخ قساة يتعاملون مع الفلاحين بشدة، بسبب كون هؤلاء الفلاحيين بغالبيتهم ليسوا من قبيلته الأصل، لذلك تفنن الكثير من هؤلاء في اضطهاد واستعباد المتحالفين مع هؤلاء الشيوخ، بريطانيا أقامت سدود ووزعت أراضي بشكل مجاني إلى أشخاص جعلتهم زعماء من لاشيء، وهؤلاء اجرموا بحق الطبقات الفلاحية، وخاصة بمناطق واسعة من جنوب ووسط العراق، أصبح الإقطاعي يستعبد الفلاح وبعضهم كانوا يستغلون الفلاحيين جنسيا، للزواج ما دام الشيخ الإقطاعي به قوة، بل حتى استخدام الشباب الجميلين للواط بهم لكن هؤلاء نسبتهم قليلة، لكنهم موجودون، للأسف هذا الوضع كان موجود بحقبة النظام الإقطاعي، بحيث بحقبة الأربعينات من القرن الماضي هرب مئات آلاف الفلاحيين في اتجاه بغداد، بسبب ظلم اراذل الاقطاعيين.
لذلك هناك حقيقة في نظر غالبية ابناء الشعب من الطبقات الفلاحية والعمالية الكادحة، ماحدث بصبيحة يزم ١٤ تموز عام ١٩٥٨ كانت ثورة تحريرية، وفي نظر البعض الآخر من عملاء الاستعمار انقلاب عسكري قام به عدة اشخاص، لذلك ماحدث كان ثورة عظيمة اسقطت
الحكم الملكي المستورد للشعب العراقي من الحجاز بسبب خيانة عائلة الشريف حسين واسقاطه للدولة العثمانية، لم يكن لدى قائد الثورة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم اي توجه لقتل أفراد العائلة المالكية، كان الهدف طرد الملك مثل ماتم مع ملك فاروق بمصر، لكن قوى الشر والتطرف تسللت للثورة وقتلت الملك وعائلته بطريقة همجية من خلال النقيب العبوسي الذي كان يأتمر بأوامر المتطرف العقيد عبدالسلام عارف، وكلا الاثنين النقيب العبوسي وعبدالسلام عارف من من أهالي الفلوجة،من لواء الرمادي.
للأسف عبدالسلام عارف والنقيب العبوسي فتحوا باب سفك دماء الايرياء، افتتحوا تاريخ العراق بصبيحة يوم ١٤ تموز من خلال سفكهم دماء كثيرة لنساء واطفال لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ينتمون لأسرة حاكمة نصبها الاستعمار على رقاب الشعب العراق.
عبدالكريم قضى على اجرام النظام الإقطاعي الجائر الذي حكم أبناء جنوب العراق من أبناء المحافظات الأربع بالحديد والنار والعبودية، كانت العبودية موجودة بالعراق لصبيحة يوم ١٤ تموز يوم ثورة الزعيم عبدالكريم قاسم، هل تعلمون ياسادة يا كرام، كان الفلاحيين يباعون ويشترونهم، مضاف لذلك بيع قسم من الإخوة أصحاب البشرة السوداء بحجة أنهم عبيد، بل حتى أصحاب البشرة البيضاء،كانت سياط حواشي الإقطاعيين تطالهم، سركال الاقطاعي يشبه جندي الانضباط بحقبة نظام صدام الجرذ، كيف كان الانضباطي يعتقل ويسجن ويعذب اخوه الجندي المسكين، كذلك السركال الحقير كان يضطهد الفلاحيين ويجلدهم بالسياط، لذلك كل القوى التي وقفت ضد عبدالكريم قاسم هم الأراذل، وهناك قاعدة شعبية تقول اذا اردت أن تنظر إلى رجل انظر من هم أعدائه، فقد خالفه البعثيون والقوميون الخونة ذيول جمال عبد الناصر طمعا بثروات العراق.
بغض النظر عن ماقيل حول الزعيم عبد الكريم قاسم، الرجل حرر العبيد والفلاحيين، لذلك كل القوى التي وقفت ضده كانت لأسباب مذهبية لأنه كان متشيع، والأخ الأستاذ عصام فيلي نشر القسام الشرعي للزعيم قاسم بمحكمة الكرخ حيث كتب وفق المذهب الجعفري،
عندما تعرض إلى محاولة اغتيال من صدام الجرذ ورفاقه قال عفا الله عما سلف، هذا هو الفرق بين قرارات الزعيم العراقي الأصيل عبدالكريم قاسم وبين قرارات المجرم العميل الطائفي القذر صدام الجرذ الهالك، من يدعي أن الملكية كانت نعمة من السماء ويصور الحكم الملكي على انه الحكم الذي ازدهرت فيه حياة العراقيين وتحسنت أوضاعهم المعيشية وأدخل العراق في مصاف القوى الإقتصادية فهو كاذب وواهم ودجال فأغلب سكان العراق كان يقبعون تحت رحمة الاقطاعيين، والاقطاعي مالك الاراضي، يأكلون حق الفلاح بالباطل دون اي رادع، بل وبدعم من القوات الأمنية، بدأت الهجرة من الريف للمدينة من محافظات الجنوب بحقبة النظام الملكي، بسبب ظلم الإقطاع، وتغول حواشي شيوخ السوء من الذين صنعتهم قوات الاستعمار البريطاني. عبدالكريم قاسم وزع الأراضي السكنية في الثورة لسكان عشوائيات في الشاكرية بغالبيتهم من الجنوب، القوى الطائفية أسقطت عبدالكريم وقبلت بحكم الاراذل القتلة وتجرع العراقيين مرارة الظلم والابادة، سقط نظام البعث عام 2003 ونفس هذه الوجوه الكالحة ولنفس الأسباب المذهبية حرقت العراق لأنهم لا يرغبون بمن يحكم العراق شيعي أو يشارك الشيعة بحكم الدولة العراقية.
البيئة الشيعية ساذجة، لذلك القوى البعثية تجيد فن نشر الصراعات، بحيث لدى صدور قانون الاحوال المدنية، تم زج مراجع الشيعة ضد الزعيم عبدالكريم قاسم، والنتيجة تم اغتيال عبدالكريم قاسم، و تسلط اراذل البعثيين على شعب العراق، وبداوا بقتل رجال الدين الشيعة والافتراء على مرجعيات الشيعة وابناؤهم، النتيجة اعدموا ملايين البشر، وهاجر وهجر ملايين العراقيين، وتم إشعال حروب عبثية داخلية ومع دول الجوار، انتهت في احتلال العراق واسقاط نظام صدام الجرذ.
كان يفترض في قيادات المكون العراقي الشيعي يستفيدون من التغير، لكن الذي فيهم، باقي للاسف، لذلك وقفت أيضا وجوه شيعية ترتدي العمائم موقف مخزي في استرخاص الدم الشيعي وشرعنوا لفلول البعث اجرامهم، مضاف لذلك الساسة الشيعة الحاكمون، حكموا بطريقة انبطاحية قل نظيرها بالتاريخ رؤساء حكومات شيعة وقادة للقوات المسلحة لايجرأون القول لشريكهم الوزير البعثي الطائفي انت إرهابي تفجر وتفخخ، انشغلوا بالملذات، وعمت اعينهم بريق السلطة والمناصب، والمصيبة المسؤول والموظف الشيعي ابدع في اضطهاد أبناء جلدته ورفاق دربه، اسعد شيء عند المسؤول والموظف الشيعي يحرم المناضل والمجاهد الشيعي من حقوقه بطرق قذرة ومبتذلة، يوجد نص دستوري واضح مكتوب بالدستور أن كل شخص اعتقل أو احتجز داخل وخارج العراق لأسباب مذهببة وقومية ودينية وسياسية من شباط عام ١٩٦٣ الى التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يعتبر سجين سياسي، تصوروا انا شخصيا اتخذت قرار وعارضت نظام صدام وحكمني بالاعدام غيابيا، ووضعوني في معتقل رفحاء، وعندما صدر قرار شمال معتقلي رفحاء، رئيس مؤسسة السجناء الدكتور حسين السلطاني وضع تعليمات حدد بنفس طريقة مسلم الجبوري رئيس محكمة الثورة من العمود وعلى اليمين إعدام ومن العمود إلى اليسار براءة، الدكتور حسين السلطاني بتعليمات وضع تواريخ، من حق السلطاني منع ثمانين الف ضابط وجندي اسرت قوات التحالف الأمريكي بعاصفة الصحراء من الشمول بقانون السجناء، الأسرى لديهم ورقة صليب احمر فقط، بينما الضابط والجندي المعارض لنظام البعث لديه ملف امم متحدة يسمى كَيس، مثبت في الأمم المتحدة، ويوجد قرارات لجوء سياسي على ضوء ملف الأمم المتحدة، هذا الموضوع يرفض معرفته الدكتور حسين السلطاني ويرفض سماع ذلك، يفسر حسب مزاجه، للعلم نحن اربعة أشخاص فقط لم يتم شمولنا.
للأسف المسؤول الشيعي الفاشل، عندما يرى أساتذة جامعات يقبلون اياديه وتصفق له الجماهير البسيطة بالتأكيد يصاب بداء العظمة، لكن العظمة ليس في شن الحروب ضد الأعداء، داء العظمة الذي أصاب المسؤولين الشيعة العراقيين، نوع جديد من داء العظمة تسمى العظمة الانبطاحية والتي جلبت الذل والعار، بكل الاحوال رحم الله الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم ورحم الله الملك فيصل الثاني وسبق لي أن طرحت رأي قبل سقوط نظام صدام الجرذ في عودة النظام الملكي للعراق بطريقة دستورية مثل تجربة نظام الحكم الملكي بالدنمارك والسويد وبريطانيا، يفترض بمرجعيات وساسة الشيعة إعادة النظام الملكي، ليس بالضرورة إعادة أحفاد عملاء الاستعمار، يستطيع العراقيين سنة وشيعة واكراد يجتمعون وينتخبون ملك يكون نظام الحكم ملكية دستورية، ثبت للقاصي والداني أن الزعامات الدينية الشيعية العراقية لا يرغبون إقامة دولة للشيعة قبل دولة الإمام المهدي، الذي قتل عائلة الملك فيصل الثاني النقيب العبوسي وسيده العقيد القذر عبدالسلام عارف الجميلي، وليس الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، مثل ماحاول كاتب وصحفي كان يعمل سمسار عند عدي الكسيح حاول بكل قذارة إلقاء تهمة قتل العائلة المالكة على الشهيد عبدالكريم قاسم وتبرئة القذر عبدالسلام عارف الجميلي والنقيب العبوسي الفلوجي.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/7/2024