الرئيسية / مقالات / علاقة الدين بالسياسة في القرآن الكريم (ح 4) (ان الله يحب المقسطين)

علاقة الدين بالسياسة في القرآن الكريم (ح 4) (ان الله يحب المقسطين)

فيينا / الأربعاء 11. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
جاء في کتاب فقه الحضارة في ضوء فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني للمؤلف محمد حسين علي الصغير عن علاقة المسلم بسواه من غير المسلمين: وقد حاول سيدنا المفدى أن تكون العلاقات العامة بين المسلمين وسواهم قائمة على أساس التفاهم والودّ البريء، فسيّر بذلك الفتاوى الآتية ضمن الإجابة عن الأسئلة الموجهة لسماحته: 1 ـ هل يجوز تبادل الودّ والمحبة مع غير المسلم، إذا كان جاراً، أو شريكاً في عمل، أو ما شابه ذلك؟ إذا لم يظهر المعاداة للإسلام والمسلمين بقول أو فعل، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الودّ والمحبّة من البرّ والإحسان إليه، قال تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” (الممتحنة 8). 2 ـ هل يجوز السير في موكب جنازة غير مسلم لتشييعه، إذا كان جاراً مثلاً؟ إذا لم يكن هو، ولا أصحاب الجنازة، معروفين بمعاداتهم للإسلام والمسلمين، فلا بأس بالمشاركة في تشييعه، ولكن الأفضل المشي خلف الجنازة، لا أمامها. 3 ـ هل يجوز دخول أصحاب الديانات السابقة من الكتابيين، ودخول الكفّار من غيرهم، المساجد ودور العبادة الإسلامية؟ وهل يجب علينا إلزام غير المحجبات بارتداء الحجاب، ثم الدخول إذا كان دخولهن جائزاً؟ لا يجوز على الأحوط دخولهم في المساجد، وأمّا دخولهم في دور العبادة وغيرها، فلا بأس به، وتلزم النساء بالتحجب، إذا لزم من تركه الهتك. 4 ـ هل يجوز التصدّق على الكفّار الفقراء كتابين كانوا أو غير كتابيين؟ وهل يثاب المتصدّق على فعله هذا؟  لا بأس بالتصدق على من لا ينصب العداوة للحق وأهله، ويثاب المتصدّق على فعله ذلك. 5 ـ هل يجوز إزعاج الجار اليهودي، أو الجار المسيحي، أو الجار الذي لا يؤمن بدينٍ أصلاً؟  لا يجوز إزعاجه من دون مبرّر.
جاء في شبكة الرافد عن التسامح: أمّا التسامح يُعتبر من الأخلاق الحسنة التي أكّد عليها الإسلام كثيراً، وهو من مظاهر حُسن الخُلق الذي أعتبره علماء الأخلاق من الفضائل، وما يقابلها من التشدّد والتعنّت خلق رذيل. فلابدّ للمؤمن من أن يروّض نفسه على أن يتاسمح في علاقاته مع الآخرين، وأن يترك جانب التشديد في الموضع الذي ينبغي فيه التسامح، وأن يكون على ثقةٍ من أنّه كلّما ازداد تسامحه مع الناس ازداد تسامح الله تعالى معه. وترويض النفس على التسامح أمر قد لا يحصل للإنسان بسهولة، بل لابدّ من الممارسة الطويلة بدءاً من الأمور الصغيرة التي يسهل على النفس التسامح فيها إلى أن يتقوّى الإنسان من هذه الناحية، فيصبح قادراً على المسامحة في الأمور الكبيرة والجليلة. أمّا مع مَن يكون التسامح؟ فالجواب هو أنّ التسامح مع الجميع أمر مطلوب، سواء مع مَن هو أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق والإنسانيّة، وإن كان تتأكّد أهميّته مع الصنف الأوّل. نعم يُستثنى من ذلك الكافر المحارب الذي يعيش حالة حرب مع المسلمين، فلا يحسن بالمسلم أن يكون رحيماً به، متسامحاً معه، بل ينبغي أن يكون شديداً عليه. قال الله تعالى: “مُّحَمَّدٌ رَّ‌سُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ‌ رُ‌حَمَاءُ بَيْنَهُمْ” (الفتح 29). وقال تعالى: “لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ أَن تَبَرُّ‌وهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ وَظَاهَرُ‌وا عَلَىٰ إِخْرَ‌اجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الممتحنة 8-9). أمّا  مجالات التسامح فهي بشكل عامّ عبارة عن الأمور المباحة والمحلّلة شرعاً، والتي لا يوجد فيها تكليف إلزامي شرعي من إيجاب أو تحريم، فلا تسامح في ترك واجب ولا في فعل حرام أبداً. فالمؤمن الملتزم يجب عليه أن لا يتسامح في الواجبات والمحرّمات وأن لا يتعصّب لها كما يتعصّب لإهتماماته الدنيويّة الصغيرة، وعلى الأساس يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّ هذين الواجبين يمثّلان التشديد على كلّ مَن يتعدّى حدود الله تعالى، فيترك واجباً شرعيّاً أو يقوم بعمل محرّم، فلا تسامح مع هذا الإنسان في هذا الجانب من سلوكه، والله العالم.
جاء في مدونة كتابات في الميزان عن الاحترام في مدرسة القرآن: وإذا كان القرآنُ  كما في خطاب الله تعالى يُعلِّم موسى عليه السلام أن يخلع نعليه لأنّه في الوادي المقدّس (طوى) احتراماً للموقع الذي تجري فيه مكالمة الله، فإنّ في ذلك درساً لاحترام المواقع المقدّسة الأُخرى أيضاً في أن لا ندخلها منتعلين. وكما أنّ من آداب احترام التلاوة لآيات الله في كتابه المجيد أن يتطهَّر الإنسان: “لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ” (الواقعة 79)، فإنّ التزام الطهارة في عموم العبادات، وإن لم يكن واجباً في بعضها، فهو من باب احترام العمل الذي يُقبلُ الإنسان عليه، زيارةً للكعبة المشرَّفة، أو المسجد النبويّ، أو أي مرقد مُبجَّل ومُحترم عند المسلمين، أو لأي عمل صالح عبادياً كان أم غير عبادي. وفي الجملة، فإنّ القرآن كتابُ الاحترام بامتياز، يدعو إلى احترام القيم والأخلاق والعلاقات البينية المبنية على رباط مقدّس، كالزوجية، والأخوّة الإيمانية، واحترام أصحاب الديانات الأُخرى ممّن لا يناهضون ويعادون ويضطهدون المسلمين، بل يدعو القرآن إلى التعامل بالبرّ والعدل معهم: “لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ” (الممتحنة 8). ومن خلال هذا الاستعراض السريع وغير المستوفي لكلِّ إشارات القرآن للاحترام، نخلص إلى أنّ القرآن يعتبر (الاحترام)، وإن لم يرد فيه تعبيرٌ باللفظ، قيمةً من القيم الأساسية التي تُشادُ عليها الحضارات والمجتمعات الإنسانية الربّانية، والأمثلة التي استللناها من مدرسة القرآن ومنهجه العظيم، للدلالة لا للحصر، وبإمكان كلّ قارئ للقرآن أن يجد احترامات القرآن مبثوثة في كلّ مكان، سواء في خطاب الأنبياء لأقوامهم، أو خطاب الأبناء لآبائهم، أو خطاب الآباء لأبنائهم، أو في مخاطبة أهل الكتاب، أو المختلف والمخالف الآخر عموماً لاسيّما من خلال قاعدة الانطلاق من المساواة مع المُحاوَر أو المُخاطَب: “وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ” (سبأ 24)، وليس بين أيدينا احترامٌ للمختَلِف أشدَّ من احترام القرآن لهما. إلّا أنّ القرآن يُقرِّر أيضاً قواعد للخيرية والأفضلية واحترام الأكثر علماً وعملاً وتقوىً وأخلاقاً: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات 13)، وما دعوةُ القرآن المفتوحة لــ (التعارف) إلّا دليلٌ آخر على أنّ منطق القرآن هو احترام الاختلافات لما يترتَّب عليها من فوائد ومردودات طيِّبة على المجتمع الإنساني عموماً.
عن سماحة الشيخ حسن العطار في صفحته: ولأن مواساة المصاب وتعزيته قضية إنسانية، فإنها تتسع لأتباع الديانات الأخرى، ولا تختص بالمسلمين، حيث وردت روايات وفتاوى من الفقهاء بمشروعية تعزية غير المسلم، وهي من مصاديق البر والقسط الذي تناولته الآية الكريمة: “لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة 8). قال العلامة الحلي في التذكرة: الأقرب جواز تعزية أهل الذمة،  وبه قال الشافعي وأحمد في رواية لأنه كالعيادة وقد عاد رسول الله  غلاماً من اليهود مرض.
عن صفحة كل القضايا الاجتماعية في الجزائر والعالم الاسلامي: الاختلاف لا يجوز أن يكون سبباً في التنافر والعداوة، بل بالعكس يجب أن يكون سبباً للتعارف والتلاقي على الخير والمصلحة المشتركة، فالله تعالى يقول: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا” (الحجرات 13) وميزان التفاضل الذي وضعه القرآن الكريم، إنما هو ما يقدمه هذا الإنسان من خير للإنسانية كلها مع الإيمان الحق بالله تعالى، فالله يقول: “إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات 13). والآخرون الذين لم ينتسبوا إلى مدرسة الإسلام، لم ينظر القرآن الكريم إليهم على أنهم ليسوا بشراً، وإنما نظر إليهم نظرة الطبيب إلى المريض، فهؤلاء الآخرون عندما يرفضون دعوة الإسلام، لا يحاربهم دين الله عز وجل ولا يقاتلهم، لأنه لا إكراه في الدين، وأما القاعدة التي وضعها القرآن في التعامل، مع هذا الآخر، إنما هي قوله تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” (الممتحنة 8).
جاء في موقع موضوع عن كيفية التعامل مع غير المسلمين للكاتب طلال مشعل: نظّم الإسلام علاقة المسلمين ببعضهم، كما نظّم علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الكتاب وأتباع الديانات الأخرى، وقد اعتنى القرآن الكريم والسنّة النبوية ببيان أصول التعامل مع غير المسلمين وآدابه، وبيان حقوقهم، ومن هذه الحقوق حق العدل والمساواة: فقد أقرّت الشريعة العدل وحرّمت الظلم، وأمرت المسلمين أن يعاملوا غير المسلمين بالقسط، قال تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة 8)، وقد أعطاهم الإسلام حق العيش بأمان، وحرّم الاعتداء عليهم، وأعطاهم حرّية الاعتقاد والعبادة، كما حرّم إيذاء الجار ولو كان غير مسلم.
جاء في موقع اليوم السابع عن احتفال المسلمين برأس السنة الميلادية من دار الإفتاء المصرية: أعادت دار الإفتاء المصرية نشر فتوى لها بشأن حكم احتفال المسلمين بالسنة الميلادية الجديدة وتهنئة غيرهم بها، حيث قالت الدار، إن المسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نعم الله تعالى على البشر، والأيام التى ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، فقال عن سيدنا يحيى: “وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا” (مريم 15)، وقال عن سيدنا عيسى: “والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا” (مريم 33)، وقال تعالى: “سلام على نوح فى العالمين” (الصافات 79)، وقال تعالى: “سلام على إبراهيم” (الصافات 109)، ثم قال تعالى: “سلام على موسى وهارون” (الصافات 120)، إلى أن قال تعالى: “وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين” (الصافات 182-183). وبناء عليه: فاحتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو: أمر مشروع لا حرمة فيه، لأنه تعبير عن الفرح به، كما أن فيه تأسيا بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم القائل فى حقه: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، ليس بينى وبينه نبى) رواه البخارى. هذا عن احتفال المسلمين بهذه الذكرى، أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به، سواء في هذه المناسبة أو فى غيرها، فلا مانع منها شرعا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، وخاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة فى أعيادهم الإسلامية، حيث يقول الله تعالى: “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها” (النساء 86)، وليس فى ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التى يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هى من البر والإقساط الذى يحبه الله، قال تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” (الممتحنة 8)، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبرهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام، كل هذا مستحب شرعا، يقول الإمام القرطبى فى “أحكام القرآن” (18/ 59، ط. دار الكتب المصرية): قوله تعالى: “أن تبروهم” (الممتحنة 8) أى لا ينهاكم الله عن أن تبروا الذين لم يقاتلوكم. “وتقسطوا إليهم” (الممتحنة 8) أى تعطوهم قسطا من أموالكم على وجه الصلة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً