الرئيسية / مقالات / تسابق العرب على افريقيا كتسابق الضباع

تسابق العرب على افريقيا كتسابق الضباع

فيينا / الأحد 22. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الخفاجي

العرب وحتى بعهد الفتح الإسلامي، عصر الغزوات والسبي، لم يحركوا غزواتهم تجاه القارة السمراء، حسب قول المفكر السعودي الشيخ حسن بن فرحان المالكي، يقول أن الفتوحات الإسلامية استهدفت أهل البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، طمعا بالسبي، ولو كان العرب يريدون فعلا نشر الإسلام، لاتجهوا نحو القارة الأفريقية السمراء.

اختصرت الفتوحات في اتجاه بلاد فارس، واتجهوا نحو مصر، فرضوا الضرائب ولم يقوموا بنشر الإسلام، وفي زمن الامويين جيوشهم ذهبت نحو شمال إفريقيا، حيث الامازيغ أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، حتى ذكرت كتب التاريخ العربية المعتبرة، فقد نقل  الكاتب أبو إسحاق بن القاسم القروي المعروف بابن الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقاً فهذا محشر الأمة، أحمد بن خالد الناصري، الاستقصاء

وسار إلى الشام، وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة، ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم، ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام،

موسى بن نصير اغنتم ٢٠٠ ألف شابة 

فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خُمس الغنائم أربعون ألف رأس، قال الناس: إن هذا أحمق، من أين له أربعون ألف رأس خمس الغنائم؟ فبلغه ذلك فأرسل أربعين ألف رأس وهي خمس ما غنم، ولم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير أمير المغرب،

الكامل في التاريخ لابن الآثير(4/43)

بعد ما كثرت اعمال السبي العشوائي للامازيغيات في عهد الخليفة هشام ابن عبد الملك قام مجموعة من زعماء قبائل الأمازيغ المسلمين بقيادة ميسرة المدغري يكتبون رسالة تظلم لمن حسبوه أمير للمؤمنين لأنصافهم أي الخليفة هشام ابن عبد الملك زير النساء واعادة  السبايا الامازيغيات ، كان هذا الأخير يكتب رسالة أخرى لعامله الطاغية عبد الله بن الحبحاب يحل له فيها سبي نساء الأمازيغ المسلمين بل و التلطف في الأختيار بإعطائه الأوصاف المستحبة  بطريقة تدل على ان القوم (الامويين) لا حياء بينهم ولأنهم من طينة واحدة، يطلبون بشغف جنسي الامازيغيات و كأن نساء الأمازيغ المسلمين عبارة على سلعة جنسية لدى العرب الامويين  و هذا هو سبب رفض هذا الخليفة المستبد  مقابلة الوفد الأمازيغي بقيادة الامازيغي المسلم  ميسرة المدغري لان اذا استقبلهم يعني فك أسر السبايا ويعني انتهاء ملذات الخليفة الجنسية.

مخطىء من يعتقد أن الإسلام ينتشر بالسيف، بل نشر أهل عُمان وأهل اليمن الإسلام في سواحل افريقيا وفي زنجبار من خلال التجارة، ونشر أهل اليمن الإسلام في إندونيسيا من خلال التجارة وليس من خلال الغزو، ونشر الشيعة الإسماعيلية الإسلام في ولايات هندية بعد هروبهم من مصر من خلال التجارة، ولازالوا يحكمون ولاية حيدر آباد الهندية ويسموهم في البهرا.

من نشر  الإسلام بمصر وأصبحت مصر عربية هم الشيعة الفاطميون الإسماعيلية بشهادة كتاب وباحثين مصريين، كانت مصر مسيحية قبطية، ولازال يشكل المسيح في مصر ربع او خمس سكان مصر ليومنا هذا.

بزمن الشيعة الإسماعيلية هاجرت قبائل عربية شيعية من العراق إلى مصر ومنهم أبناء من قبيلة خفاجة، ولازالوا ليومنا هذا يسكنون في صعيد مصر، وبعد دخول الانترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي تواصل أبناء خفاجة مصر مع اخوانهم خفاجة العراق، ووجهوا دعوة إلى أمير خفاجة الشيخ عامر غني الصكبان قبل عدة سنوات لزيارة مصر وتم استقباله استقبال حافل وكبير، انا شخصيا عندي أصدقاء مصريين من خفاجة في الفيس بوك.

الطرق الصوفية بغالبيتهم من أصول شيعية اسماعيلية تم اجبارهم بقوة السيف على ترك المذهب الشيعي، اتبعوا اسلوب التكيات بشر الإسلام، ومن خلال التجارة وإقامة مجالس الذكر وليس بالسيف، معظم من اسلم من شعوب افريقيا، أسلموا قبل دخول الوهابية أصحاب الاموال، من خلال التجارة.

بعد قيام بريطانيا وفرنسا في رسم حدود الدول العربية، غالبية الأنظمة العربية صناعة استعمارية، كان هناك دور إلى مصر في التوجه نحو أفريقيا بزمن جمال عبدالناصر، لكن مصر دولة ليست نفطية، لذلك دور مصر كان محدود، بعهد معمر القذافي وبعد تهيكل السوفيت اتجه نحو القارة الافريقية، وعمل جولات بموكب سيارات طاف بهذه الجولة،  أكثر من عشرين دولة افريقية، بل احبه الكثير من الافارقة، واسلم مئات آلاف الأفارقة ودخلوا الدين الإسلامي بسبب زيارة المجنون معمر القذافي لهم، ورأيت تجمعات حاشدة نقلها التلفزيون الليبي في اسلام آلاف الأشخاص الأفارقة من أتباع الديانات البوذية.

دول الناتو أمرت السعودية ودول الخليج بنشر الوهابية في إفريقيا وجنوب شرق آسيا بالحرب الباردة مابين الناتو والسوفيت، ضد تمدد الشيوعية في القارة الافريقية، النتيجة الإسلام الوهابي في إفريقيا أنتج بكو حرام وعشرات التنظيمات الوهابية التكفيرية، شعب مالي ثار ضد الوجود العسكري الغربي، النتيجة دعموا القوى الوهابية التكفيرية لاسقاط النظام الحاكم الجديد في جمهورية مالي.

دول الخليج نشرت ولازالت تنشر الوهابية في القارة الافريقية، وكان يفترض في مصر الدولة العربية الكبيرة  التوجه بدعم قطاع التجارة مابين مصر ودول أفريقيا، عندي صديق عراقي  ذهب للعمل في أوغندا، تسهيلات إلى العرب وإلى العراقيين للعمل في السوق الاوغندية، بحيث في استطاعة اي شخص يفتح مشروع للعمل أقله عشرة آلاف دولار فقط، ويحصل على أرباح شهرية جيدة، شعب أوغندا يحترم التجار والسائحين العرب، نقل لي هذا الصديق، أن هناك نشاط تجاري لأبناء الجاليات الهندية بالقارة الافريقية، يوجد بالعراق ودول الخليج آلاف من أصحاب الأموال الكبيرة، تراهم يشغلون أموالهم في دول الخليج ولبنان، والنتيجة ضاعت أموالهم، وكان يفترض التوجه للعمل في القارة الأفريقية. 

القارة الأفريقية غنية بالثروات المعدنية والزراعية لكن طبيعة الاستعمار يضطهد الشعوب ويسلب ثرواتهم من خلال إشعال الحروب والفتن والصراعات الداخلية والاثنية والعرقية، الآن دول الاستعمار الغربي عادوا من جديد للتفتيش عن الغاز والبترول والذهب واليورانيوم وثروات الزراعة واسماك  البحار ……إلخ.

 هناك للأسف سباق بين الدول العربية للدخول إلى الدول الافريقية، والهدف ليس التجارة وإنما هذه الدول الغربية مرتبطين بدول الاستعمار، وهم يشبهون بالضباع، يتم توجيههم للاشتراك في سرقة ثروات إفريقيا وتسليمها إلى مشغليهم من دول الاستعمار، أموالهم توضع بالدولار في البنوك الغربية، وكذلك يعملون على نشر فكر ابن تيمية التكفيري لحرق شعوب أفريقيا  خدمة لمصالح الاستعمار.

اليوم دول إفريقيا تشهد تنافس شديد بين الدول العظمى الخمسة ومعهم الهند للسيطرة على النفوذ بالقارة الافريقية، تم تدمير الجزائر وليبيا واليوم اشعلوا حرب مدمرة  فى السودان، بل أموال العرب  من دول الخليج ذهبت إلى إثيوبيا وتم استعمال  مياه النيل كسلاح  خليجي للضغط على مصر وابتزازها.

في الختام الدول النووية الخمسة  ومعهم الهند يتسابقون في النفوذ لأسواق أوروبا الاقتصادية والدول العربية الخليجية يتسابقون لنشر الفكر الوهابي التكفيري والتطرف لاشعال الحروب ولدعم مصالح مشغليهم ضد دول عظمى أخرى، يعني دول الخليج ضباع ينشرون التطرف والكراهية ولايفكرون في التعاون الاقتصادي والربح والازدهار، في الختام يمكن لأصحاب رؤوس الأموال العراقيين وخاصة الحيتان الكبار ههههه التوجه نحو أسواق إفريقيا لتشغيل أموالهم بدل وضعها في بنوك الإمارات وقطر والأردن ومصر وتركيا ولبنان.

23/9/2024

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً