الرئيسية / ثقافة وادب / شعر / بين جبلين

شعر / بين جبلين

فيينا / الاربعاء 25. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

سعاد زكراني / المغرب

في عيدك تنسحب الغيوم
حمراء مصفرة في امتقاع رغبتها اليانعة
.تنسحب مرخية ضلالها على أمشاط الجبال
و الآن و قد عدت،إذا أمكنني العودة
“من قال أن جبلين لا يلتقيان”
هذا ما خاطبني به صوت في الحلم
استيقظت.كنت أنت
الا أحد هنا سوى أنت
و أنا: و لا شيء آخر .. و لا شيء آخر
مالذ الهاجرون بيوتهم إلى الأبد
و مالذك أنت مثل هذا الأرق الطويل؟
أنت
وحدك الحقيقي،
صامت و بارد و مزهو بصمتك و بردك
أنت
وحدك الحقيقي
صامتا أكلمك عن ساللتك الحجرية
عن الحكمة الموروثة
فقيرة كلماتي،تعلو و تهبط
كفواق رضيع في ضباب لغة أخرى،
و جلدي يكلمك:
بألف فم صغير يشرب معك ضوء الشمس
ينمو قلبي فيك كشجرة رمان،
كلما انكسر غصن أتسلق آخر في الطريق إليك
منذ زمن بعيد
استسلم القلب للوجع
لا يدري أحد كم سيطول الفزع
و متى يرق القساة
و اليوم في لحظة هروب مسروق
من نشوة ولدتها الجنة
جئتك وحدي أجلس تحت واسع رحمتك
الرحالة الذين مروا بها
رسموا نقطة على خرائطهم
و مضوا
لم تكن أكثر من حجر بين جبلين
و كان في وسع أي غيمة أن تسحبها بظلها
غير أن الطيور التي مرت بها صدفة
رأت ما لم تره العيون
اليوم أزهو بثيابك
حمراء كالشقائق
خضراء كالزمرد
سيان جوعي و عطشي
ما دمت أرضع حنان صمتك،
و يبدو لي أن جسدي في ممر متوهج
ها أنا أتنفس بروعة
كنت أحمل في جسدي رصاصات
يسحقها الآن…
فتنبسط ساعداك
تترفقان
تضمانني
فأنام في حضن
جعلت له الايدي الغريبة مزارا عند المفترق
هكذا كان الرحالة لا يبصرون الجنة.
نيروز …قصيدتي
نوروز…….قصيدتي،
حروف جردتها الحروب من ساكنيها
خصلة مخضبة بدماء الشهداء
.صرخة تحتضر
قاتم لون صرختي
و قاتمة هي ندبات المروج
فأقبل الربيع و قلبه يخفق من غسق الدجى
يحمل بين ذراعيه أوائل ورد
يذوب الثلج و تأتي أشجار الخمر
فتبتسم الاجواء و ترقص غيمات،
عناقيد الفرح المتدلي
و المتجلي في خفقات الروح
و في همسات الصوت المشدود
إلى أعراس النوروز
فراشات محترقات بأنفاسها
يتفقد الربيع زهراته واحدة واحدة
إياكن و الموت. لا تذبل أي منكن_
يقضم الربيع ذاكرتي،و يعيد إليه
المواجع أنقى من التبر
خذني بعيدا،
أيها الفرح الحزين
كم وددت أن تأتي سريعا
مر بي حيث تستيقظ الحسناء
بين جبال كردستان
تدفع عقيق صدرها للضوء
تفتح شاشة السماء
تضحك النافذة لسحاب يتراكض
يرسم لها سفينة،خيوال راقصة حوافرها،
.عشاقا، غزالين و قيثارة
يرسم خارطة كردستان
و يرسم طفل يتأبط أغنية
وطن جريح يأن داخلها
فجأة السحاب الأحمق يرسم جيشا جرارا، …..
.و دبابات….،و أزيز طائرات
نوروز…نار و نور حين يضحك
.يصير الليل حقل مصابيح
نوروز ليل حزين يبحث عن قطعة نهار
ليمسح دموعه
كيف ينام الناس و يتركون الليل وحيدا
يأن في العراء؟
تا هللا…سأغني لك حتى تنام…..
عجبا….كلما مس الليل فاكهة
.صارت عنبا
نوروز يرمقني و الربيع، يضحك حزينا
و نبكي ضاحكين
منحت أرضنا منابت الذهب أصفره و أحمره
و أرضا حسناء تتطاير خصائلها و تنحني للحب
لن أسمح لاحد أن يتلصص على الحسناء
عندما تستحم فاردة خصائلها بحياء،
لن أسمح لكم…أن….تمروا !!!!!

اترك تعليقاً