الرئيسية / مقالات / أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 1) (والذين آووا ونصروا) / 4

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 1) (والذين آووا ونصروا) / 4

فيينا / الاربعاء 25. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (الأنفال 72) “إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله” وهم المهاجرون، “والذين آوَوْا” النبي صلى الله عليه وسلم، “ونصروا” وهم الأنصار، “أولئك بعضهم أولياء بعض” في النصرة والإرث، “والذين آمنوا ولم يُهاجروا مالكم من ولايَتِهِمْ” بكسر الواو وفتحها “من شيء” فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة “حتى يهاجروا” وهذا منسوخ بآخر السورة، “وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر” لهم على الكفار “إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق” عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم “والله بما تعملون بصير”.
المهاجر تقابله الصعاب والعسرة في هجرته “لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة ” (التوبة 117). اعطى الله تعالى للهجرة اهمية قبل الجهاد، والمهاجرون احق بالايمان من غيرهم “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا” (الانفال 74) و لهم درجة اعلى “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون”. ومن مستلزمات الهجرة الايمان كما في الايات “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (الانفال 72) و”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (الانفال 74) و”وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا” (الانفال 75) و “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (التوبة 20). الهجرة اساسها في القرآن الكريم هي ان تكون الى الله كما فعل الانبياء من قبل” وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) ونصرة رسله” وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (النساء 100). 
يقول سماحة الشيخ محمد صنقور: فإذا كان هاني قد قبِل باستضافة مسلم حمايةً لشرفه ووجاهته ولأنَّه خشي أنْ يلحقَه من الامتناع عارٌ ومسبَّة فهل يقبلُ مسلم بن عقيل أنْ يلحقَه من طلب الاستضافة ذلٌّ ومهانة؟  إنَّ الخبر المذكور منافٍ لما ذكره عددٌ من المؤرِّخين مِن أنَّ نزول مسلم في دار هاني أساسًا كان بوصيةٍ من الأمام الحسين عليه السلام وأنَّ مسلم بن عقيل نزل في دار هاني من أولِ يومٍ دخل فيه إلى الكوفة. وخلاصة القول: إنَّ دعوى كراهة هاني لاستضافة مسلم وإيوائه وأنَّه إنَّما قبِل باستضافته حياءً وحتى لا يلحقُه بسبب امتناعه عارٌ ومسبَّة هذه الدعوى باطلةٌ، وتُكذِّبُها الشواهدُ التاريخيَّة المُجمَع عليها من قِبَل المؤرِّخين والتي نصَّت على أنَّ دار هاني لم تكن مأوىً لمسلمٍ وحسب بل كانت معقلًا للشيعة الذين بايعوا مسلم بن عقيل على نصرة الحسين عليه السلام وحرب بني أميَّة، فكانت الموضع الذي تُؤخذ فيه البيعة، وفيها تُدوَّن أسماءُ المبايعين، وفيها تُجمع الأموال والأسلحة استعدادًا لقدوم الحسين عليه السلام، ومنها تنطلقُ الرُسل للمهمَّات، وفيها يتمُّ استقبال الرُسل، ومنها تُبثُّ العيون والمراصد، وفيها يتمُّ استقبالها ومتابعة الأوضاع والمستجدَّات، فهل يصحُّ بعد ذلك توهُّم أنَّ هاني رضوان الله عليه إنَّما استضاف مسلم بن عقيل حياءً وخشيةً من العار والمسبَّة؟ إنَّ هاني بن عروة من عظماء شهداء النهضة الحسينيَّة، فقد آوى ونصرَ وآثر، واعتُقل وعُذِّب أقسى العذاب رغم شيخوخته فصبر واحتسب، فما تضعضع أو خنع، واستعصى على بني أميَّة إرغامه على تسليم مسلم بن عقيل، ثم قُتل صبرًا، ومُثَّل بجثمانه وسُحب في الأسواق ثم صُلب وبعده اُجتُزَّ رأسه وحُمل إلى الشام. فهو بحقٍّ مصداقٌ لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا” (الانفال 74) وهو بحقٍّ مصداقٌ لقوله تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الاحزاب 23).
جاء في موقع اسلام تايمز بتأريخ 24 أيلول 2024:لبنان: 558 شهيداً وأكثر من 1800 جريح في العدوان الإسرائيلي المستمر: ارتفعت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي المتواصل، منذ صباح الاثنين، على لبنان، لتصل إلى 558 شهيداً، و1835 جريحاً، بحسب ما أفاد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، في مؤتمرٍ صحافي عقده اليوم الثلاثاء. وأفاد مصدر في الجنوب بتسجيل أكثر من ألف غارة إسرائيلية استهدفت جنوبي البلاد مع استمرار العدوان الواسع والمكثّف منذ صباح الاثنين. وشملت الاعتداءات، بحسب المصدر بلدات قانا، وعين بعال، والعاقبية، والسلطانية، وصديقين، وجبال البطم، ودبعال، ومركبا، وعربصاليم، وعيتيت، ومعركة، والنبطية الفوقا، كما استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي الجسر الفاصل بين منطقتي جزين ومرجعيون في الجنوب. وفي البقاع الغربي، وصل عدد الشهداء إلى 24، مع تسجيل 5 مفقودين حتى الآن. كما أكّد مصدرنا تسجيل ارتقاء 113 شهيداً، إضافةً إلى 500 جريح، في البقاع الشمالي نتيجة الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية، وشمل العدوان على البقاع بلدات شعث، ودورس، والبزالية. مواقف محلية: وفي السياق شدّد رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الدين الحريري، على أنّ ‏”التضامن الوطني واجب أخلاقي وسياسي في هذه المرحلة من تاريخ لبنان”، مضيفاً، “أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية، أمانة عند كل اللبنانيين ونصرتهم تتقدّم على أي اعتبار”. كما  اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي: أنّ “العدوان على لبنان هو حرب هدفها إركاع محور المقاومة بأسره وهو الأمر الذي لن يحصل بتاتاً”، مشدداً على أنّ  “مصير هذه الحرب هو انتصار بلادنا، وشعبنا على العدو، وبلا شك سنكون نحن أصحاب الطلقة الأخيرة”.
عن وكالة الأنباء العراقية بعد دعوة المرجعية العليا المساعدات العراقية تتدفق إلى لبنان بتأريخ 23-09-2024: لاقت دعوة المرجعية الدينية العليا، للتضامن مع الشعب اللبناني إثر العدوان  الغاشم، صدى وتفاعلا كبيرا من الحكومة العراقية والقوى السياسية والاجتماعية، والتأكيد على أن بيان المرجعية العليا يشكل خريطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد إلى لبنان وفلسطين، فيما أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بأن موقف المرجعية ليس بالجديد فهي طالما أعلنت وعلى مدى سنوات، عن تشخيصها الحكيم، وأعلنت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، عن تسيير قافلة طبية كبرى جوا و برا لإغاثة الشعب اللبناني؛ وذلك امتثالا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا. جسر جوي وبري للمساعدات. وأعلن رئيس الوزراء المضي في تنظيم الجهود ونقل المساعدات التي يحتشد فيها الجهد الشعبي والرسمي، استجابة لدعوة المرجعية العليا وتوجيهاتها، في بذل كل ما من شأنه أن يخفف من معاناة الأشقاء في لبنان، من خلال جسر جوّي وبرّي، وتسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية. وقال رئيس الوزراء في بيان- تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه “في ظل تطوّرات الأوضاع التي يشهدها لبنان الشقيق، يقف العراق، حكومة وشعباً، وقفة الحق والعدالة والمبادئ، مستنداً إلى كل ما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله)، الذي تضمّن دعوة سماحته إلى بذل كل الجهود لوقف العدوان ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجراميةالتي أدت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين”. وأضاف، أن “هذا الموقف ليس بالجديد على المرجعية العليا في النجف الأشرف، التي طالما أعلنت وعلى مدى سنوات، عن تشخيصها الحكيم لأصل وجود الكيان واحتلاله لفلسطين ومحاولاته زرع الفتنة وتوسعة الصراع في المنطقة”. وأكد، أن “المواقف المعلنة لحكومتنا كانت واضحة وصريحة منذ البداية برفض العدوان الغاشم على غزّة، وعلى كل فلسطين الصامدة، فضلاً عن اعتداءات الكيان الغاصب على سيادة بعض الدول في المنطقة”. وتابع السوداني، “مثلما دعونا باستمرار الدول الكبرى والمنظمات الأممية والدولية، وجميع الدول العربية والإسلامية، للعمل على إيقاف آلة الحرب المجرمة، وبناءً على هذه التطوّرات، يدعو ويعمل العراق لعقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربية (المتواجدين حاليا في نيويورك)، والعمل لعقد قمة إسلامية، لبحث تداعيات العدوان الصهيوني على شعبنا الآمن في لبنان والعمل المشترك لوقف سلوكه الإجرامي، وتحشيد الرأي العالمي، الذي لم يكن عبر تاريخ القضية الفلسطينية، بأكثر اطلاعاً بالظلم الواقع على الفلسطينيين، وما يطال اليوم لبنان الآمن المستقر”. وأكد، “نعلن باسم العراق، حكومة وشعباً، مُضيّنا في تنظيم الجهود ونقل المساعدات التي يحتشد فيها الجهد الشعبي والرسمي، استجابةً لدعوة المرجعية العليا وتوجيهاتها، في بذل كل ما من شأنه أن يخفف من معاناة الأشقاء في لبنان، من خلال جسر جوّي وبرّي، وتسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطّات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية، فضلاً عن أبوابنا المفتوحة لاستقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات العراقية، وبذل كل ما يعزز صمود لبنان أمام ما يتعرّض له من اعتداءات وجرائم”. 
للمقال صلة..
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً