الرئيسية / مقالات / نصرة الشعب العراقي للبنان (ما لكم لا تناصرون)

نصرة الشعب العراقي للبنان (ما لكم لا تناصرون)

فيينا / الخميس 26. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميسر: قال الله عز وجل تناصرون وتنصرنه “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ تَنَاصَرُونَ: تَنَاصَرُ فعل، ونَ ضمير، ما لكم لا تناصرون: لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم، ويقال لهم توبيخًا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضًا؟ قوله سبحانه “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ” ﴿آل عمران 81﴾ وَلَتَنصُرُنَّهُ: وَ حرف عطف، لَ لام التوكيد، تَنصُرُ فعل، نَّ لام التوكيد، هُۥ ضمير، واذكر أيها الرسول إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة، ثم جاءكم رسول من عندي، مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه، فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك، قال: فليشهدْ بعضكم على بعض، واشهدوا على أممكم بذلك، وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم، وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: فعند ما يساق المجرمون إلى صراط الجحيم، تكون أيديهم مقطوعة عن كلّ شي‌ء و قاصرة عن تحصيل العون، و يقال لهم: أنتم الذين كان أحدكم يلجأ إلى الآخر في المشكلات و يطلب العون منه، لم لا ينصر بعضكم بعضا الآن‌”مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾. نعم، فكلّ الدعائم التي تصوّرتم انّها دعامات مطمئنة في الدنيا أزيلت عنكم، و لا يمكن أن يساعد بعضكم البعض، كما أنّ آلهتكم ليسوا بقادرين على تقديم العون لكم، لأنّهم عاجزون و منشغلون بأنفسهم. يقال أنّ أبا جهل نادى يوم معركة بدر”نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ” (القمر 44)، و القرآن المجيد أعاد تكرار قوله في الآية (44) من سورة القمر”أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ” فيوم القيامة يسأل أبو جهل و أمثاله: لماذا لا يسعى بعضكم لمساعدة البعض الآخر؟ و لكن لا يمتلكون أي جواب لهذا السؤال، سوى سكوتهم الدالّ على ذلّتهم. قوله تعالى “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ” (محمد 7): تستمر هذه الآيات في ترغيب المؤمنين في جهاد أعداء الحق، و هي ترغّبهم في الجهاد بتعبير رائع بليغ، فتقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ‌” (محمد 7). إنّ التأكيد على مسألة الإيمان إشارة إلى أنّ إحدى علامات الإيمان الحقيقي هو جهاد أعداء الحق. و عبارة تَنْصُرُوا اللَّهَ‌ تعني بوضوح نصرة دينه، و نصرة نبيّه، و شريعته و تعليماته، و لذلك وردت نصرة اللّه إلى جانب نصرة رسوله في بعض آيات القرآن الكريم، كما نقرأ في الآية (8) من سورة الحشر: “وَ يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‌”. و مع أنّ قدرة اللّه سبحانه غير محدودة، و لا قيمة لقدرة المخلوقات حيال قدرته، غير أنّه يعبّر بنصرة اللّه ليوضح أهمية الجهاد و الدفاع عن دين اللّه، و لا يوجد تعبير أعظم من هذا لتبيان أهمية هذا الموضوع. و لنر ما هو هذا الوعد الذي وعد اللّه به المجاهدين إذا ما دافعوا عن دينه؟ يقول أوّلا”يَنْصُرْكُمْ‌” (محمد 7) أمّا كيف يتمّ ذلك؟ فإنّ الطرق كثيرة، فهو سبحانه يلقي في قلوبكم نور الإيمان، و في نفوسكم و أرواحكم التقوى، و في إرادتكم القوّة و التصميم أكثر، و في أفكاركم الهدوء و الاطمئنان. و من جانب آخر يرسل الملائكة لمدكم و نصرتكم، و يغيّر مسار الحوادث لصالحكم، و يجعل أفئدة الناس تهوي إليكم، و يجعل كلماتكم نافذة في القلوب، و يصيّر نشاطاتكم و جهودكم مثمرة. نعم، إنّ نصرة اللّه تحيط بالجسم و الروح، من الداخل و الخارج. إلّا أنّه سبحانه يؤكّد على مسألة تثبيت الأقدام من بين كلّ أشكال النصرة، و ذلك لأنّ الثبات أمام العدو أهم رمز للانتصار، و إنّما يكسب الحرب الذين يصمدون و يستقيمون أكثر، و لذلك نقرأ في قصة محاربة طالوت القائد العظيم لبني إسرائيل لجالوت المتسلّط الجائر القوي أنّ المؤمنين القليلين الذين كانوا معه عند ما واجهوا جيش العدو الجرار، قالوا: “رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ”‌ (البقرة 250).
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ الخطاب للمجرمين، والمعنى يقال لهم غدا : لما ذا لا يدفع بعضكم العذاب عن بعض في هذا اليوم، وقد كنتم في الحياة الدنيا متكافلين متضامنين ضد الحق وأهله. والغرض من هذا السؤال التقريع والتوبيخ.
جاء في موقع شفقنا عن بيان المرجع الأعلى لنصرة لبنان سيكون خالدًا في التاريخ، بقلم أبو الفضل فاتح: ن بيان المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في إدانة الهجوم ولزوم الدعم الشامل لشعب لبنان وأبطال المقاومة وإنهاء العدوان، ألقى بصيص أمل في النفوس ويمكن بلا شك أن يؤدي دورًا مصيريًا وخالدًا في مستقبل هذه الحرب المعقدة. وفيما يعاني العالم من جرح غزة الغائر وما يُرتكب فيها من إبادة جماعية يقابلها صمت القوى العالمية ومسايرتهم لمحتلي فلسطين، أمضّت أخبار الهجوم الجائر على لبنان قلوب المسلمين وأحرار العالم. وبينما يستهدف العدو الباطش أرواح اللبنانيين ومساكنهم من كل جانب زاعمًا أنه سينال من عزمهم، فإن بيان المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في إدانة الهجوم ولزوم الدعم الشامل لشعب لبنان وأبطال المقاومة وإنهاء العدوان، ألقى بصيص أمل في النفوس ويمكن بلا شك أن يؤدي دورًا مصيريًا وخالدًا في مستقبل هذه الحرب المعقدة وفي رسم مواقف القيادات الدينية والسياسية والمنظمات المدنية في الشرق الأوسط حتى مواقف أولئك الذين كانوا مترددين حتى الآن. بيان المرجع الأعلى وأهمية الأوضاع الراهنة: لقد ألقى فلاسفة الإبادة الجماعية في العقود الثمانية الأخيرة، قناع الحياء عن وجوههم وأظهروا عمق كراهيتهم وما يضمرون من أهداف استيلائية كشفها حجم القصف الذي تعرض له جنوب لبنان في يوم واحد. إن ما يمرّ به لبنان الآن من ظروف ليس أكثر صعوبة من الغزو  الذي كاد يبلغ بغداد عام 2014. ولا زلنا نتذكر جميعًا كيف قلبت الفتوى التاريخية لآية الله السيستاني بتضحيات المؤمنين والقيادات العسكرية، الموازين لمصلحة شعوب المنطقة.
عن جريدة القدس العربي استنفار في العراق لإغاثة لبنان وخطوط جوية وبرية لنقل المساعدات للكاتب مشرق ريسان بتأريخ 24 – سبتمبر – 2024: قمة عربية طارئة: في الموازاة، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان، إن (وفد جمهورية العراق، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، دعا إلى عقد قمة عربية وإسلامية تهدف إلى وقف عدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان). وأضافت: (قدم العراق هذا المقترح خلال اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري المنعقد في نيويورك (أول أمس) على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة). وأكد هذه الأنباء، وزير الخارجية فؤاد حسين في (تدوينة) ذكر فيها، أنه (خلال اجتماع مجلس جامعة الدول ‎العربية على المستوى الوزاري، قدمت اقتراحاً لعقد قمة ‎عربية و‎إسلامية طارئة تهدف إلى توحيد الجهود من أجل وقف العدوان على لبنان). وشدد على أهمية (التحرك العاجل والعمل الجماعي لحماية الشعب ‎اللبناني الشقيق والدفاع عن حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية، كما حثّ على أن التضامن ‎العربي والإسلامي يمثل ركيزة أساسية في مواجهة التحديات في المنطقة). وحذّر العراق الدول الأعضاء في منظمة عدم الانحياز، من خطورة توسع رقعة الصراع، معتبراً ذلك بأنه يمثل تهديدًا خطيراً للأمن والسلم الدوليين. وانضمّ رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، إلى التوجّه الحكومي الداعي إلى موقف دولي إزاء الاعتداء  على لبنان. رشيد قال في بيان رئاسي: (نُدين ونستنكر بشدة العدوان الذي تعرّض له الشعب اللبناني الشقيق والذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المواطنين، وهو تطور ينذر بتبعات خطيرة على المنطقة ككل، ونؤكد وقوف العراق الى جانب أشقائه في فلسطين ولبنان). وجدد رئيس الجمهورية (الموقف الثابت والراسخ في رفض الأعمال العدوانية ووجوب وقفها بأسرع وقت) كما جدّد مطالبته المجتمع الدولي بـ(تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف الحرب على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية). الرئيس العراقي حثّ أيضاً على ضرورة (اتخاذ موقف دولي لوقف الأعمال العدوانية إذ ستؤدي الى انزلاق المنطقة نحو سيناريوهات خطيرة لا تخدم أحداً، ومنع التصعيد وتمدد الحرب الى لبنان أو أي منطقة أخرى) مؤكداً ضرورة (الإغاثة العاجلة للمتضررين من الأعمال العدوانية). في الأثناء، حذّر رئيس البرلمان العراقي (بالإنابة) محسن المندلاوي، من محاولات سلطات الاحتلال توسيع رقعة الحرب والانتهاكات على دول أخرى في المنطقة، داعياً في الوقت عينه إلى التفاعل مع مبادرة السيستاني وإغاثة اللبنانيين.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً