فيينا / الجمعة 08 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
أعلن ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، يوم الاثنين 4/11/2024، عن إبرام اتفاق مع المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني على عمل مشترك بين الجانبين لتعزيز مكانة العراق في محيطه الإقليمي والدولي.
جاء في معاني القرآن الكريم: عزز العزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب. من قولهم: أرض عزاز. أي: صلبة. قال تعالى: “أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا” (النساء 139). وتعزز اللحم: اشتد وعز، كأنه حصل في عزاز يصعب الوصول إليه، كقولهم: تظلف أي: حصل في ظلف من الأرض (الظلف والظلف من الأرض: الغليظ الذي لا يؤدي أثرا. انظر: اللسان (ظلف) )، والعزيز: الذي يقهر ولا يقهر. قال تعالى: “إنه هو العزيز الحكيم” (العنكبوت 26)، “يا أيها العزيز مسنا” (يوسف 88)، قال: “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” (المنافقون 8)، “سبحان ربك رب العزة” (الصافات 180)، فقد يمدح بالعزة تارة كما ترى، ويذم بها تارة كعزة الكفار. قال: “بل الذين كفروا في عزة وشقاق” (ص 2). ووجه ذلك أن العزة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية التي هي العزة الحقيقة، والعزة التي هي للكافرين هي التعزز، وهو في الحقيقة ذل كما قال عليه الصلاة والسلام: (كل عز ليس بالله فهو ذل) (جاء بمعناه عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اعتز بالعبد أذله الله.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن مكانتكم “قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ” ﴿الأنعام 135﴾ “قل” يا محمد لهم “يا قوم اعملوا على مكانتكم” أي : على قدر منزلتكم، وتمكنكم من الدنيا، ومعناه : اثبتوا على ما أنتم عليه من الكفر، وهذا تهديد ووعيد بصيغة الأمر. وقيل : على مكانتكم على طريقتكم. وقيل : على حالتكم، عن الجبائي، أي : أقيموا على حالتكم التي أنتم عليها فإني مجازيكم. “إني عامل” إخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي : عامل بما أمرني الله تعالى به. وقيل : إخبار عن الله تعالى أي : عامل ما وعدتكم به من البعث والجزاء، عن أبي مسلم، والأول الصحيح “فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار” أي : فستعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة في دار السلام، عند الله تعالى. وقيل : المراد عاقبة الدار الدنيا في النصر عليكم “إنه لا يفلح الظالمون” أي : لا يظفر الظالمون بمطلوبهم، وإنما لم يقل الكافرون، وإن كان الكلام في ذكرهم، لأنه سبحانه قال في موضع آخر : “والكافرون هم الظالمون” وقال : “إن الشرك لظلم عظيم”.. قوله جل جلاله “وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ” ﴿هود 93﴾ “وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ” أي: اعملوا على حالتكم هذه والمكانة الحال التي يتمكن بها صاحبها من عمل وهذا تهديد في صورة الأمر وتقديره كأنكم إنما أمرتم بأن تكونوا على هذه الحال من الكفر والطغيان وفي هذا نهاية الخزي والهوان وقيل معناه اعملوا على ما يمكنكم أي اعملوا أنتم على ما تقولون وأعمل أنا على ما أقول وقيل: معناه اعملوا على ما أنتم عليه من دينكم ونحوه و قوله لكم دينكم ولي دين وفي هذا دلالة على أنه آيس من قومه “إني عامل” على ما أمرني ربي وقيل: إني عامل على ما أنا عليه من الإنذار “سوف تعلمون” أينا المخطىء الجاني على نفسه وقيل: معناه سوف يتبين لكم وتعلمون في عاقبة الأمر ” من يأتيه عذاب يخزيه ” أي: يهينه ويفضحه ويظهر الكاذب من الصادق وتقديره ” ومن هو كاذب” يخزي بعذاب الله فحذف “وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ” أي: انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب إني معكم منتظر حلول العذاب بكم وقيل:معناه انتظروا العذاب واللعنة وأنا أنتظر الرحمة والثواب والنصرة عن ابن عباس وقيل معناه انتظروا مواعيد الشيطان وأنا أنتظر مواعيد الرحمن. وروي عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أ ما سمعت قول العبد الصالح: ” وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ”. قوله عز من قائل “وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ” ﴿هود 121﴾ ” وقل ” يا محمد ” للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ” هذا مثل قوله اعملوا ما شئتم ” إنا عاملون” على ما أمرنا الله تعالى به. قوله سبحانه “قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ” ﴿الزمر 39﴾ “قل” لهم يا محمد “يا قوم اعملوا على مكانتكم” أي على قدر جهدكم وطاقتكم في إهلاكي وتضعيف أمري “إني عامل” قدر جهدي وطاقتي.
عن موقع براثا سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بتأريخ 4/11/2024: استقبل سماحة السيد السيستاني دام ظله قبل ظهر اليوم سعادة الدكتور محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) والوفد المرافق معه. وقدّم ممثل الأمين العام لسماحته شرحاً موجزاً حول مهام البعثة الدولية والدور الذي تروم القيام به في الفترة القادمة. وفي المقابل رحّب سماحته بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامها. وأشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد، وقال إنه ينبغي للعراقيين – ولا سيما النخب الواعية – أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها و يبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار، مؤكداً على أن ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات. ولكن يبدو أن أمام العراقيين مساراً طويلاً الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه. وفيما يخص الأوضاع الملتهبة في منطقتنا عبّر سماحته عن عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزّة وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن فرض حلول ناجعة لإيقافها او في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة. مكتب السيد السيستاني دام ظله – النجف الأشرف 1 / جمادى الأولى / 1446هـ الموافق 4/11/2024
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك