فيينا / الأحد 24 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ان عاد قوم هود لحقت عليهم لعنة الدنيا قبل الآخرة لانهم لم يتبعوا أمر نبيهم هود عليه السلام. وهذه القصة القرآنية عبرة لا تتوقف في مكان وزمان معين، فالمغرورين من المقاومة العراقية التي لم تتبع أوامر المرجعية الدينية وحتى أوامر الدولة العراقية المنتخبة من الشعب ضمن نظام الشورى، وفي حالة اصابة الأبرياء والبنى التحتية العراقية بالاذى بسبب عناد هذه الشلة المغرورة، فان لعنة الله ستنزل عليهم وعلى الساكت على أفعالهم كما حصل لعاد نتيجة عنادهم. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ” (هود 60) “وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً” أي: وأتبع عادا بعد إهلاكهم في الدنيا بالإبعاد عن الرحمة فإن الله تعالى أبعدهم من رحمته وتبعد المؤمنين بالدعاء عليهم باللعن “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ” أي: وفي يوم القيامة يبعدون من رحمة الله كما بعدوا في الدنيا منها ويلعنون بأن يدخلوا النار فإن اللعنة الدعاء بالإبعاد من قولك لعنه إذا قال عليه لعنة الله وأصله الإبعاد من الخير “ألا” ابتداء وتنبيه “إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ” أراد بربهم فحذف الباء كما قالوا أمرتك الخير أي: بالخير “أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ” أي: أبعدهم الله من رحمته فبعدوا بعدا.
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ” (هود 60) أي انهم فعلوا ما يستوجب اللعن دنيا وآخرة، ومعنى اللعن البعد عن كل خير، ولذا قال سبحانه: “أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ” أي جحدوه “أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ”. وكرر كلمة هود مع ألا مبالغة في الذم، وتأكيدا للتهديد.
جاء في معاني القرآن الكريم: لعن اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره. قال تعالى: “ألا لعنة الله على الظالمين” (هود 18)، “والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين” (النور 7)، “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل” (المائدة 78)، “ويلعنهم اللاعنون” (البقرة 159). واللعنة: الذي يلتعن كثيرا، واللعنة الذي يلعن كثيرا (راجع مادة (برم) )، والتعن فلان: لعن نفسه. والتلاعن والملاعنة: أن يلعن كل واحد منهما نفسه أو صاحبه.
من مهام الرسول تبليغ رسالة رب العالمين “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي” (الاعراف 68)، و”فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ” (هود 57). ومن مهامه أيضا النصيحة “وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الاعراف 68). كرر الله جل جلاله العذاب في عدد من الآيات في قصة الأنبياء للذين لا يأخذون بالنصيحة “كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 18)، و”فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 21)، و”لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى” (فصلت 16)، و”وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَة ” (هود 60).
جاء في موقع الحرة العراق يكشف عن تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه في أي هجوم بتأريخ 9 نوفمبر 2024: كشف وزيرُ الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصولَ العراقِ على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم، في حال أي رد من طهران. و بشأن إمكانية حصول هجوم إيراني من الأراضي العراقية، قال حسين في لقاء متلفز، أن إيران ترفض الرد انطلاقا من العراق. وأضاف وزير الخارجية أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اتصل بالجانب الإيراني، وأكدوا له أنهم لن يستعملوا الأراضي العراقية منطلقا للهجوم. المحلل السياسي العراقي، إحسان الشمري، استبعد في حديث لقناة “الحرة” أن تلتزم إيران بتعهداتها باحترام سيادة العراق وعدم استخدام أرضيه للهجوم، مشيرا إلى أن طهران كانت واضحة أكثر من مرة عندما قالت “إن الفصائل المسلحة في العراق تعمل بشكل منفصل”. وأوضح الشمري أن الجانب الأميركي يعرف أنه لا نوجد أي ضمانات يمكن أن يقدمها العراق لمنع الفصائل من تنفيذ الأجندات الإيرانية، وأن هذا يعني سيحصل هذه المرة ضرب المواقع والمنشآت العراقية التي ستنطلق منها الهجمات. وأوضح الشمري أن إيران ستستمر في نهجها ليس في استخدام الأراضي العراقية فقط بل حتى استخدام “كل جغرافيات المنطقة لتحسين شروط التفاوض أو أن تكون جزءا من توازن الرد” بحسب تعبيره. وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بحث مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الجهود الدبلوماسية الجارية لإنهاء الحرب في غزة. ودعا بلينكن، بحسب بيان للخارجية الأميركية، الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية موظفي الولايات المتحدة وملاحقة المسؤولين عن الهجمات التي تنطلق من العراق على موظفي الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات