فيينا / الأثنين 25 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
لاشك أن المقاومين العراقيين يأخذون بالنصيحة الأمينة للمرجعية الدينية العليا التي تطلب منهم اتباع الأوامر الصادرة من القيادة العليا للدولة العراقية التي يهمها مصلحة العراق وتنميته. وهذا ديدن الرسل والأئمة عليهم السلام النصيحة الأمينة وكيف لا فان المرجعية هي الحفيدة المعنوية التي تتبع رسالات الرسل ومن بعدهم نصائح الأئمة سلام الله عليهم أجمعين. ومن يرفض هذه النصائح الأمينة فأن الله تعالى لهؤلاء بالمرصاد و تلاحقهم لعنات التأريخ كما حصل للطغاة أمثال صدام الذي كان يرفض بل يعدم كل ناصح أمين. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الأعراف 68) إنّ هودا أضاف: إنّ مهمته هي إبلاغ رسالات الله إليهم، وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم، وانقادهم من ورطة الشرك والفساد، كل ذلك مع كامل الإخلاص والنصح والأمانة والصدق. وجاء في تفسير الميسر: قوله تعالى “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الأعراف 68) ناصح اسم، أمين صفة. أُبلِّغكم ما أرسلني به ربي إليكم، وأنا لكم فيما دعوتكم إليه من توحيد الله والعمل بشريعته ناصح، أمين على وحي الله تعالى.
جاء في معاني القرآن الكريم: نصح النصح: تحري: فعل أو قول فيه صلاح صاحبه. قال تعالى: “لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين” (الأعراف 79)، وقال: “وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين” (الأعراف 21)، “ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم” (هود 34) وهو من قولهم: نصحت له الود. أي: أخلصته، وناصح العسل: خاصله، أو من قولهم: نصحت الجلد: خطته، والناصح: الخياط، والنصاح: الخيط، وقوله: “توبوا إلى الله توبة نصوحا” (التحريم 8) فمن أحد هذين، إما الإخلاص، وإما الإحكام، ويقال: نصوح ونصاح نحو ذهوب وذهاب. أمن أصل الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى: “وتخونوا أماناتكم” (الأنفال 27)، أي: ما ائتمنتم عليه، وقوله: “إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض” (الأحزاب 27) قيل: هي كلمة التوحيد، وقيل: العدالة (راجع الأقوال في هذه الآية في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي 6/669)، وقيل: حروف التهجي، وقيل: العقل، وهو صحيح فإن العقل هو الذي بحصوله يتحصل معرفة التوحيد، وتجري العدالة وتعلم حروف التهجي، بل بحصوله تعلم كل ما في طوق البشر تعلمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله، وبه فضل على كثير ممن خلقه.
من مهام الرسول تبليغ رسالة رب العالمين”أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي” (الاعراف 68)، و”فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ” (هود 57). ومن مهامه أيضا النصيحة “وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الاعراف 68). كرر الله جل جلاله العذاب في عدد من الآيات في قصة الأنبياء للذين لا يأخذون بالنصيحة “كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 18)، و”فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 21)، و”لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى” (فصلت 16)، و”وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَة ” (هود 60).
جاء في موقع المسلة عن العراق أمام تحدي تفنيد تبريرات العدوان وتحييد الصراعات بتأريخ 6 نوفمبر: برزت تصريحات رسمية من الحكومة العراقية تأكيدًا على موقفها الثابت في الحفاظ على سيادتها الوطنية وعدم السماح باستخدام أراضيها كمنطلق لأي أعمال عسكرية، سواء كانت هجمات أو ردودًا على الاعتداءات. وفي بيان صادر عن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، دُحضت الأخبار التي تداولها الإعلام بشأن نية إيران الرد على الضربات الإسرائيلية عبر الأراضي العراقية. وجاء في البيان: “ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقًا لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررًا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه.” وقال رئيس الوزراء محمد السوداني ان العراق يحذر من ذرائع كاذبة يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعلت العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية مع هذا الموضوع، حيث كتب الناشط السياسي العراقي، سامي الزبيدي، في تدوينة له على تويتر: “العراق ليس ملعبًا لتصفية الحسابات الإقليمية. أي استغلال لأراضينا سيتحمل الجميع عواقبه.” وقالت تغريدة أخرى من الصحفي أحمد الخزاعي: “العراق بحاجة إلى دعم دولي حقيقي لضمان عدم استخدام أراضيه في أي تصعيد عسكري، خاصة في ظل الظروف الحالية.” وافادت تحليلات سياسية أن العراق قد يكون في موقف حساس، خاصة مع تزايد الدعوات للتدخل العسكري في المنطقة، واعتبرت آراء مختصين أن العراق يتطلع إلى الحفاظ على دوره كوسيط في المنطقة، ما يجعل من هذا التصريح جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لحماية مصالحه الوطنية. والعراق يحاول استغلال هذه التوترات لتقوية موقفه الدولي كداعم للسلام، ولتجنب أن يصبح ساحة معركة بالنيابة. وفي ظل هذه التصريحات والقلق الدولي، يقول مواطنون عراقيون في بغداد إنهم يشعرون بقلق متزايد من تصاعد التوترات، حيث ذكر علي الشمري، وهو موظف حكومي، في مداخلة عبر فيسبوك: “إذا استمرت الأمور على هذا النحو، قد نواجه كارثة أخرى، ليس لنا يد فيها، ولكننا نتحمل نتائجها.” بينما علق آخرون على المواقع الإخبارية بأن العراق يجب أن يتحرك بسرعة للحصول على ضمانات دولية ضد أي محاولات للاعتداء على أراضيه. والحكومة بدأت في اتخاذ خطوات لتنسيق مواقفها مع الدول الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لضمان التزام جميع الأطراف باحترام السيادة العراقية وعدم تحويل أراضيه إلى ساحة للصراع. وقالت مصادر: “تسعى بغداد إلى إرسال رسالة واضحة لجميع الأطراف المعنية بأن أي تصعيد عسكري في المنطقة يجب أن يُستثنى منه العراق.” وفق معلومات خاصة، تشير تحليلات إلى أن العراق قد يواجه تحديًا كبيرًا في محاولة الحفاظ على هذا الموقف الثابت، خصوصًا مع تزايد الضغوط من بعض الأطراف الإقليمية والدولية. ومن المحتمل أن تتبع الحكومة العراقية سياسة حذرة في المرحلة القادمة، تحاول فيها تعزيز موقفها الدبلوماسي، مع الحفاظ على علاقاتها مع إيران والدول الغربية في آن واحد.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات