أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 29) (وعزروه ونصروه)

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 29) (وعزروه ونصروه)

فيينا / الأربعاء 27 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
نصرة الأهل في لبنان واجب مقدس على كل مؤمن ومؤمنة في العراق مع تعظيمهم والتخفيف عن محنتهم أو ما يسمى التعزير كما جاء في محكم الكتاب المقدس. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ” فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ” أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف 157) قال الراغب في المفردات: الإصر عقد الشيء وحبسه بقهره يقال: أصرته فهو مأصور، والمأصر والمأصر – بفتح الصاد وكسرها – محبس السفينة، قال تعالى: ويضع عنهم إصرهم أي الأمور التي تثبطهم وتقيدهم عن الخيرات، وعن الوصول إلى الثوابات، وعلى ذلك: ولا تحمل علينا إصرا، وقيل ثقلا وتحقيقه ما ذكرت. والأغلال جمع غل وهو ما يقيد به. وقوله: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي” الآية بحسب ظاهر السياق بيان لقوله: “والذين هم بآياتنا يؤمنون” ويؤيده ما هو ظاهر الآية أن كونه صلى الله عليه وآله وسلم رسولا نبيا أميا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم كل ذلك من أمارات النبوة الخاتمية وآياتها المذكورة لهم في التوراة والإنجيل فمن الإيمان بآيات الله الذي شرطه الله تعالى لهم في كلامه: أن يؤمنوا بالآيات المذكورة لهم أمارات لنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم. غير أن من المسلم الذي لا مرية فيه أن الرحمة التي وعد الله كتابته لليهود بشرط التقوى والإيمان بآيات الله ليست بحيث تختص بالذين آمنوا منهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحرم عنها صالحو بني إسرائيل من لدن أجاب الله دعوة موسى عليه السلام إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فآمن به شرذمة قليلة من اليهود، فإن ذلك مما لا ينبغي توهمه أصلا. فبين موسى وعيسى عليهما السلام، وكذا بعد عيسى عليه السلام ممن آمن به من بني إسرائيل جم غفير من المؤمنين الذين آمنوا بالدعوة الإلهية فقبل الله منهم إيمانهم ووعدهم بالخير، والكلام الإلهي بذلك ناطق فكيف يمكن أن تقصر الرحمة الإلهية المبسوطة على بني إسرائيل في جماعة قليلة منهم آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟. فقوله: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي” الآية وإن كان بيانا لقوله: “والذين هم بآياتنا يؤمنون” إلا أنه ليس بيانا مساويا في السعة والضيق لمبينه بل بيان مستخرج من مبينه انتزع منه، وخص بالذكر ليستفاد منه فيما هو الغرض من سوق الكلام، وهو بيان حقيقة الدعوة المحمدية، ولزوم إجابتهم لها وتلبيتهم لداعيها. ولذلك في القرآن الكريم نظائر من حيث التضييق والتوسعة في البيان كما قال تعالى حاكيا عن إبليس:”فبعزتك لأغوينهم أجمعين” الآية ثم قال في موضع آخر حاكيا عنه: “لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا لأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله” (النساء 119) فإن القول الثاني المحكي عن إبليس مستخرج من عموم قوله المحكي أولا: “لأغوينهم أجمعين”. وقال تعالى في أول هذه السورة: “ولقد خلقناكم ثم صورناكم إلى أن قال يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم” الآية وقد تقدم أن ذلك من قبيل استخراج الخطاب من الخطاب لغرض التعميم إلى غير ذلك من النظائر. فيؤول معنى بيانية قوله: “الذين يتبعون الرسول” إلى استخراج بيان من بيان للتطبيق على مورد الحاجة كأنه قيل: فإذا كان المكتوب من رحمة الله لبني إسرائيل قد كتب للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون فمصداقه اليوم يوم بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم الذين يتبعونه من بني إسرائيل لأنهم الذين اتقوا وآتوا الزكاة وهم الذين آمنوا بآياتنا فإنهم آمنوا بموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم آياتنا، وآمنوا بمعجزات هؤلاء الرسل وما نزل عليهم من الشرائع والأحكام وهي آياتنا، وآمنوا بما ذكرنا لهم في التوراة والإنجيل من أمارات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلامات ظهوره ودعوته، وهي آياتنا. قوله تعالى: “فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور” إلى آخر الآية التعزير النصرة مع التعظيم، والمراد بالنور النازل معه القرآن الكريم ذكر بنعت النورية ليدل به على أنه ينير طريق الحياة، ويضيء الصراط الذي يسلكه الإنسان إلى موقف السعادة والكمال.
جاءت كلمة عزر في الايات الكريمة “وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ” (المائدة 12) عزرتموهم اي نصرتموهم، و”فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الاعراف 157) عزروه اي وقروه وعظموه، و”لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ” (الفتح 9) تعزروه اي تنصروه.
عن ابن نباته قال: سئل سلمان الفارسي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه، وكبيركم فاتبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنة فعزروه، وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي، ما قلت لكم في علي إلا ما أمرني به ربي.
جاء في صحيفة مدن عن آلاف النازحين اللبنانيين في العراق: ترحيب وتسهيلات استثنائية للكاتبة جنى الدهيبي  بتأريخ 2024/10/13: العتبات المقدسة وجوارها: وتفيد المعطيات إلى أن الكثير من النازحين اللبنانيين في العراق، استقروا في النجف وكربلاء. وهناك، تم إيوائهم في الفنادق والمباني السكنية، التي حددتها السلطات المحلية، وكذلك العتبات الدينية في المدينتين. فيما أقام آخرون عند أصدقاء وأقارب لهم. والعتبة الحسينية في كربلاء مثلًا، وفرت أماكن استضافة للبنانيين النازحين. في النجف، تم تشكيل عدة لجان من أجل استقبال النازحين اللبنانيين، وتم تخصيص سكن لعدد منهم في دار ضيافة مسجد الكوفة، وكذلك في بعض بيوت النجف. وإلى مدينة الدجيل بمحافظة صلاح الدين، والتي تبعد عن شمالي بغداد حوالي 60 كيلو مترًا، وصلت حوالي 75 عائلة لبنان، بعد انتقالها إلى سوريا. وفي تصريح لوكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية كريم النوري، قال إن الوزارة لن تقيم مخيمات للوافدين اللبنانيين إلى العراق. وأشار إلى أن عملية تسجيلهم تمت على مرحلتين، الأولى عند دخولهم من المنافذ، ثم من قبل فروع الوزارة بغية تقديم الدعم لهم. كما يتم تسجيلهم عند وصولهم ضمن قائمة معلومات عند المنافذ، سواء منفذ القائم أو ربيعة أو مطار بغداد أو النجف. وتاليًا عند انتقالهم إلى المحافظات أو الفروع لتوثيق المعلومات عنهم. وعمدت هذه الوزارة على توسيع عملها من أجل إغاثة النازحين اللبنانيين. وذاك عبر تقديم السلة الغذائية والدوائية، وفتح بعض المؤسسات أمامهم، مثل الملاعب وبعض الأماكن القادرة على استيعاب العوائل. وقال وزير النوري في إحدى تصريحاته: “يتم تسمية اللبنانيين بالوافدين، أما كلمة نازحين فتترك للتوصيف القانوني. ونأمل أن نجد قريبًا توصيفًا مناسبًا لهم لترتيب الأثر القانوني ومساعدتهم من قبل المنظمات الدولية والعراقية”. وفي تصريح لقائممقام مدينة كربلاء حسين المنكوشي، قال إن عدد اللبنانيين الوافدين إلى مدينة كربلاء بلغ لغاية مساء الخميس، أكثر من ستة آلاف شخص. سجال عراقي؟ اللافت في هذا الأثناء، هو ما برز من سجال في العراقي بين السلطة وأصوات في الشارع، تخشى من تداعيات النزوح اللبناني. قبل أيام، طلب رئيس مجلس محافظة النجف بالوكالة، غيث الكلابي، بتعيين اللاجئين اللبنانيين في العراق في الدولة، لكنه قوبل برفض بعض الجهات، إذ استبعد مجلس الخدمة العامة الاتحادي، المعني بشؤون التوظيف، إمكانية توظيف اللبنانيين. يأتي ذلك، وسط تظاهر آلاف الخريجين العراقيين، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم، من دون أي استجابة حكومية لهم. وبعد شائعات أثارها بعض الناشطين العراقيين حول الخشية من مخطط لتوطين اللبنانيين الهاربين من الحرب، نفى المتحدث باسم وزارة الهجرة، علي عباس جهانكير، في تصريحات صحفية، ما أسماه مزاعم بشأن توطين النازحين اللبنانيين في العراق. وسبق أن وجهت وزارة الهجرة، مطلع الأسبوع، نداءً عاجلًا إلى المواطنين اللبنانيين في العراق، ودعتهم إلى التواصل مع الوزارة، بغية تسجيلهم ضمن قاعدة بيانات الوزارة، وتأمين احتياجاتهم الضرورية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً