فيينا / الأحد 01 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
الإسلامُ يأمرُ أتباعَهُ بأنْ يُعدُّوا ما استطاعُوا مِنْ قوّةٍ لأجلِ الدفاعِ عنْ أنفسِهم قبلَ وقوعِ الحربِ وظهورِ الحاجةِ إلى الدفاع، بل أكثرُ مِنْ ذلك، بل يأمُرُهم بأنْ لا يسمحُوا للعدوِّ حتَّى بمجرّدِ التفكيرِ في الهجومِ على بلادِ المسلمين. لذلك فان المرجعية الدينية طلبها بالاستعداد قبل حصول طارئ وقد لا يكفي الوقت لصده أو قد تكون الخسائر كبيرة لدحره بدون الاستعداد المسبق. فوجود الحشد الشعبي جاهز هو صمام الأمان لرهبة عدو الله من صداميين ودواعش وتكفيريين وكل معتدي على الشعب العراقي. جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن قوة “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” ﴿الأنفال 60﴾ قوة اسم، وَعَدُوَّكُمْ: وَ حرف عطف، عَدُوَّ اسم، كُمْ ضمير. قوّة: كل ما يُتقوّى به في الحرب. منْ قُوةٍ: كل أنواع القوة. وأعدُّوا يا معشر المسلمين لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه مِن عدد وعدة، لتُدْخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم، وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن، لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه. وما تبذلوا من مال وغيره في سبيل الله قليلا أو كثيرًا يخلفه الله عليكم في الدنيا، ويدخر لكم ثوابه إلى يوم القيامة، وأنتم لا تُنْقصون من أجر ذلك شيئًا.
جاء في کتاب مصباح الفقاهة للسيد أبوالقاسم الخوئي: قد امر في الاية الشريفة “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم” (الانفال 60) بجمع الاسلحة وغيرها للاستعداد والتهيئة إلى تخويف الكفار وقتالهم، فبيعها منهم ولو في حال الهدنة نقض للغرض فلا يجوز، وأما ما دل على الجواز فانه لضعف سنده لا يقاوم الروايات المانعة، ويضاف إليه انه ظاهر في سلاطين الجور من أهل الخلاف. ثم ان السيد رحمه الله في حاشيته احتمل دخول هذا القسم الذي هو مورد بحثنا تحت الاعانة على الاثم، بناء على عدم اعتبار القصد فيها وكون المدار فيها هو الصدق العرفي لحصول الصدق في المقام، وحينئذ فيتعدى الى كل ما كان كذلك، ويؤيده قوله عليه السلام: يستعينون به علينا. وفيه: ان الاعانة على الاثم وان لم يعتبر في مفهومها القصد الا أنك قد عرفت انها ليست محرمة في نفسها، وعلى القول بحرمتها فبينها وبين ما نحن فيه عموم من وجه كما هو واضح، وأما قوله عليه السلام في رواية هند السراج المتقدمة في الهامش: فمن حمل الى عدونا سلاحا يستعينون به علينا فهو مشرك، فخارج عن حدود الاعانة على الاثم، وإنما يدل على حرمة اعانة الظلمة ولا سيما إذا كانت على المعصومين عليهم السلام الموجبة لزوال حقوقهم. قوله: بل يكفي مظنة ذلك بحسب غلبة ذلك مع قيام الحرب. أقول: قد علمت ان الروايات المانعة تقتضي حرمة بيع السلاح من أعداء الدين ولو مع العلم بعدم صرفه في محاربة المسلمين أو عدم حصول التقوى لهم بالبيع، وعليه فلا وجه لما ذكره المصنف من تقييد حرمة البيع بوجود المظنة بصرف السلاح في الحرب لغلبة ذلك عند قيامها بحيث يصدق حصول التقوى لهم بالبيع. الناحية الثانية: الظاهر شمول التحريم لمطلق آلة الحرب وحديدتها، سواء كانت مما يدافع به في الحرب ام مما يقاتل، وذلك لوجوه: 1 – أن السلاح في اللغة اسم لمطلق ما يكن، فيشمل مثل المجن والدرع والمغفر وسائر ما يكن به في الحرب. 2 – انه تعالى امر في الآية المتقدمة بالتهيئة والاستعداد الى قتال الكفار وارهابهم، فبيع السلاح منهم ولو بمثل المغفر والدرع نقض لغرضه تعالى. 3 – ان تمكين الكفار من مطلق ما يكن به في الحرب تقوية لهم فهو محرمة عقلا وشرعا كما علمت. 4 – أنه يحرم حمل السروج وأداتها إلى اهل الشام وبيعها منهم والإعانة لهم عند قيام الحرب بينهم وبين الشيعة، لروايتي الحضرمي وهند السراج، فبيعها من الكفار أولى بالتحريم، ولكن هذا الوجه يختص بحال الحرب، على أن كلتا الروايتين ضعيفة السند. وهم ودفع: قد يتوهم ان المراد بالسروج المذكورة في رواية الحضرمي هي السيوف السريجية، فلا تكون لها دلالة ولو بالفحوى على حرمة بيع ما يكن من اعداء الدين. ولكن هذا التوهم فاسد، فانه مضافا الى أن الظاهر من كون السائل سراجا ان سؤاله متصل بصنعته، وهي عمل السروج ونقلها، فلا ربط له بالسيوف وبيعها، ان حمل السروج بالواو على السيوف السريجية لا تساعده القواعد اللغوية، لأن السريجي يجمع على سريجيات لا على سروج، وانما السروج جمع سرج. على أنه لا يساعده صدر الرواية لاشتماله على كلمة الاداة، وليست للسيف ادوات بخلاف السرج، وحملها على ادوات السيف من الغمد ونحوه بعيد جدا. قوله: بمقتضى أن التفصيل قاطع للشركة. أقول: قد يقال بجواز بيع ما يكن من الكفار، لصحيحة محمد بن قيس عن بيع السلاح من فئتين تلتقيان من أهل الباطل، فقال عليه السلام: بعهما ما يكنهما. وفيه ما ذكره المصنف من عدم دلالتها على المطلوب، وتوضيح ذلك: ان الامام عليه السلام فصل بين السلاح وبين ما يكن، فلا بد وأن يكون بيع السلاح حراما بعد ما جوز الإمام بيع الثاني، لأن التفصيل قاطع للشركة في الحكم وإلا لكان التفصيل لغوا. وعليه فترفع اليد عن ظهور الصحيحة وتحمل على فريقين محقوني الدماء من أهل الخلاف، إذ لو كان كلاهما أو أحدهما مهدور الدم لم يكن وجه لمنع بيع السلاح منهم، وحينئذ فيجب أن يباع منهما ما يكن ليتحفظ كل منهما عن صاحبه، ويترأس به عنه، بل لو لم يشتروا وجب اعطاؤهم اياه مجانا، فان اضمحلالهم يوجب اضمحلال وجهة الإسلام في الجملة. ولذا سكت على عليه السلام عن مطالبة حقه من الطغاة خوفا من انهدام حوزة الاسلام، ومن هنا أفتى بعض الاعاظم في سالف الايام بوجوب الجهاد مع الكفار حفظا للدولة العثمانية. قوله: ثم إن مقتضى الاقتصار على مورد النص عدم التعدي إلى غير أعداء الدين كقطاع الطريق.
عن كتاب الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني للمؤلف عدي جواد علي الحجار: ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، في تفسير قوله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة ” (الانفال 60). إذ فسروا (القوة) في الآية (بالرمي) وذلك لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: (ألا إن القوة الرمي)، وواضح أن الرمي والتمرن عليه من مصاديق إعداد القوة، وهذا من باب تفسير القرآن بما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هنالك أعمال عديدة للحشد الشعبي لا تحصى ولا تعد. وسيتم التطرق الى نماذج منها في كل حلقة. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر نوفمبر 2024: يواصل فوج مغاوير اللواء 22 في قيادة عمليات الشمال وشرق دجلة بالحشد الشعبي الانتشار شرق صلاح الدين ضمن قاطع المسؤولية وذلك لضمان أمن وسلامة عملية التعداد السكاني. ويشمل الانتشار تنفيذ واجب حظر التجوال وحماية موظفي التعداد السكاني بما يضمن سير العملية بسلاسة وأمان مع تقديم التسهيلات للحالات الإنسانية ودعم المزارعين في المنطقة. ضمن جهود تأمين التعداد السكاني، تواصل قطعات اللواء 74 التابع لقيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي الانتشار في سنجار لغرض المساهمة في تنفيذ عملية فرض حظر التجوال بالتنسيق مع القوات الأمنية الأخرى لحين الانتهاء من عملية التعداد التي تقوم بها مديرية إحصاء نينوى. أقامت مديرية حقوق الانسان في هيئة الحشد الشعبي بالتنسيق والتعاون مع الجامعة العراقية ومؤسسة الشهداء ندوة بعنوان (التثقيف والتوعية ضد جرائم سبايكر) وتناولت الندوة التي أدارها مدير قسم البرامج والأنشطة والتدريب في المديرية السيد محمد عباس البطاط الأبعاد الإنسانية والسياسية والقانونية للمجزرة وبشاعة الجريمة التي تمثل إبادة جماعية قل نظيرها في العصر الحاضر. وتهدف الندوة الى التعريف بجريمة سبايكر بوصفها إبادة جماعية ضد الإنسانية وبيان تأثيرها على وحدة المجتمع والسلم الأهلي. وتطرقت الندوة الى اعمال الفتح والتنقيب عن المقابر الجماعية لرفات شهداء سبايكر في مدينة تكريت والقصور الرئاسية اذ تم رفع 1237 حاله تم تسليم 1200 من المتعارف عليها الى ذويهم. استجابة لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة المهندس محمد شياع السوداني، يواصل أبطال مديرية الهندسة العسكرية للحشد الشعبي استنفارهم في عدة محافظات من اجل انهاء السيول وتصريف مياه الأمطار. حيث نشرت عشرات الآليات والصهاريج التخصصية لسحب مياه الأمطار وتصريفها في شارع فلسطين ومناطق العبيدي والبلديات والطارمية ببغداد فضلا عن الطارمية في صلاح الدين. وتواصل الكوادر الاستجابة الفورية لنداء المواطنين في جميع المحافظات للتخفيف من معاناتهم في إنهاء ازمة المياه المتراكمة بالتزامن مع هطول كميات كبيرة من الأمطار. حسب توجيهات قيادة هيئة الحشد الشعبي والسيد مدير الهندسة العسكرية باشر ابطال مديرية الهندسية العسكرية بسحب مياه الأمطار من محور ثاني في منطقة البلديات وقضاء الطارمية وقضاء الحسينية شمال بغداد. وجهزت مديرية الهندسة العسكرية آلياتها لتبدأ بحملة تصريف مياه الأمطار في محافظة بغداد وتحديدا في المناطق المذكورة بالتنسيق مع القوات الأمنية والدوائر الخدمية لفتح الطرق التي غمرتها مياه الأمطار. بتوجيه من قيادة هيئة الحشد الشعبي وبإشراف محافظة بغداد باشر أبطال الجهد الخدمي باستنفار الآليات الخدمية والتخصصية لتصريف مياه الأمطار المتكدسة في مناطق شرق العاصمة جراء هطول الأمطار. وتعمل تشكيلات الجهد الخدمي على فتح الشوارع المغلقة جراء كثافة الأمطار في مناطق حسينية المعامل الباوية وحي البتول وحي النصر والطريق السياحي، هذا ويتواصل العمل لحين الانتهاء من تصريف المياه المطار وفتح الطرق الرئيسة وعودة الحياة الى طبيعتها في المناطق المذكورة.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات