فيينا / السبت 07 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ان الجيش المؤمن مثل جيش المرجعية الحشد الشعبي عندما يرى أدوات القوة التي يمتلكها أمامه لا يغفل أنها جاءت بمشيئة الله تعالى وقوته ولا يغتر و لا يتكبر كما فعل مالك جنة الدنيا المغتر بجنته. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن قوة “وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا” ﴿الكهف 39﴾ من تتمة قول المؤمن لصاحبه الكافر، وهو تحضيض وتوبيخ لصاحبه إذ قال لما دخل جنته:”ما أظن أن تبيد هذه أبدا” وكان عليه أن يبدله من قوله: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ” فينسب الأمر كله إلى مشية الله ويقصر القوة فيه تعالى مبنيا على ما بينه له أن كل نعمة بمشية الله ولا قوة إلا به. وقوله: “ما شاء الله” إما على تقدير: الأمر ما شاءه الله، أوعلى تقدير: ما شاءه الله كائن، وما على التقديرين موصولة ويمكن أن تكون شرطية والتقدير ما شاءه الله كان، والأوفق بسياق الكلام هو أول التقادير لأن الغرض بيان رجوع الأمور إلى مشية الله تعالى قبال من يدعي الاستقلال والاستغناء. وقوله: “لا قوة إلا بالله” يفيد قيام القوة بالله وحصر كل قوة فيه بمعنى أن ما ظهر في مخلوقاته تعالى من القوة القائمة بها فهو بعينه قائم به من غير أن ينقطع ما أعطاه منه فيستقل به الخلق قال تعالى:إن القوة لله جميعا” (البقرة 165). وقد تم بذلك الجواب عما قاله الكافر لصاحبه وما قاله عند ما دخل جنته. قوله تعالى:”إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى” إلى آخر الآيتين قال في المجمع،: أصل الحسبان السهام التي ترمى لتجري في طلق واحد وكان ذلك من رمي الأساورة، وأصل الباب الحساب، وإنما يقال لما يرمى به: حسبان لأنه يكثر كثرة الحساب.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن قوة “وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا” ﴿الكهف 39﴾ “ولولا” هلا “إذ دخلت جنتك قلت” عند إعجابك بها هذا “ما شاء الله لا قوة إلا بالله” وفي الحديث “من أعطي خيرا من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروها” “إن ترن أنا” ضمير فصل بين المفعولين “أقل منك مالاً وولدا”.
قال النبي صلى الله عليه و آله: (ألا أعلمكم خمس كلمات خفيفات على اللسان، ثقيلات في الميزان، يرضين الرحمن، ويطردن الشيطان، وهن كنوز الجنة ومن تحت العرش، وهن الباقيات الصالحات) قالوا: بلى، يارسول الله. فقال صلى الله عليه و آله: (قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) وقال صلى الله عليه و آله: (خمس بخ بخ لهن ما أثقلهن في الميزان) المصدر / عدة الداعي ص234.
جاء في موقع مكتبة مدرسة الفقاهة عن كتاب رسالة نور على نور في الذكر والذاكر والمذكور للشيخ حسن حسن زاده آملي: اربعون كلمة منتخبة من القرآن الكريم بشأن الذكر والدعاء: ومنها قال الامام الصادق عليه السلام: عجبت لمن اراد الدنيا وزينتها، كيف لا يفزع الى قوله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ” (الكهف 39) فاني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها “فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ” (الكهف 40).
هنالك أعمال عديدة للحشد الشعبي لا تحصى ولا تعد. وسيتم التطرق الى نماذج منها في كل حلقة. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر سبتمبر 2024: استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا الحشد الشعبي يعلن جهوزيته لتسيير أول قافلة إغاثية برا إلى جمهورية لبنان الشقيقة للتضامن ضدّ الاعتداءات التي تطال المدنيين. تلبية لنداء المرجعية العليا.. الفياض يعلن الاستعداد الكامل والاستنفار التام لتقديم جميع أشكال المساعدات للبنان الشقيق. تلقينا باهتمام كبير بيان المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الشريف) حول الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على الجمهورية اللبنانية الشقيقة والتي استهدفت المقاومين الأبطال والمدنيين الأبرياء العزل وما تزال مستمرة في غاراتها الوحشية على المناطق المأهولة بالسكان. إننا إذ نعلن التضامن الكامل مع الأشقاء في لبنان أمام الغطرسة الصهيونية وآلة القتل اليومية التي تتنقل بين فلسطين ولبنان وسوريا، فإننا نعلن استعدادنا الكامل واستنفارنا التام لإبداء كل أنواع المساعدة الممكنة على الصعيد الإغاثي والطبي والإنساني لإخواننا في لبنان استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا وانطلاقا من الواجب الإنساني والأخوي والديني. كما ندعو جميع الإخوة الى تقديم المساعدة والدعم الإنساني للأشقاء هناك بالتنسيق مع الحكومة العراقية والجهات الرسمية، لنكون بذلك مصداقا للحديث الشريف “مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمى”. نتقدم بخالص التعازي والمواساة بوفاة المجاهد الأستاذ حسين جلوب الساعدي مدير مديرية حقوق الانسان في هيئة الحشد الشعبي. لقد كان الفقيد مجاهدا وباحثا كبيرا واحتفظ بمسيرة جهادية حافلة بالعطاء في مقارعة الدكتاتورية الصدامية واذنابه الدواعش وتنوير الرأي العام بجرائمهما. بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره وببالغ الحزن والأسى، تنعى هيئة الحشد الشعبي الحاج حسين جلوب حردان ( أبو مسلم الساعدي) مدير مديرية حقوق الإنسان في الهيئة إثر نوبة قلبية في العاصمة بغداد بعد عطاء كبير في المسيرة الجهادية والحقوقية. لقد كان الفقيد واحدا من أبرز المناضلين والمجاهدين الذي بدأ مسيرة الجهاد والتضحية منذ ريعان الشباب في مقارعة النظام الدكتاتوري البائد ومجابهة الظلم والاستبداد وفضح الممارسات القمعية للعصابة البعثية المجرمة. وترك الراحل إرثا في المجال الحقوقي تمثل بتأليف العديد من الكتب و إعداد البحوث و التقارير و كتابة المقالات في مجال حقوق الإنسان وإشاعة هذه الثقافة في أوساط المجتمع، حتى شغل منصب مدير مديرية حقوق الإنسان في هيئة الحشد الشعبي والتي أخذت على عاتقها تعريف الرأي العام بجرائم عصابات داعش الارهابية والتعامل الإنساني لمقاتلي الحشد الشعبي مع الأهالي في مناطق العمليات العسكرية.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات