الرئيسية / مقالات / جيش المرجعية ضرورة عراقية (كانوا أشد منهم قوة وآثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها) (ح 26)

جيش المرجعية ضرورة عراقية (كانوا أشد منهم قوة وآثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها) (ح 26)

فيينا / الأحد 15 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
ان المرجعية الدينية هم أحفاد الرسل والأئمة عليهم السلام تربي أتباعها ومنهم الحشد الشعبي بشكر الله عز وجل على نعمه والقوة والاستعداد لرد كل من يعتدي على نعم الله تعالى، وهم الأكثر الناس خوفا من خالقهم رب العالمين، ويأخذون العبر من الظالمين المعتدين مثل صدام وزبانيته الذين تنعموا بثروات العراق وهزموا تاركين بلدا مدمرا نهض وينهض بسواعد أبنائه ومنهم الحشد الشعبي. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز وجل “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” ﴿الروم 9﴾ لما ذكر كفر كثير من الناس بالمعاد وذلك أمر يلغو معه الدين الحق ذكرهم حال الأمم الكافرة وما انتهت إليه من سوء العذاب لعلهم يعتبرون بها فيرجعوا عما هم عليه من الكفر. وإثارة الأرض قلبها ظهر البطن للحرث والتعمير ونحو ذلك. وقوله: “ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” أي بالكفر والمعاصي.
جاء في تفسير الميسر: قوله عز وجل “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” ﴿الروم 9﴾ قوة اسم، أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار، فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا، وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها، وبنَوْا القصور وسكنوها، فعَمَروا دنياهم أكثر مما عَمَر أهل “مكة” دنياهم، فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم، وجاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة، فكذَّبوهم فأهلكهم الله، ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك، وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.
جاء في موقع الالوكة الشرعية عن يوم الارض للكاتب محمد ويلالي: فالإسلام يمنع التراميَ على حقِّ الغير مهما كان قليلاً، فقد قال النبي  صلَّى الله عليْه وسلَّم: (مَن اقتَطَع حقَّ امرئٍ مسلم بيَمِينه (أقسم على ذلك)، فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة)، فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: (إن كان قضيبًا من أراك)، مسلم. وقال  صلَّى الله عليْه وسلَّم: (لعن الله مَن ذبح لغير الله، ولعن الله مَن سرق مَنار الأرض (علاماتها وحدودها)، ولعن الله مَن لعن والده، ولعن الله مَن آوَى مُحدِثًا)، مسلم. فكيف بالذين يَحتالُون، ويُزَوِّرون، ويَحلِفون كذِبًا، ويُعطون الرشاوى من أجل النصب على الناس، والاعتِداء على حقوقهم؟ هؤلاء هم المُفسِدون في الأرض الذين حذَّر منهم القرآن في غير موضع، يقول  تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ” (البقرة 204 -205)، قال الزمخشري: “قيل: يُظهِر الظلم حتى يمنع اللهُ بشؤم ظلمه القطرَ، فَيَهلِك الحرثُ والنسلُ”.  إن الله  تعالى  سَوَّى لنا الأرض، ويسَّر لنا السيْر عليها لنَعتَبِر بظلم مَن سبَقَنا، قال  تعالى: “قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ” (آل عمران 137- 138)، وقال  تعالى: “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (الروم 9)، فلا مَجال للتفاخُر بالبِنايات، فإنها إلى زوال، ولا بالقوة، فإنها إلى ضعف، ولا بالغنى، فإنه إلى فقر، قال  تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ” (فاطر 15). ولَمَّا أَذِنَ الله  عزَّ وجلَّ  في هذه الأيام لبركان صغير أن ينشط في أيسلندا، انبَعَثت منه سحابة واحدة غطَّتْ سماء أوربا، وعطَّلت المِلاحَة الجويَّة أسبوعًا، كانت الخسارة فيه قرابة المليارين من الدولارات، “قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا” (المائدة 17).
هنالك أعمال عديدة للحشد الشعبي لا تحصى ولا تعد. وسيتم التطرق الى نماذج منها في كل حلقة. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر أكتوبر 2024: خرجت المديرية العامة للتدريب في هيئة الحشد الشعبي، الدورة التعريفية الرقم (20) لقيادة عجلة (الأبهر) وذلك في آمرية مراكز التدريب – مركز التدريب التخصصي. واستمرت الدورة لمدة سبعة أيام بمشاركة (27) مجاهدا من مختلف تشكيلات هيئة الحشد الشعبي حيث تلقى المتدربون دروسا علمية وفنية نظرية منها وعملية حول عجلة (الابهر) وكذلك دروسا عن كيفية قيادتها في الطرق المعبدة والوعرة بالإضافة الى دروس عن الاشارات المرورية ومعانيها ودروسا في طريقة ادامة هذه العجلة بشكل يومي. وتأتي هذه الدورة ضمن النشرة التدريبية للعام الحالي التي أقرتها المديرية العامة للتدريب والتي تسعى من خلالها الى الوصول  بتشكيلات الحشد الشعبي الى الاستعداد  القتالي المثالي والجهوزية التعبوية التامة. خرجت المديرية العامة للتدريب، الدورات التأهيلية للأرقام (9، 10، 11) للمقبولين من أبناء الحشد الشعبي في دورة الكلية العسكرية الرقم (88). استمرت لكل دورة لمدة (15) يوما بمشاركة (323) مقاتلا تضمنت دروسا مختلفة تتعلق بالعقيدة والتعليم المنظم والتدريب البدني والاسلحة الخفيفة والمتوسطة وذلك لأجل رفع القابلية البدنية للمتدرب. يشار إلى ان المديرية العامة للتدريب ووفقاً لتوجيهات السيد مديرها العام السيد عمار كريم السراي، كانت قد وضعت كل امكانياتها من اجل التصدي لهذا الملف وتنفيذه وانجاحه بالشكل المطلوب. خرجت المديرية العامة للتدريب التابعة لهيئة الحشد الشعبي، الخميس، دورة قيادة الحاسوب الرقم (19) وذلك في مقر المديرية الدائم. واستمرت الدورة لمدة عشرة ايام بمشاركة (15) متدرباً وفنيا ومدخل بيانات من مكتب رئيس الأركان. وتلقى المتدربون في هذه الدورة دروسا في قيادة الحاسوب وحزم الاوفيس وبرامجها المكتبية المتقدمة الشاملة عن (مايكروسوفت وورد، مايكروسوفت اكسيل، مايكروسوفت بوربوينت). والتي يصبح المتدرب من خلالها قادرا على ممارسة أعماله بصورة متقدمة و قادرا على معالجة مختلف التحديات التقنية اليومية وعرض أعماله بالشكل المطلوب.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً