الرئيسية / مقالات / مولد الزهراء عليها السلام (نساءنا ونساءكم) (ح 2)

مولد الزهراء عليها السلام (نساءنا ونساءكم) (ح 2)

فيينا / الأثنين 23 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” ﴿آل عمران 61﴾ نبتهل فعل، نبتهل: ندعُ باللعنة على الكاذب منا، أي نفعل المباهلة وهو الدعاء باللعن، والبَهلة: اللعن، و المباهلة كذلك: الاجتهاد في الدعاء، نَبْتَهِلْ: نلتعن (نلعن الكاذب)، فمَن جادلك أيها الرسول في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام، فقل لهم: تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم، المصرِّين على عنادهم.
جاء في معاني القرآن الكريم: بهل أصل البهل: كون الشيء غير مراعى، والباهل: البعير المخلى عن قيده أو عن سمة، أو المخلى ضرعها عن صرار. قالت امرأة: أتيتك باهلا غير ذات صرار (انظر: المجمل 1/138. وقائلة هذا امرأة دريد بن الصمة لما أراد طلاقها. انظر اللسان: بهل)، أي: أبحث لك جميع ما كنت أملكه لم أستأثر بشيء من دونه، وأبهلت فلانا: خليته وإرادته، تشبيها بالبعير الباهل. والبهل والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع، نحو قوله عز وجل: “ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” ﴿آل عمران 61﴾، ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن. جاء في  تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (بهل)”نبتهل” (ال عمران 61) أي نلتعن أي ندعوا الله على الظالمين، يقال: بهله الله، وبهله: لعنه، والابتهال في الدعاء الاجتهاد. وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ” (ال عمران 61): (مباهلة) في الأصل من مادة بهل (على وزن اهل) بمعنى اطلاق و فك القيد عن الشي‌ء و بذلك يقال للحيوان الطلق حيث لا توضع محالبها في كيس كي يستطيع وليدها أن يرضع بسهولة يقال له: (باهل)، و (ابتهال) في الدعاء بمعنى التضرع و تفويض الأمر إلى اللّه.
وعن عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ” (ال عمران 61). سبب النّزول‌: قيل نزلت الآيات في وفد نجران العاقب و السيد و من معهما قالوا لرسول اللّه: هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزلت: “إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ” (ال عمران 56) الآيات فقرأها عليهم، فلمّا دعاهم رسول اللّه إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رجالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمّد في غد فإن‌ غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته، و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غير شي‌ء. فلمّا كان الغد جاء النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم آخذا بيدي علي بن أبي طالب عليه السّلام و الحسن عليه السّلام و الحسين عليه السّلام بين يديه يمشيان و فاطمة عليها السّلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم أسقفهم. فلمّا رأى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم قد أقبل بمن معه فسأل عنهم فقيل له: هذا ابن عمّه و زوج ابنته و أحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي و هذه الجارية بنته فاطمة أعزّ الناس عليه و أقربهم إلى قلبه، و تقدّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الأسقف جثا و اللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع و لم يقدم على المباهلة، فقال السيد: أذن يا أبا حارثة للمباهلة فقال: لا. إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم يحل و اللّه علينا حول و في الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم على ألفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعا وثلاثين رمى و ثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد، و رسول اللّه ضامن حتّى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا. و روي أن الأسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
قال الله تبارك وتعالى “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (ال عمران 61) في آية المباهلة اختار رب العالمين العترة الطاهرة وخصهم بالرعاية باعتبار امير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله، وبهذا يكون افضل شخص بعد النبي وهي احدى مقامات امير المؤمنين. ولو ان هنالك مقامات اخرى للعترة الطاهرة “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الانسان8) واية التطهير”إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الاحزاب 33) واية المودة “قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” (الشورى 23) فانها تشير الى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
قد عرفت في سورة المباهلة أن الله جعل فاطمة الزهراء عليها السلام تقوم مقام زوجاته وجعل ذريتها ذريته وهم الحسن والحسن أبناءه وزوجها علي بن أبي طالب نفسه الكريمة صلاة الله وسلامه عليهم، واستجاب الله دعاءه بالتطهير وهنا من المقام الذي سيعطيك ربك فترضى وأفضلها وأتمها، ودعاءه وجعل الإمامة في ذرية وآل بيته صلاة الله وسلام عليهم ولا يمكن الشك به وقول أن النبي يأمر بشيء لم يعمله وبالخصوص هذا الأمر المهم. ثم أن الله جعل الإمامة والنبوة وخصها على طول التاريخ في ذرية الأنبياء كرامة لهم، ولا يشذ ولا يتخلف عن هذه السنة الإلهية ذرية نبينا الأكرم وهو سيد الأنبياء وأشرفهم، وقد قال الله تعالى: “ِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (آل عمران33ـ34) وبعدها تبين جعل النبوة تستمر من صلب الأنبياء السابقين حتى تصل الآيات في هذه السورة وصف عيسى عليه السلام ثم يأتي دور ذرية النبي الأكرم في سورة المباهلة الشريفة: “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (آل عمران 61) وهذا استمرار للآيات من آية 33 حتى 61 من سورة عمران لبيان مقام واحد وهو مقام اصطفاء الأنبياء والأوصياء من بعض حتى جاء دور نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم صلاة الله وسلامه أجمعين.
ان تأخير من هو افضل من الأشخاص لإبراز أهميتها كما في الآية الكريمة “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”  (ال عمران 61) كما يحصل عند حضور الأشخاص في مناسبة ما. والمقصود بانفسنا الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم والامام علي عليه السلام. لا شك ان العصمة مشتركة للمجموعة التي هي مع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم في الآية.  يقول الامام الصادق عليه السلام (من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر) هنالك ارتباط بين فاطمة وليلة القدر اشارة بعدم معرفة حقيقتها كما أن ليلة القدر لم تعرف حقيقتها “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر 3). قال الإمام الصادق عليه السلام (انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى). يقول الامام الباقر عليه السلام (نّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها). 
قال الله عز من قائل”فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (ال عمران 61) قال السيد شهاب الدين أحمد: (قال الواحدي: نزل في نصارى نجران، حيث كانوا يحاجون النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم في أمر عيسى عليه الصلاة والسّلام، فقالوا: هل رأيت ولداً من غير أب، خرج النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم آخذاً بيد الحسن والحسين وفاطمة وعلي عليهم السّلام خلفه ودعاهم إلى المباهلة وأحجموا، فقال صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم: والذي نفسي بيده ان الهلاك تدلّى على أهل نجران ولو تلاعنوا لمسخوا قردةً وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم ناراً. وروي ان اسقفهم قال: اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله ان يزيل جبلا عن مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا، وصالحوا النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم على ألفي حلّة وثلاثين درعاً عادية كل سنة). وروى السيوطي بإسناده عن جابر، قال: (قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم العاقب والسيد فدعاهما إلى الاسلام، فقالا: اسلمنا يا محمّد، قال: كذبتما، ان شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام قالا: فآت، قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه إلى الغد، فغدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل اليهما، فابيا أن يجيباه وأقرا له، فقال: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً، قال جابر فيهم نزلت”تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ” (ال عمران 61) الآية، قال جابر: أنفسنا وأنفسكم: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلي، وأبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة). قال ابن حجر: (قال في الكشاف: لا دليل أقوى من هذا على فضل اصحاب الكساء وهم علي، وفاطمة، والحسنان، لأنها لما نزلت دعاهم صلّى الله عليه وسلّم فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن، ومشت فاطمة خلفه، وعلي خلفهما، فعلم انهم المراد من الآية، وأن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون ابناءه وينسبون اليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا وفي الآخرة).
قال الإمام الباقر عليه السلام (والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق). وما مصحف فاطمة الا الهام وليس القرآن. فكل كتاب يحوي غلاف مقوى يسمى مصحف. والقرآن في غلاف مقوى يسمى مصحف. وفاطمة عليها السلام ليس أقل شأنا من ام موسى ومريم عليها السلام الذي نزل عليهما وحي. ولماذا العجب ان ينزل وحي على فاطمة عليها السلام فحتى النحل نزل الوحي عليها “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ” (النحل 68). عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: (لما ولدت فاطمة عليها السلام اوحى الله تبارك وتعالى إلى مَلك فأنطق به لسان محمد صلى الله عليه وآله فسماها فاطمة ثم قال إني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث. ثم قال ابو جعفر: والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث في الميثاق).  علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليه السلام أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام وتأتيها ونساءها، فتقيم عندها ثلاثة أيام فجرت بذلك السنة أن يصنع لأهل المصيبة طعام ثلاثا. في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مهر فاطمة في السماء (خمس الأرض). أخرج البخاري وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابنيْ الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريّا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم.
جاء في كتاب امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين للشيخ علي ربّاني الخلخالي عن مساجد المدينة المنورة: مسجد المباهلة: إشارة إلى مباهلة النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لنصارى نجران حيث خرج صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله يباهلهم ومعه أمير المؤمنين عليه‌السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام، فأنزل الله تعالى “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (ال عمران 61). وقد تظافرت الروايات عن طرق الخاصة والعامة أنّ المراد من “أبناءنا” الحسن والحسين، و “نساءنا” فاطمة عليها‌ السلام، و “أنفسنا” أمير المؤمنين عليه‌ السلام، فكانت هذه الآية الشريف خاصة بالأنوار الخمسة.
ورد أن المأمون قال للرضا عليه السلام أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن. فقال له الرضا عليه السلام: فضيلته في المباهلة “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (آل عمران 61) فدعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام فكانا إبنيه، ودعا فاطمة عليه السلام فكانت في هذا الموضع نساءه، ودعا أميرالمؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزّ وجل، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحكم الله عزّ وجل. فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبنيه خاصّة وذكر النساء بلفظ الجمع وإنّما دعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابنته وحدها فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل؟ فقال له الرضا عليه السلام ليس بصحيح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنّما يكون داعيا لغيره كما يكون الآمر آمراً لغيره ولا يصح أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمراً لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها الله تعالى في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله. فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.
 تؤكد الروايات أن النبي صلى الله عليه واله وسلم هو نور العوالم قبل أن يخلق الله سبحانه هذ العالم كما قال (أول ما خلق الله نوري، ففتق منه نور علي ثم انقسم هذا النور فخلق النور الفاطمي من نور النبوة). وفي تفسير الاية المباركة “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ” (النور 35) ان المشكاة هي فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذا هو مقامها العالي عند الله تعالى ولكنها ليست اعظم من ابيها صلى الله عليه واله وسلم. وبالمثل مقام الخضر عال عند الله فجعله معلم موسى عليه السلام رغم ان موسى اعظم من الخضر فهو كليم الله ومن رسل اولي العزم. وهذه اسرار الله لا يعلمها الا هو”لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ” (الأنبياء 23). فاطمة عليها السلام هي نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم”فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ” (ال عمران 61) ففاطمة مجمع اسرار الانبياء والائمة. الله تعالى وضع أسراره في بعض أسماء الله الحسنى”إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” (النحل 40). قال الإمام الباقر عليه السلام (من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر). وقال الامام الصادق عليه السلام (إنما سميت فاطمة، لأن الخلق فطموا عن معرفتها). وعن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم الا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وانا عصبتهم) و (ان الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعلي من شجرة واحدة) و (ياعلي لا يعرفك الا الله وأنا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت).
أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبل ذلك هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربّه عزّ وجلّ أن يسلّم عليَّ ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيّدا أهل الجنّة وأنّ فاطمة سيّدة نساء الجنّة. قال سعد: عندي كبش، وجمع له رهطاً من الأنصار، أصوعاً من ذرة، قال: فلما كان ليلة البناء، قال: لا تحدث شيئاً حتى تلقاني، فدعا صلى الله عليه وآله وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على عليّ وفاطمة وقال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. مسلم: أنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم الحسين فأدخله ثم فاطمة فأدخلها ثم علي فدخله ثم قال: “انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً” (الاحزاب 33). قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة صداقها شفاعتها لأمة أبيها). المصادر: نزهة المجالس للشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي البغدادي متوفي 884 ج2 ص 225 ط مصر. قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة أمة الله على باغضهم لعنت الله). المصادر: ابن عساكر ترجمة الأمام الحسين ص 130 ط بيروت 1978. – قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). المصادر: صحيح الترمذي ج 13 ص 249 ط الصاوي بمصر. 65- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة فداك أبوك). المصادر: المستدرك للنيسابوري ج 3 ص 156 ط حيدر اباد الدكن. 66- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة تبعث أمامي). المصادر: المستدرك على الصحيحين للنيسابوري ج 3. قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة انعقاد نطفتها من ثمار الجنة). المصادر: تاريخ بغداد لأبو بكر البغدادي ج 5 ص 87 ط السعادة بمصر. قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة وجبت مودتها على المسلمين). المصادر: ابن حجر في الصواعق المحرقة، السيوطي في الدار المنثور. (فاطمة أول من يزورها النبي بعد العودة من سفره). المصادر: مستدرك الصحيح ج 3 الاستيعاب للاندلسي ج 2.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً