الرئيسية / مقالات / ماذا يريد حزب الله وإيران من خلال تشييع حسن نصر الله في “جنازة شعبية”؟
مناصرون لحزب الله يرفعون لافتات لحسن نصر الله ويصفونه بـ"كنز الشيعة". 15 فبراير/شباط 2025. © أسوشيتد برس (توضيحي)

ماذا يريد حزب الله وإيران من خلال تشييع حسن نصر الله في “جنازة شعبية”؟

فيينا / السبت 22 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

يقيم حزب الله اللبناني الأحد في ضاحية بيروت الجنوبية “جنازة شعبية” تكريما لزعيمه السابق حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

فيما وصف الصحافي اللبناني المتخصص في شؤون الاقتصاد ألبير كوستانيان هذا الحدث بأنه يحمل “رمزية سياسية كبيرة”.

يقيم حزب الله اللبناني الأحد “جنازة شعبية” في جنوب بيروت لزعيمه السابق حسن نصر الله الذي قتل بغارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول 2024. وقد تم دفن نصر الله، الذي تولى زعامة الحزب في 1992، في موقع سري بانتظار تنظيم مراسم جنائزية شعبية ورسمية، وسيوارى الثرى في موقع قريب من مطار بيروت الذي سيتم إغلاقه بالمناسبة خلال أربع ساعات.

وصرح القيادي في حزب الله علي ضاهر: “التجمع الرئيسي سينظم في مدينة كميل شمعون الرياضية. وستستمر المراسم نحو ساعة يلقي خلالها الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم كلمة”. وتابع: “إضافة إلى مئات الآلاف من المناصرين، هناك حوالي 79 دولة ستكون حاضرة أيضا من بينها إيران التي أعلنت عن “مشاركة شعبية ورسمية”.

وسيكرم الحفل أيضا هاشم صفي الدين الذي خلف حسن نصر الله قبل أن تقتله إسرائيل في غارة جوية في شهر أكتوبر/تشرين الأول.

ويأمل الحزب الشيعي اللبناني أن تلقى مراسم دفن حسن نصر الله صدى عالميا كبيرا لكي يبرهن بأنه لا يزال لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط لا يمكن الاستغناء عنه.

ولفهم رهانات هذه الخطوة، حاورت فرانس24 الصحافي والخبير الاقتصادي ألبير كوستانيان الذي يقدم برنامج تلفزيوني عنوانه “رؤية 2030” تبثه القناة اللبنانية “ال. بي. سي”.

فرانس24: ما هي الرمزية التي سيعطيها حزب الله لجنازة زعيمه السابق حسن نصر الله؟

ألبير كوستانيان: هذه الجنازة لها دلالة رمزية كبيرة في عيون حزب الله وأنصاره لآن حسن نصر الله لم يكن فقط مسؤولهم، بل كان زعيما صاحب كاريزما كبيرة.

بالنسبة لأنصار حزب الله، كان رمز القوة وأيضا رمزا دينيا. البعض يقدسونه، خاصة وأن تقاليد الشيعة تمنح دلالة قوية للعلامات الروحانية.

يعتقد جزء كبير من الشيعية بأن نصر الله سيبقى في التاريخ على أنه الزعيم الذي حررهم من جهة، ومن بين أكبر وأهم الشخصيات السياسية والدينية في المنطقة من جهة أخرى. يجب أن نعترف، شئنا أم أبينا، بأنه ترك بصمته وأن هالته تجاوزت الحدود اللبنانية.

حسن نصر الله كان أيضا وجها بارزا في محور المقاومة الذي يشمل إيران والعراق واليمن مرورا بسوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد. وهو ما يفسر مشاركة وفود كبيرة من هذه الدول الأحد المقبل. فيما يستغل الحزب هذه الجنازة للتذكير بأنه حزب قوي وشعبي وسيستمر في طريق النضال والمقاومة.

فبعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها، ها هو اليوم يريد أن يبين قوته ويؤكد بأنه عائد أو على الأقل لا يزال في الميدان.

ستقام الجنازة في وقت لا تزال إسرائيل تسيطر على خمس نقاط في جنوب لبنان. ألا يدل ذلك على ضعف حزب الله؟

نعم. الوضع في جنوب لبنان مهين بالنسبة لحزب الله، رغم أنه يزعم بأنه خرج منتصرا من الحرب مع إسرائيل. قبل أيام، دخلت طائرات إسرائيلية في أجواء لبنان وحلقت فوق بيروت واخترقت جدار الصوت. يجب أن نتوقع مثل هذه الاستفزازات الإسرائيلية يوم الأحد. إسرائيل تريد أن تثبت مرة أخرى بأنها هي المسيطرة على السماء والبحر وعلى جنوب البلاد. فهذه الجنازة تأتي في وقت غير ملائم تماما لحزب الله والمحور الإيراني اللذين خسرا على كل الجبهات.

إضافة إلى تصفية القيادة العسكرية، تم اغتيال أيضا اثنين من الأمناء العاميين للحزب من قبل الإسرائيليين في غضون أيام قليلة. كما تم أيضا تدمير جنوب لبنان بشكل كبير، شأنه شأن جنوب العاصمة بيروت، المعقل الثاني لحزب الله. الجيش الإسرائيلي سيبقي تحت سيطرته خمسة مواقع استراتيجية في الجنوب.

حزب الله مراقب. يمنع عليه الدخول أو القيام بأي نشاط عسكري قرب نهر الليطاني. فيما يترأس جنرالان، الأول فرنسي والثاني أمريكي، هيئة مراقبة الهدنة. حتى على المستوى الداخلي، لم يتمكن حزب الله أن يؤثر في عملية انتخاب الرئيس جوزاف عون ولا في تعيين سلام نواف رئيسا للحكومة اللبنانية. كل هذا يمثل في الحقيقة هزيمة نكراء له.

تشكل هذه الجنازة تحديا بالنسبة للسلطات الجديدة في لبنان، لا سيما أن حزب الله دعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى المشاركة في المراسم. ما هي الرسالة التي سيرسلونها في حال قبلا المشاركة أم رفضاها؟

شخصية حسن نصر الله مثيرة للمتاعب بالنسبة للسلطة الجديدة كما حزب الله، فهو شخصية محبوبة لدى جزء من الشعب اللبناني خاصة الشيعة، ومكروهة لدى الجزء الآخر الذي يرى بأن نزعته العسكرية تسببت في تدمير البلاد عدة مرات.

وتصفه شريحة من الشعب بأنه قائد إرهابي، لا سيما أن بعض أعضاء حزب الله أدينوا في 2022 من قبل المحكمة الجنائية الدولية في ملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 2005. وقد اغتيلت بعض الشخصيات السياسية اللبنانية أيضا بسبب عدائها لحزب الله.

كيف ستتصرف السلطة الجديدة في لبنان؟ هذه هي إحدى الصعوبات التي تواجه ممارسة الحكم في هذا البلد المليء بالتناقضات. أعتقد أن الحل الأمثل هو أن يطلب الرئيس من مسؤول آخر تمثيله في مراسم الجنازة. المشاركة ستكون خطأ نظرا لشخصية حسن نصر الله غير التوافقية. المشاركة في الجنازة من شأنها أن تُفهم على أنها تعطي شرعية للحرب الأخيرة التي قرر حزب الله أن يخوضها والتي أدت إلى تدمير لبنان.

المصدر / فرانس 24

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً