الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 29): المساجد: حسن الجُبَيْلي، الميرزا، خطوة المهدي، الكواز

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 29): المساجد: حسن الجُبَيْلي، الميرزا، خطوة المهدي، الكواز

فيينا / الخميس 27 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن مرقد السيِّد حسن الجُبَيْلي: نفحةٌ إيمانيةٌ في أجواءِ البصرة: وقد تشرفت مدينةُ البصرة ـ كسائر المدن العراقية ـ بضمِّ عددٍ من أجسادِ الأولياءِ والصالحين، ومن بينهم: السيد حسن الجبيلي، الواقع في منطقة الجبيلة ضمنَ مركزِ محافظةِ البصرة. يرجع نسب هذا الولي الى البيتِ العلويِّ الطاهرِ، استناداً الى كلام الباحث الشيخ محمد حرز الدين رحمه الله صاحبِ كتابِ (مراقد المعارف)، فقد ذكر نسبه الطاهر كاآتي: (السيد حسن الجبيلي البصري ابن عبد الله بن علم الدين علي المرتضى النسابة، ابن جلال الدين عبد الحميد، بن فخار شمس الدين، ابن معد، بن فخار، بن أحمد، بن أبي الغنائم محمد، بن الحسين الشيتي، ابن محمد الحائري، ابن إبراهيم المجاب، ابن محمد العابد، ابن الامام موسى بن جعفر الصادق، ابن محمد الباقر، ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام). لُقِّبِ السيدُ بـ(الجبيليِّ) نسبةً الى منطقة (جُبَيْل) في الأحساء موطنِه الأصليِّ، ولهذا، لقِّب بالأحسائي أيضا، فقد هاجر ضمنَ الهجرات الأولى من الحجاز، فاتجه الى البحرينِ وبقي فيها مدةً من الزمن، ثم جاءَ الى العراقِ وسكنَ البصرة. عاشَ السيدُ الجبيليُّ في قرية من قرى البصرة تُعرف اليوم بالجُبيلة، فقد عُرفت به واشتهرت بلقبه، فقد كان جليلَ القدرِ، محترماً بين الناس، وله دارُ ضيافةٍ يجتمع عنده فيها أهلُ المنطقة، ولمّا تُوُفِّيَ، دُفن في مكانِ سكناه، وصارَ قبرُه ملجأً لمجاوريه وغيرِهم من الناس. ومن ذريته اليوم طائفةٌ واسعةُ الانتشار متشعِّبةُ  الفروعِ أكثرُ تواجدهم في العراق، وسَكَنَ بعضُهم مناطقَ أُخرى عديدةً من العالم الإسلامي. ومن الأسر الواسعة التي ترتقي نسباً له هي: السادة العوّادي، والمحانيَّة، والبو سعيدة، والبو محمود سكان الرحبة، وآل سرحان سكان الديوانية، وآل ناصر، وآل منصور، وآل السلطاني، والسادة الجبيلية سكان البصرة وضواحيها. والسيدُ الجبيليُّ يكون الجدّ الخامس للعالم الزاهد العابد السيد هاشم الحطَّاب النجفي، الذي هو جد الأسرة الكريمة المعروفة بـ(آل السيد سلمان)، رؤساء محلة الحويش إحدى محلّات النجف الأشرف. إشتهرَ مزارُ السيد حسن الجبيلي بين أوساطِ العامةِ باسم (ظاهر بن علي)، وهذا الاسم جاء تسامحاً من بعضِ أفرادِ المجتمعِ البصريّ، لأن ظاهر بن علي هو أحد القيِّمين، ويُذكَر أنه أوَّلُ قيِّم على المرقد الشريف، إذ كان يقومُ بخدمةِ الزوَّار القادمين الى مرقد السيد الجبيلي، ويُنسبُ هذا الرجلُ الى عوامِّ الناسِ وليس من الأسرة العلويَّة، فهذا التسامح قد يربك الحقائقَ التاريخيةَ، إذ من المفترض إزالةُ مثلِ هذه الشبهاتِ عن أذهانِ العامة. شُيِّد المزارُ على مساحة (320 م2)، بداخله غرفة الضريح بمساحة (185 م2، وعلى القبر الشريف صندوقٌ خشبيٌّ أسودُ منحوتٌ عليه بعضُ النقوشِ الإسلاميةِ القديمةِ، وتعلوه قبةٌ زرقاءُ، ويبعدُ المزارُ عن مركز المحافظة قرابة الخمسة كيلومترات، ويبعد عن شارع الجبيلة العام بمسافة كيلومتر واحد تقريبا. يعودُ البناءُ الحاليُّ للمرقدِ الى خمسينياتِ القرنِ الماضي، إذ تبرَّع أحدُ تجّار البصرةِ آنذاك بتجديد بنائه، بعد أن طلبَ حاجةً من السيد حسن الجبيلي وقضيت له منه تعالى ببركة هذا الولي الصالح. إعتادَ موالي أهلِ البيتِ عليهم السلام على زيارةِ مشاهدَ من هذا القبيلِ، وخصوصاً في الأعيادِ والمناسباتِ الدينيةِ وعندَ مصاعبِ الحياةِ، لأنهم يجدون في هذه الأماكن الراحةَ والسكينةَ، كونَها محاطةً بالعنايةِ الإلهية.
 
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ” أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ” لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (البقرة 114) “ومن أظلم” أي لا أحد أظلم “ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه” بالصلاة والتسبيح “وسعى في خرابها” بالهدم أو التعطيل، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي عام الحديبية عن البيت، “أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين” خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحد آمناً. “لهم في الدنيا خزي” هوان بالقتل والسبي والجزية، “ولهم في الآخرة عذاب عظيم” هو النار.
 
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن جامعُ الميرزا أنموذجٌ من التُراث الإسلامي في البصرة:  آلتْ تولية المسجد وإمامة الجُمُعة والجماعة فيه عام 1995 ولغاية اليوم إلى ولده السيّد ميرزا عقيل جمال الدين، وهو الولد الأكبر للسيد الميرزا فاضل -رحمه الله -، ولد في النجف الأشرف عام 1963، التحق بالحوزة العلمية عام 1995  وبالتحديد بجامعة النجف الدينية في النجف الأشرف التي كان عميدها أية الله السيد العلامة محمد كلانتر- قدس سره-.  بدأ السيد عقيل العمل في توسعة المسجد في عام 1996 وبإشراف المرحوم المهندس محمد جواد عبد الرضا التاوري، إذ قام الأول بما توافر لديه من أموال كانت قد جمعت على عهد أبيه -رحمه الله- للغرض نفسه كما أشرنا سالفاً بالمباشرة في عملية تشييد للجامع وتوسعة مساحته بضم المطبخ والحمامات البالغة 250م2  وكان العمل على مراحل:  المرحلة الأولى: شراء الدار المحاذية للمسجد من جهة اليمين ومساحتها حوالي 400 م2. المرحلة الثانية: هدم البناء القديم بالتدريج ابتداء من المدخل وفوقه المنارة وملحقات الجامع والمطبخ والحرم وكان ذلك بمساعدة المؤمنين وأصحاب الأيادي الكريمة، وبقي العمل مستمراً لغاية عام 2001 حيث اكتمل المسجد بطابقين تضمن في الطابق الثاني مطبخاً كبيراً لإحياء المناسبات الدينية. وهو الآن بناء شامخ منيف تعلوه قبة خضراء مزخرفة بالكاشي الكربلائي وبمساحة  كلية تبلغ 900 م2 بحيث أصبح المسجد يسع قرابة الألف مصلي ولازال يقصده العدد الكبير من المصلين لأداء صلاة الجُمُعة.  خَدَمَة المسجد ومؤذنوه:     لقد كان في جامع الميرزا– كما هي بيوت الله -آفاق روحية تيّسر للإنسان أن يسمو بها وينهل منها، وتجذبه للمكوث فيه، فكان خدمة المسجد من المصلّين فيه كُثر، غير أنّ أبرزهم والراتبين للخدمة فيه هم: الحاج علي الدوغجي، وخادم الجامع ومؤذنه الحاج عبد علي السواد، وابنه الأستاذ حامد، وخادم الجامع ومؤذنه الحاج شهاب أحمد الجزيري أبو كاظم، والمؤذن الحاج  فالح أبو حسن، والحاج عبد الكريم، وخادم الجامع الحجي عبود أبو صادق، والحاج محمد علي المولاني، وزاير محمود أبو شاكر،  والشهيد الشاب المؤذن علي مكي، وقارئ القرآن والمؤذن الأستاذ حسن الحدّاد، وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى.     أما أشهر قرّاء التعزية فمنهم:سماحة السيد نور الدين الموسوي الكاظمي، وأخيه سماحة السيد شمس الدين الموسوي الكاظمي، والملا عبود الدوغجي، والملا عبد الهادي الرمضان أبو ملا صالح، والملا محسن يوسف أحمد، ومن الرواديد: الشيخ حسين الرادود، والملا فاضل الرادود، والرادود الملا حمزة الزغير رحمهم الله تعالى.
 
من الاماكن المحببة لذكر الله بيوت الله و المساجد وعند السجود “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ” (النور 36)، و “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ” (البقرة 114)،  و “وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ” (الحج 40). وعند الانتهاء من عرفات والذهاب الى المشعر الحرام او مزدلفة “فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ” (البقرة 198). و الله سبحانه يذكر من يذكره “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ” (البقرة 152).
 
جاء في صفحة المسموطة عن محلات البصرة القديمة: خطوة المهدي: تقع في محلة الصبخة الكبيرة، كانت عليها قبة بدون ضريح ويعتقد إنها خطوة الأمام المهدي عجل الله فرجه وهو من المقامات القديمة في البصرة. خطوة العباس وهي غرفة صغيرة كانت عليها قبة، مفتوحة الباب ولها فتحات صغيرة (روازن) من فوق أشبه ماتكون ب(الروشن) وتقع هذهِ الخطوة بين بيت البسام على ضفة نهر العشار، وكن نسوة المحلة والمحلات القريبة منها ياتين إليها في المساء قبيل الغروب في ليلة كل جمعة وبقية الأيام حيث يشعلن فيها الشموع فترى هذهِ الخطوة مضيئة من أجل التبرك وقضاء الحاجة وطلب المراد ويعقدن لها النذور ظنا منهن أنها خطوة الامام العباس عليه السلام، وهذهِ عادات وتقاليد كانت سائدة في تلك المجتمعات أيام زمان، إلا إنها هذهِ الخطوة انهارت واصبحت اثرا بعد عين تلقائيا، وفي عام 1961 الحقتها البلدية إلى الحديقة المجاورة لها.
 
جاء في الموسوعة الحرة عن جامع الكواز من مساجد العراق الأثرية التاريخية، ويقع في مدينة البصرة، ويقال أنه من أقدم مساجد البصرة، وأسسهُ وبناهُ الشيخ ساري بن الشيخ (حسن الظاعن) العباسي الهاشمي في ثلاثة أيام، وبناهُ من القصب عام 920 هـ/1514م، وفي عهد الشيخ ساري العبد السلام العباسي بني بالحجارة عام 930 هـ/1523م، وفي عام 1011 هـ/1602م بنى الشيخ عبد السلام الثاني العباسي قبة الجامع الحالية ورممهُ وجدد بنائه، ثم بنيت منارة ومئذنة الجامع بالزلاج وهي من المآذن النادرة البناء في الفن المعماري والتصميم الإسلامي، وعندما توفي الشيخ محمد أمين الكواز دفن في الساحة خلف الجامع، وجدد القبة التي على الضريح، وكان متولي الجامع من أسرة آل باش أعيان العباسيين وهم من أعيان البصرة، وكان للجامع مجلس ينزل فيهِ للمبيت الضيوف والغرباء والفقراء. ولما توفي معظم رجال آل باش الأعيان من الذين يملكون الثروة والمال، قام أحد المحسنين وهو الحاج إسماعيل محمد الجنابي بتجديد الجامع والحرم عام 1399هـ/1979م، وبناه بشكل حديث وبمبنى فخم، حيث يبلغ طول الحرم الآن أكثر من 15 متراً، وعرضه 25 متراً، ووضعت مكتبة بجوار الحرم، وبنيت عدة غرف، وساحة كبيرة، ومصلى صيفي، وقامت دائرة الآثار العراقية بتجديد القبة وتغليفها بالكاشي الكربلائي الأزرق، وكذلك جدد بناء منارة ومئذنة الجامع التي يبلغ ارتفاعها 25 متراً وتم ذلك في عام 1390هـ/1970م. وتبلغ مساحة الجامع الكليــة 1000م2، بينما تبلغ مساحة الحرم الداخلي مع الغرف 600م2، ويستوعب المصلى لحوالي 500 مصلِّ، ويتميز الجامع ببنيانهِ المميز حيث أنه بُني داخل ساحة الدوار، كما يحتوي الجامع على عدد من القبور القديمة التي دفنت خلف مبنى الجامع، وللجامع مكانة خاصة عند أهالي البصرة، لقدمهِ ولروحانيتهِ، وتقام فيه حالياً صلاة الجمعة وصلاة العيدين، بالإضافة للصلوات الخمسة المكتوبة. والشيخ الكواز الذي سمي الجامع على اسمهِ هو محمد أمين ابن عبد الله ضياء الكواز، وولد في البصرة عام 1878م واهتم والدهُ بتعليمه وخصص لهُ معلماً للغة العربية والعلوم الشرعية، ثم التحق بعد ذلك في مدارس الدولة العثمانية، وكان حبهُ لطلب العلم والثقافة قد مكنهُ من كثرة الاطلاع والمعرفة، ولقد أسس مدرستين في محلتهِ المشراق كان أسم الأولى (نمونه ترقي) واسم الثانية (التهذيب) التي اُفتتحت في عام 1910م، وكانت لهُ إسهامات ثقافية وسياسية منوعة في الصحف والمجلات، وساهم في كتابة وتأليف المسرحيات والتي ما زال معظمها موجوداً في خزانة ومكتبة العائلة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً