فيينا / الخميس 06 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن شط العرب: وسمي (دجلة العوراء) قبل القرن 5 هـ، هو نهر يتكوّن من التقاء نهري دجلة والفرات، حيث يلتقي نهر دجلة مع المجرى الأعلى للفرات بمدينة القرنة على بعد 375 كم جنوب بغداد ويلتقي دجلة والفرات الأسفل في كرمة علي(1). ويبلغ طوله حوالي 190 كم، ويصب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو، والتي تعتبر أقصى نقطة في جنوب العراق ويصل عرض شط العرب في بعض مناطقه إلى كيلو مترين أما بالنسبة لضفافهِ فكانت كلها مزروعة بأشجار النخيل قبل الحرب ولكنها تعرضت للقطع والإهمال خلال الفترة الأخيرة، وهناك مدينة تقع على ضفاف شط العرب تسمى التنومة حيث تكثر فيها بساتين النخيل. وعندما أُرِيدَ بناءُ جامعة البصرة، اختيرت هذه المدينة لما تتمتع به من مناظر خلابة وطبيعة ساحرة. ويستمر النهر في المسير حتى يمر بقضاء أبي الخصيب وهي منطقة ريفية عامرة بأشجار النخيل. كانت كل مياه شط العرب حتى عام 1975 جزءا من العراق، إلا أنه وبموجب اتفاقية الجزائر تنازل العراق على الشاطئ الشرقي المطل على الحدود مع إيران لها. وأصبحت الملاحة مشتركة. مساء شط العرب: وكانت النية لدى الحكومة المحلية في مدينة البصرة بأن تجعل جزيرة أم الرصاص المطلة على الشط منطقة سياحية، ولكنها لم تباشر فعليا بإنجاز المشروع. وعلى صعيد متصل اتسعت رقعة الحديث مؤخرا حول تفاقم ظاهرة تلوّث مياه شط العرب، وهناك من يتحدث من ذوي الخبرة في مجال حماية البيئة عن وجود بقع زيت في بعض المساحات المائية من النهر. ويعتبر شط العرب من أعمق المسطحات المائية في العراق حيث تستطيع السفن الكبيرة السير من خلاله إلى داخل العراق. مسار شط العرب العراقي من منطقة القرنة حتى مدينة المحمرة الإيرانية حيث يصبح النهر عراقياً إيرانياً مقتسماً بين العراق وإيران إلى مصب شط العرب. ويتفرع من نهر شط العرب الكثير من الأهوار التي تشق المدن والأحياء البصرية فتشكل إحدى أجمل المناظر في البصرة. ولقد طوّرت الحكومة المحلية في البصرة كورنيش السياب، الذي سمي على اسم شاعر البصرة بدر شاكر السياب، وكورنيش القصر على ضفاف شط العرب حيث يشهد حضور العديد من السياح في المناسبات.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا” ﴿الفرقان 53﴾ عذب اسم، فرات صفة، مرج فعل، ملح اسم، أجاج اسم. عَذْبٌ فُرَاتٌ: حلو شديد العذوبة. مِلْحٌ أُجَاجٌ: شديد الملوحة والمرارة. ملح أجاج: شديد الكلوحة والحرارة أو المرارة. مرج البحرين: أجراهما. أو خلّاهما و أرسلهما في مجاريهما، والله هو الذي خلط البحرين: العذب السائغ الشراب، والملح الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزًا يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر، ومانعًا مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر.
جاء في موقع السبق عن “شط العرب” وقصة حضارة ترويها البصرة الفيحاء. هنا أُلفة تجمع دول الخليج العربي: البصرة الفيحاء وشط العرب، قصة عشق تُروى وصنوان لا يفترقان أبدًا، فالشط نهر خالد ارتوت منه الأمم والحضارات الإنسانية التي قامت فوق ثرى بلاد الرافدين، ومياهه تنساب هادئة كالحلم لداخل النفس التواقة، ليأسرها حبًّا لحظةُ وقوفها على ضفتيه، التي كانت وما زالت رمزًا لوحدة العرب ومحلًّا لالتقاء الأشقاء ولو بعد حين. ولشط العرب وبصرة الفيحاء حكاياتٌ كثيرة قديمة وحديثة، أكثرها قربًا من النفس وأحدثُها، تلك الألفة الحميمة التي جمعت دول الخليج العربي المشاركة في بطولة “خليجي 25″ المقامة حاليًا في البصرة، والحفاوة غير المستغربة من العراق وأهله الكرام لأشقائهم فهي سمة عربية أصيلة. وعلى ضفتيه تَغنى الفلاح البسيط ليغرس الجنان والبساتين بالنخيل الباسقة عزة وشهامة، ليجعل من مدينته مستقرًّا لكثير من الحضارات القديمة كالآشورية والبابلية والسومرية وحضارة عكد، وصولًا إلى الحضارة العربية التي عاشت زهو مجدها وعز نظارتها على ضفتيه، لتكون منبرًا ومركزًا للفنون والأدب والثقافة الإنسانية العربية الخالدة، ومنارًا لباقي الأمم. و”شط العرب” هو نهر يتكون من الْتقاء نهري دجلة والفرات، حيث يلتقي نهر دجلة مع المجرى الأعلى للفرات بمدينة القرنة على بُعد 375كم جنوب بغداد، ويلتقي دجلة والفرات الأسفل في كرمة علي، ويبلغ ما يربو على 190 كم، ويمر “شط العرب” على طول امتداده ببساتين النخيل التي تُقدر بحوالى 14 مليون نخلة تمثل ثلث عدد النخيل في العراق، تنتج حوالى 100 إلى 150.000 طن سنويًّا من التمور. ويتباين عرض شط العرب لمسافات مختلفة، أدناها في “العشار” بـ400م، وبحوالى (1500)م عند المصب في الخليج العربي في قرية “الفاو”، أما عمقه فيتراوح ما بين تسعة أمتار إلى (10.75)م. ويتفرع من شط العرب عدد من الأنهار والترع والسواقي الصغيرة التي تقدر بالآلاف، مشكّلة أنهارًا رئيسية معروفة مثل: (نهر الشافي، ونهر الماجدية، والرباط، والخندق، والعشار، والحارة، والسراجي، وحمدان، والحمزة، وأبو مغيرة، وأبو الخصيب)، وجميعها على الضفة الغربية للشط.. أما الضفة الشرقية فهناك أنهر منها: (نهر كتيبان، ونهر الكباسي، وشط العرب الصغير) وغيرها كثر. وتذكر كتب التاريخ أن الأنهار التي تولدت من شط العرب، وتتخلل أراضي البصرة هي 635 نهرًا، منها 470 في الجانب الشمالي، أي من القرنة حتى الفاو، و165 نهرًا في الجانب الشرقي. ويمثل شط العرب المدخل الرئيسي من الساحل الشمالي للخليج العربي إلى سهل العراق وامتداده في مناطق السهول الأخرى في الأراضي السورية، وأهميته الاستراتيجية مرتبطة بما تُمثله منطقة الخليج العربي من أهمية اقتصادية كونه يضم نسبة كبيرة من نفط العراق، ويشكل موقعًا لوجستيًّا استراتيجيًّا عالي الأهمية خاصة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، كونه يمثل نقطة التقاء الخطوط الملاحية البحرية ومنه للبرية لتربط قارات العالم الثلاث. ولـ”شط العرب” أهمية اقتصادية في مجال الزراعة، لا سيما زراعة النخيل حيث توجد عند مصب النهرين أهم منطقة بساتين نخيل في العالم، وقد لاقت هذه المنطقة اهتمامًا عراقيًّا خاصًّا منذ الفتح العربي، حيث تم شق آلاف الجداول للاستفادة من المياه العذبة التي تجري على طول الشط وأفرعه.
جاء في الموسوعة الحرة عن أبو الخصيب: الزراعة: تشتهر أبو الخصيب بزراعة النخيل بأنواعه مثل الحلاوي والبريم والزهدي والجوزي والخستاوي والاشرسي والجبجاب والديري والساير والبرحي ويعتبر الأخير من أهم أنواع التمور في العراق والمنطقة. ويطل أبو الخصيب على شط العرب من بدايته حتى نهاية حدوده الإدارية مع الفاو.ولكن في بداية الحرب العراقية الإيرانية قلع أكثر النخيل. الاقتصاد: تعتبر تمور ابي الخصيب من أهم صادرات البصرة. ويحتوي القضاء على ميناء ابو فلوس الصغير على شط العرب. ويضم ابي الخصيب معمل كبير هو معمل الاسمدة الكيمياوية.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا” ﴿الفرقان 53﴾ ليس المراد بالبحرين في الآية بحران معينان، وانما المراد بهما نوعان من الماء: أحدهما عذب، وثانيهما مالح، فإن كلمة بحر تطلق في اللغة على الماء الكثير عذبا كان أم مالحا، والمعنى ان اللَّه سبحانه جعل الماء المالح في أرض منخفضة يركد فيها الماء، وجعل مجاري الماء العذب كالأنهار والجداول في أرض مرتفعة عن سطح البحر، بحيث يصب الماء العذب في الماء المالح، فيبقى العذب على عذوبته، والمالح على ملوحته، ولو انعكس الأمر، وجعل سبحانه الماء الحلو في أرض منخفضة، والماء المالح في أرض مرتفعة، وصب المالح في العذب لأفسد المالح العذب، وأصبح الماء كله مرا، ووقع الناس في العسر والحرج.. وليس هذا من باب الصدفة، بل هو بتقدير حكيم عليم، وقوله تعالى: “وجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وحِجْراً مَحْجُوراً” معناه ان الماءين وان التقيا عند مصب الأنهار فإن أحدهما لا يطغى على الآخر، بل تبقى لكل منهما خصائصه وآثاره.. فسبحان الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات