فيينا / السبت 15 . 11 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
الآية الكريمة تبين الدروس التوعوية التي يستفاد منها جيش المرجعية ومنهم الحشد الشعبي وهي أن الأعداء من مرتزقة ومنافعين ومنتفعين مهما كانت شدة قوتهم فهم الخاسرون في الدنيا بوجود قوة مؤمنة بالله تعالى مثل الحشد الشعبي تردهم الى نحورهم وفي الآخرة لهم عقاب شديد من رب العزة والقوة التي لا تقهر. جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿التوبة 69﴾ يقول سبحانه: أنتم أيها المنافقون المعاصرون لمحمد صلى الله عليه وآله مثل المنافقين الذين خلوا استمتعوا بنصيبهم من ملاذ الدنيا، وكانوا أقوى منكم وأكثر مالا وأولادا، فاستمتعتم أنتم أيضا بنصيبكم من حطام هذه الحياة، وخضتم في الباطل كما خاض الأولون “أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ ” أي بطلت حسناتهم، ان كان لهم حسنات كالعيش بكد اليمين وعرق الجبين. وبطلانها في الآخرة بعدم الثواب عليها، أما بطلانها في الدنيا فلأنها لا ترفع من شأن الكافر والمنافق عند أهل الوعي والإيمان “وأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ” لأنهم أتبعوا أنفسهم في تدبير الدسائس والمؤامرات على المؤمنين الطيبين، ثم دارت عليهم الدائرة دنيا وآخرة. والخلاصة ان اللَّه سبحانه قال للمنافقين المعاصرين للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، اتركوا الكفر والنفاق، واتعظوا بالذين خلوا قبلكم من أمثالكم قبل أن يتعظ بكم من يأتي بعدكم.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (التوبة 69) “كالذين من قبلكم” أي: وعدكم على النفاق والاستهزاء، كما وعد الذين من قبلكم من الكفار الذين فعلوا مثل فعلكم، عن الزجاج، والجبائي. وقيل: معناه فعلكم كفعل الذين من قبلكم من كفار الأمم الخالية “كانوا أشد منكم قوة” في أبدانهم “وأكثر أموالا وأولادا” (التوبة 69) فلم ينفعهم ذلك شيئا، وحل بهم عذاب الله تعالى “فاستمتعوا بخلاقهم” أي: بنصيبهم وحظهم من الدنيا، بأن صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم، وفيما نهاهم الله عنه، ثم أهلكوا”فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم” أي: فاستمتعتم أنتم أيضا بحظكم في الدنيا، كما استمتعوا هم”وخضتم كالذي خاضوا” أي وخضتم في الكفر والاستهزاء بالمؤمنين، كما خاض الأولون.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام في خطبة للرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم (مَعاشِرَ النّاسِ، إنَّما أَكْمَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دينَكُمْ بِإمامَتِهِ. فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَبِمَنْ يَقُومُ مَقامَهُ مِنْ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَالْعَرْضِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأُولئِكَ الَّذينَ “حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا والاْخِرَةِ” (التوبة 69) “وَفِي النّارِ هُمْ خالِدُونَ” (التوبة 17)، “لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ” (البقرة 162) (آل عمران 88)
هنالك أعمال عديدة للحشد الشعبي لا تحصى ولا تعد. وسيتم التطرق الى نماذج منها في كل حلقة. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر حزيران 2024: ينشر موقع “الحشد الشعبي” نص كلمة رئيس هيئة الحشد الشعبي السيد فالح الفياض التي القاها في الحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي. نص الكلمة: عشر سنوات من التضحية والمرابطة والخدمة نوجز عمل الحشد الشعبي خلال المرحلة السابق ومن يؤرخ للحشد الشعبي خلال السنوات السابقة انما يؤرخ للعراق لان الحشد كان في صلب الأمة وآماله ومشاريع بنائه وقدرات دفاعه عن هذا البلد، تاريخ الحشد هو تأريخ العراق وهذا شرف لا يمكن ان يضاهيه أي شرف حينما تكون مندكا في تأريخك وما تقوم به مع امال والام وطموحات ومشارع هذا البلد، الحشد الشعبي انطلق بفتوى شرعية من سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني واستشعار للخطر واستنهاض للقوة وقراءة للواقع دقيقة وصحيحة واستشراف للمخاطر عبرت عنها هذه الفتوى التاريخية الاستثنائية التي لم تكن في الحسبان وإطار التوقع وحتى كبار المسؤولين في الدولة في ذلك الوقت ذهلوا لهذه الفتوى التي لم تكن في إطار التوقع وإطار الاحتساب لكن القيادات التاريخية صاحبة الرؤيا بنور إلهي تستكشف المخاطر وتستنهض الامم والامة متفاعلة مع دينها ومرجعيتها، كانت التجربة الاولى في التفاعل بين الشعب العراقي والمرجعية بهذا التفاعل الكبير والعظيم والخطير الذي شهدناه وكثير من الاخوان كانوا حاضرين في تداعيات هذه الفتوى و ما قام به الناس بعد سماع هذا النداء وكانت ظروف الهزيمة والانكسار والإحباط تعم الجميع، وهذا ما ذكره الشهيد القائد ابو مهدي المهندس، فعلا كانت ايام سود تخيم على البلد والشعور بأن كل شيء قد انتهى، اننا نصفي التركة وان العراق عليه ان ينتظر مستقبلا مجهولا تتقاذفه امواج غير معلوم من يحركها تودي بهذا البلد وتاريخه، والعراق بلد عزيز له تاريخ كبير تاريخ مشرق يمثل عمقا حضاريا ليس في المنطقة بل في العالم اجمع، لذلك استجمعت كل هذه العوامل مع نداء المرجعية ومع اصحاب الغيرة والهمة فنهضوا جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة التي تعرضت في تلك الايام الى هزة كبيرة بسبب هول المفاجأة وبسبب هشاشة البنية السياسية والاجتماعية للدولة العراقية في ذلك الوقت وكذلك وجود العامل الطائفي الذي اضعف البنية الاجتماعية والوطنية وجعل العراق عبارة عن اشتات ومجموعات تتناحر وتسيء الظن ببعضها بعضا،لكن الجهاد وثمرة الجهاد الثمرة العظمى التي افرزتها الفتوى وغيرة الغيارى بصراحة جمعت الصفوف ووحدت الكلمة وعرفت العدو الحقيقي وأزالت مظاهر تلك الغيبوبة التي كانت تعيشها في ذلك الوقت نتيجة الفتن والصراعات وسوء الفهم وعدم القدرة على التعامل بين بعضنا بعضا، الحشد الشعبي خلال هذه المدة استطاع ان ينجز الشيء الكثير مع قواتنا المسلحة وأسهم في اعادة الاعتبار لهذا الوطن واسهم في اعادة الاحترام لهذا الشعب، أسهم في حفظ مكانة العراق بأن لا تتزعزع بفعل مخطط يرسم في دهاليز الظلام من اجل تغيير معادلة وخريطة هذه المنطقة. نحن نعرف ما حصل ونقيم ما نحن فيه، واليوم الحشد الشعبي مكانته الاجتماعية هو متفاعل مع الشعب والأمة وآماله وطموحاته وحضر وسيحضر في كل منازلة تحتاج الى الغيرة والهمة مع قواتنا الامنية الاخرى، لكن الصفة الجهادية لهذا الحشد التي تكرست في كل مفرداتنا ومسمياتنا هي روح ناهضة تدعم وتؤازر الشعور الوطني الخالص الذي تنماز به كل قواتنا المسلحة، لكن لهذا التاريخ خصوصية، تاريخ التضحيات، من يقدم شهداء مثل الشهيد ابو مهدي وشهداء مثل هذه الشخصيات التي كانت تتصرف بالسلوك الابوي القيادي ليس الحزبي او الفئوي او القطاعي المهني فالجميع من قادة جيشنا البواسل يستشعرون طبيعة علاقتهم مع الحشد وبالذات مع الحاج ابو مهدي المهندس، تلك العلاقة التي رسمت افقا جديدا للعمل، لم نكن نحصل على مثل هذه التجارب سابقا، القوات المتطوعة والقوات الشعبية غالبا ما كانت تتقاطع مع مؤسسات الدولة ومع القوات الرسمية، لكن حجم التلاحم الذي حصل بين الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب وقوات الرد السريع والاجهزة الامنية لم يكن انموذجا سائدا ولا متوقعا، لكن وجود الشخصيات ذات بعد النظر والافق الكبير هي التي رسمت هذه المعادلة واجتزنا تلك المرحلة وانتم شاهدون عليها بكفاءة كبيرة في ظل نقص الإمكانيات وفي ظل تحديات كبيرة، قالوا ان العراق قد انتهى وإن هذه الدولة التي عمرها الاف السنين قد غربت شمسها وإنها باتت من التاريخ، لكن نسوا ان هذه الدولة عمادها الانسان والانسان لا يتغير ولا يضعف ما دام يحمل قيما ومبادئ ويستحضر تاريخا، نحن على المستوى العائلي نقوى حينما نتحدث تاريخ عوائلنا وكذلك على مستوى العشائر والمدن فكيف بتاريخ امة كبير وعميق وغائر بالتاريخ هو تاريخ العراق
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات