فيينا / الجمعة 21 . 11 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن جامعُ الإحسان مدرسة لتخريج المؤمنين: بناءُ الجامعِ: للجامع مراحل عمرانية عديدة مرّ بها خلال هذه السنوات القصيرة، فقد تمّ توسعته بعد ثلاث سنوات من افتتاحه، إذ كانت مساحته لا تزيد عن (100م2)، قبل التوسعة فأصبح بعدها (216م2)، والتطوير مستمرٌّ في كل عام من خلال تجهيز الجامع ببعض الحاجات والمستلزمات التكميلية، كوضع سقف ثانوي، وطلاء جدرانه، وغير ذلك من الأمور. شُيِّد الجامع على هيكلٍ مكوَّنٍ من ستةَ عشرَ عموداً، منها ما هو تحت الجدار، ومنها ما هو ظاهر للعيان، وهي بمنزلة الدعامات التي يستندُ عليها الجامع. التولية وخدمة الجامع: الخدمة شرفٌ كبيرٌ في هذه الأماكن العبادية المنسوبة إلى الله جلّ شأنه، والكثير من أهالي المنطقة يتسابق على خدمة الجامع طمعاً بالأجر والثواب لكن من أبرز خَدَمَة هذا الجامع الأستاذ والمربي (محمد قاسم حطيحط). أما تولية الجامع فهي لأولاد المؤسس المرحوم (الحاج باقر) لكنهم اعتمدوا في ادارة شؤون المسجد وتهيئة احتياجاته على الاستاذ الشيخ (أسعد الصالح) وأعطوه الاذن بالتصرف. أمّا المؤذنون فليس في الجامع مؤذّن محدّد وخاصّ به، بل كلّ مَن يجدْ نفسه مؤهّلاً لرفع الآذان يتقدم لرفعه بين المصلِّينَ المؤمنين، بعد أن صدحت حنجرة الأستاذ محمد قاسم حطيحط كثيرا برفع الأذان في هذا الجامع المبارك. زوّار الجامع: زار الجامع العديد من الشخصيات الدينية والعلمائية، فمنهم مَنْ تشرّف في الحضور فقط، ومنهم مَنْ شارك وقرأ في مجالس الذكر لمحمّد وآل محمّد عليهم السلام. فمن العلماء زاره (السيّد حامد السويج رحمه الله)، وهو مَنْ قام بافتتاحه، وكذلك الخطيب المعروف (الشيخ مهدي الطرفي) وهو ممّن كانت لهم مشاركة في إلقاء المحاضرات الدينية في مناسبات أهل البيت عليهم السلام، وكذلك الخطيب الحسيني (السيد حيدر الجزائري)، فضلاً عن العديد من الخطباء ممن كان لهم حضور فاعل في هذا الجامع المبارك. أمّا خدمة أهل البيت عليهم السلام من الرواديد فهناك الكثير ممن صدحت حناجرهم بذكر أهل البيت عليهم السلام في هذا الجامع، نذكر منهم: الرادود (أحمد أبو نور)، والرادود (أحمد السامر). وتبقى المساجد مدارس لتخريج المؤمنين، وهي أشبه بمحطة استراحة يتزود منها العبد كل يوم من أجل تقوية العلاقة مع خالقه الذي خلقه من أجل العبادة، إذ قال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (الذاريات 56).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” ﴿التوبة 18﴾ من يعمر مساجد اللّه؟ من جملة المسائل التي يمكن أن تخالط أذهان البعض بعد إلغاء عهد المشركين وحكم الجهاد، هو: لم نبعد هذه الجماعة العظيمة من المشركين عن المسجد الحرام لأداء مناسك الحج، مع أنّ مساهمتهم في هذه المراسم عمارة للمسجد من جميع الوجوه (المادية والمعنوية) إذ يستفاد من إعاناتهم المهمّة لبناء المسجد الحرام، كما يكون لوجودهم أثر معنوي في زيادة الحاجّ والطائفين حول الكعبة المشرفة وبيت اللّه. فالآيتان- محل البحث- تردّان على مثل هذه الأفكار الواهية التي لا أساس لها، وتصرّح الآية الأولى منهما بالقول: “ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ”. وشهادتهم على كفرهم جلية من خلال أحاديثهم وو أعمالهم، بل هي واضحة في طريقة عبادتهم ومراسم حجّهم. ثمّ تشير الآية إلى فلسفة هذا الحكم فتقول: “أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ”. ولذلك فهي لا تجديهم نفعا: “وفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ” . فمع هذه الحال لا خير في مساعيهم لعمارة المسجد الحرام وبنائه وما إلى ذلك، كما لا فائدة من كثرتهم واحتشادهم حول الكعبة. فاللّه طاهر منزّه، وينبغي أن يكون بيته طاهرا منزّها كذلك، فلا يصح أن تمسه الأيدي الملوثة بالشرك. أمّا الآية التّالية فتذكر شروط عمارة المسجد الحرام- إكمالا للحديث آنف الذكر- فتبيّن خمسة شروط مهمّة في هذا الصدد، فتقول، “إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ”. وهذا النص إشارة إلى الشرطين الأوّل والثّاني، اللذين يمثلان الأساس العقائدي، فما لم يتوفر هذان الشرطان لا يصدر من الإنسان أي عمل خالص نزيه، بل لو كان عمله في الظاهر سليما فهو في الباطن ملّوث بأنواع الأغراض غير المشروعة. ثمّ تشير الآية إلى الشرطين الثّالث والرّابع فتقول: “وأَقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ”. أي أن الإيمان باللّه واليوم الآخر لا يكفي أن يكون مجرّد ادعاء فحسب، بل تؤيده الأعمال الكريمة، فعلاقة الإنسان باللّه ينبغي أن تكون قوية محكمة، وأن يؤدي صلاته بإخلاص، كما ينبغي أن تكون علاقته بعباد اللّه وخلقه قوية، فيؤدي الزكاة إليهم. وتشير الآية إلى الشرط الخامس والأخير فتقول: “ولَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ”. فقلبه مليء بعشق اللّه، ولا يحسّ إلّا بالمسؤولية في امتثال أمره ولا يرى لأحد من عبيده أثرا في مصيره ومصير مجتمعه وتقدمه، هم أقل من أن يكون لهم أثر في عمارة محل للعبادة. ثمّ تضيف الآية معقبة بالقول: “فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” فيبلغون أهدافهم ويسعون لعمارة المسجد.
وعن موقع مركز تراث البصرة عن جامعُ الفيليّ حلقةُ وَصلٍ بين الماضي والحاضر: إنَّ ما يميِّزُ البلدانَ هو إرثُها الثقافيُّ والحضاريُّ وتراثُها الفكريُّ والعمرانيُّ، وممّا لا شكَّ فيه أنَّ المساجدَ في كثير من الأحيان جَمَعَت بين الأمرينِ، فهيَ تراثٌ عمرانيٌّ يؤسِّس لتراثٍ فكريّ. شُيِّدت المساجدُ، لتكونَ أماكنَ عباديّةً على الأرض، لكنَّ غاياتِها أسمى من ذلك، فهي عاليةٌ بمقاماتها بعلوِّ السماء. وقد عُرفت البصرةُ بين المدن والأمصارِ بتراثِها الذي جَعلَها متميّزةً في مضمار الكثير من العلوم والمعارف، وكانت ـ وما زالت ـ مساجدُها ملتقى العُلماء وطلّاب العلم وجموع المؤمنين، وما زالت مآذنُها التي تصبو إلى السماء لاستنزال الرحمة والخير ونشر الثقافة والأدب والقيم الروحيّة العالية مهوى القلوبِ والعقول. الموقعُ وعامُ التأسيس والمراحلُ العمرانيّة: يقعُ المسجد ـ تحديداً ـ في مركز مدينة البَصرة، منطقة الخَليليّة في البصرة القديمة، المنطقةِ التاريخيّةِ المعروفةِ بكثرةِ مساجدها وبيوتها التراثيّة، ففي هذه المنطقة أُسِّس الكثيرُ من المساجد المتقاربة، كجامعِ الفقير، وجامعِ آل شبَّر، وآل خَليفة، وآل الميرزا جَمال الدِّين. أسَّس جامعَ الفيليِّ الحاجُّ علي الحاجّ عبد الله حسين الفَيليّ بحدود عام 1329 للهجرة النبويّة الشريفة، فيكون عمرُه ما يقرب قرناً وبضعَ سنوات من الزمن، وتبلغ مساحةُ الجامع (250) متراً مربّعاً، وتبلغ مساحةُ الحَرَم (100) مترٍ مربعٍ. وأمّا بالنسبة للمراحل العمرانيّة التي مرَّ ها المسجدُ، فقد أعيد بناؤه في عام 1963م من قبل أبناء المحلَّة، فقد بُني من الطّابوق الأصفر، واستُعملت فيه النّقوشُ الإسلاميّةُ في بعض أقسامه، له مأذنةٌ متوسّطة الارتفاع بُنيت من على سطح الجامع، وهو بذلك يختلف عن بقيّة المساجد الأخرى في بناء المآذن فيها، وأُجريت عليه بعضُ التّرميمات من قبل أبناء المنطقة في السّنوات الماضية، وقد أُلحق به مُغتسلٌ في بدايات إنشائه، لكنّه اليوم غيرَ موجود، فقد أزيلَ ولم يُبنَ من جديد. دواعي تأسيس الجامع: ولمّا كان لابدّ من وجود داعٍ لتأسيس أيّ مسجد، فإنَّ الهدفَ الرئيسَ من تأسيس هذا المسجد المبارك هو إقامة الصلاة والذكر وعبادة الله تعالى، ولإحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام، اذ بإحياء ذكرِهم تحيا القلوب، وكذلك ليكون صدقةً جاريةً، وللحصول على الأجر والثواب، وليبقى مع بقيّة المساجد في المنطقة مناراً وهدى يُستضاء به.
أنشطةُ المسجد: لجامع الفيليِّ أنشطةٌ متعدّدةٌ قديماً وحديثاً، فضلاً عن إقامة الصلاة جماعةً، إذ يقوم العاملون بإحياء مجالس الذكر والعزاء على سيد الشهداء الحسين عليه السلام في شهرَي محرَّم الحرام ورمضان المبارك، وكذا تُحيى جميعُ المناسبات من ولاداتِ الأئمة عليهم السلام ووفياتِهم. علاوة على ما تقدم، هناك الدوراتُ القرآنيّةُ التي تُدار في المسجد، والندوات الفكريَّة التي تتناول أبرزَ الشَّخصيَّات العلميَّة، والمفكرين في البصرة، وكذا تقام الفواتحُ لأموات أهالي المنطقة، وفيه تُحَلُّ الخصوماتُ والمشاكلُ بين المتخاصمين، ومن خلاله تُنشر ثقافةُ أهل البيت وأخلاقُهم وعلومهم عليهم السلام. أضف الى ذلك، يضمُّ المسجد مكتبةً باسم الجامع تحتوي على مجموعةٍ من الكتب القيِّمة. وأمّا بالنسبة الى مصاريف الجامع واحتياجاتهِ، فهي تؤمَّن من قبل أحفاد الحاجّ عليّ الفيليّ المُقيمين في الكويت، كتأمين مؤذّنِ وخادمِ الجامع، ولا يقبل الجامعُ أيَّةَ تبرُّعاتٍ نقديَّةٍ، وهذا بتوجيهٍ من أحفاد الحاجّ عليّ، فالذي يُريد أن يُساهِم في الجامع، يساهم بالأمور العينيّة، وكان للجامع وقفٌ سابقا في منطقة الكبَّاسيّ، وهو عبارة عن مجموعة من النخيل تُباع ثمرتُها وتُصرفُ في شؤون الجامع، كإعداد وجبات غذائيّة في المناسبات الدينيّة، وأمَّا الآنَ، فقد جفَّت هذهِ المناطقُ وماتَت أشجارُ النخيل. أئمّةُ وخطباءُ وتوليةُ المسجد: أبرزُ من أمَّ الجماعةَ في المسجد هم كل من: الشَّيخ حسن (أبو عمَّار) رحمه الله، والشيخ عبد الله الساكان، والشيخ ماجد البحرانيّ، وأمّا بالنسبة لخطباء المنبر الحسينيِّ، فهم كثيرون، ففي خمسينات القرن المنصرم كان الشَّيخ حسن دكسن رحمه الله والشيخ ابن جلو، والسيّد عبد الأمير الخطيب، وأمّا بالنسبة لتولية المسجدِ، فكان المتولّي هو الحاج شاكر الشوّاف. روّادُ المسجد وزوّاره: هناك الكثير من الوجوه المؤمنة المؤثّرة بحضورها المسجد من شخصيّات المحلَّة، منهم: الحاجّ حبيب المازنيّ، والحاجّ عبد الوهاب السليمان، والحاج عبّود الحَسن، والحاجّ حسين علي الشوّاف، والحاجّ علي الشوّاف، والحاجّ صالح المازنيّ، والحاجّ عبد الله، والحاجّ علي الدبيس (أبو حنّون)، والحاجّ صالح نجم، وغيرُهم، وكذا كان يزور الجامعَ الكثيرُ من الزائرين من خارج العراق وداخله. المؤذّنون وخَدَمةُ المسجد: تعاقب على رفع الأذان في المسجد الكثيرُ ممّن كان يُعرف بالأصوات الشجيّةِ، أمثال: الحاجّ علي الدّبيس، الذي كان مغسّلاً ومؤذّناً، والحاجّ جاسم (أبو أحمد)، وعلي حسين (أبو فاطمة)، والحاجُ فاضل تقي، والحاجّ صالح نجم، وأمّا أبرز من خدم في المسجد، فالحاج أبو نادية، والحاجّ حسن الرّمل وولدُه خليل الرّمل، وأبو أحمد (شهاب)، وعماد جاسم، والحاجّ عادل، والحاجّ أبو سالم. وتبقى مساجدُنا في البصرة مناراتِ هدىً وأماكنَ تهوي لها القلوب.
جاء في الموسوعة الحرة عن الفاو: الوضع الإداري لقضاء الفاو: جامع الراشد الشمالي القديم وهو من الجوامع القديمة، ويعتبر أول المساجد التي بنيت في قضاء الفاو مع بداية تأسيسها حيث أسسه وبناه راشد عبد الله الراشد عام 1255 هـ/1839م، ويقع بالقرب من ساحة الاحتفالات وقريبا من جامع الرحمن، وتم ترميمه عدة مرات، ثم جدد عام 1324 هـ/1906م، على يد المتبرع عيسى بن عبد العزيز الراشد، ثم جدد بناؤه عام 1954م، ثم جدده المحسن محمد طاهر عام 1398 هـ/1978م، وبعدها تمت إزالته وتجديده للمرة الأخيرة عام 2010م، على يد ديوان الوقف السني، وتبقى الآن جزء من منارته التي شيدت عام 1952م، والتي تعرضت للهدم والتخريب خلال الفترة الطائفية الأخيرة عام 2006م. مسجد علي حسين الراشد أو مسجد الخشنام في قرية الفذاغية، من المساجد الأثرية التي شيدت عام 1300 هـ/1883م، على يد عائلة آل الخشنام. ثم جدد بناؤه عام 1339 هـ/1920م، ثم تم هدمه وبناؤه من جديد عام 1426 هـ/2005م. من قبل رئاسة ديوان الوقف السني في العراق وتم تأثيثه وفرشه على النمط الحديث. مسجد الكوت، وهو من المساجد التراثية التي بناها الشيخ عبد العزيز الراشد وجماعة من آل الراشد، عام 1326 هـ/1908م، وقد كان من اللبن والطين والقصب وجريد النخيل ويقع في حوز الكوت التابع لقضاء الفاو، وكان في المسجد مدرستان لتحفيظ القرآن هدمتا بعد احتلال الفاو. جامع محمد باقر الصدر، وهو أحد مساجد البصرة وأيضا أحد أكبر الجوامع في الفاو يقع في الأحياء الشمالية من مدينة الفاو. حسينية أم الحسن.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات