فيينا / السبت 24. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
نجمة عمر علي / تونس
…كانت برقة النسيم تنهمر من بين الصلب والترائب كزهرة بحرية هاجرت من عمق البحر نحو سفح في اليابسة الجرداء.
كانت “نجمة البحر” التي اختنقت بخروجها من الماء للشمس..
….عبرت الشارع المعتاد كمن يعبر الخدوش وشقت الحشود كمن يشق حقل القمح والعصافير تحلق حول جذع الفزاعة المتداعي…
وتأبى الحمامة الركوع لصوت البندقية…
المدينة صاخبة بكل تلك الشعارات المرفوعة والضجيج يصم الآذان …كلمات غريبة تتواتر حينا بعد حين وصوت لرنة مألوفة أوقفتها…
تسمرت مكانها وقالت :
_ مرحبا …
_ مرحبا…
_ عفوا أنت المتصل …تفضل..
_ تعرفينني جيدا …فقط هي السنوات غيرت بصمة الصوت..
_ عفوا …لم أتعرف عليك …
_ أنتظرك في نفس المكان فلا تتأخري …
تاه الصوت في غابات النسيان وتلطخت إجابتها البريئة بفراغ الصمت …كانت قد تاهت مع كل شيء غادر قلبها طوعا …
شريط الذاكرة يلفها كطفل في القماط ..شيء يحكم قبضته على عنقها..تشعر بالإختناق والرغبة في الصراخ…
يزداد الوجع ورائحة الإحتراق تجعل من الوقت هباب فحم…
جلست عند أول مقهى اعترضها فوق كرسي خشبي
وألقت بخيوط الحرير من عمق الروح…
نزفت كلما تذكرت اللحن…
أغنية وطن منسي اخترقت جدار الصمت وثقبت الجسد برصاصات غادرة…
كصوت ضجة يعري الحقيقة…
كشهيدة تمشي فوق التراب …
كغربة الروح في سجن من حديد…
مناجم الحديد في الوطن مسروقة…
كلمات الحب منهوبة والرسائل محروقة…
رقيقة جدا يد الطفلة وجميلة جدا ضحكتها…
كانت …
نسجت بأناملها المرتعشة وشاحا من ألف حرف مبتكر وأغنية عتيقة جدا لونت سماء طفولتها وارتطمت بصخرة قد أغرقها الموج …
كان على الحزن ان يسقط فوق الطاولة القديمة ..لم يكن على كل ذلك الإختباء بين عينيها وراحتي يديها…غطت وجهها بكل الأوراق المنسية وعلقت بالحلق عبارة لم تفهمها…
خانتها الذاكرة..سافرت وحدها…
وخانها صاحب الوجع …كانت تحتاج فقط أن تفهم…
صوت غريب ينطلق من وطن محكوم عليه بالموت فيه كراسي مصفوفة تنتظر الدور لينهشها سوس الخشب.
#نجمة عمر علي #تونسفلسطين
#لآلئ وغيمة
#رداء الروح
# أحتاج ان أفهم_______________________1
24 Mai 2025
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات