السيمر / الاثنين 29 . 02 . 2016
احمد عبد اليمه الناصري
مدينة نزفت الحبر على اوراق الزمن وأطرته بدماء المضحين الغالية .
مدينة تستنشق الفن والادب المؤطر بترانيم الدين الحنيف و الدستور الالهي المنبثق من ارادة الخالق التي لا تريد للعبد الا الصلاح والخير .
مدينة غفت على اهوارها العفة والاخلاق الاصيلة , وتربت باحضانها التقاليد الرصينة التي خطت حروفها من قول سيد الكائنات (المؤمن اخو المؤمن) .
مدينة من الاجدر بنا نحن ابناءها ان نمضي بتلك السمات الى الامام رافعين الاصالة والعفة والرجولة عنوانا لنا , لا ان نخضع ونخنع امام تخرصات العابثين بالمعتقد من جهة وبالأخلاق من جهة أخرى
ذي قار التي تتشح بالسواد مع مرور اسم الحسين (ع) عليها ,وتستذكر دعوته للنصرة ,وتلبي تلك الدعوة ب (لبيك ياحسين) سنويا, ذي قار التي تنزف الرجال يوما بعد اخر في معارك الشرف والعزة امام اقذر البشرية الدواعش الانجاس , ذي قار التي يحكمها الاسلاميون بكل حيثياتها ,
ذي قارنا التي تعمل لاصلاح وضعها الداخلي,هي على موعد مع كرنفال حب العراق الراقص والذي من المزمع اقامته على حدائق مدينة الالعاب فيها , بمرأى ومسمع المسؤولين .
هذه المرة دواعش الثقافة الذين يثقفون لضرورة الانفتاح وما يرافقه من اختلاط وغيرها من الممارسات,لانه من وجهة نظرهم المسيسة يعتبر من مقومات الحياة ومن ضروريات التقدم في العالم العربي.
لا اقول لهم انفقوا مارصدتم لعوائل الشهداء او لايتام المحافظة , بل اقول احترموا مشاعر الناس الرافضين لهكذا ممارسات في مدينتهم من جهة ,والفاقدين لفلذات اكبادهم للدفاع عنكم من جهة اخرى
احترموا الوطن الممزق .
الوطن الذي هو بامس الحاجة لدعوات وصلوات من اجل رفع الغمة عنه, ومن اجل خلاصه من المصير الغامض الذي لانعرف ما سيؤول اليه في ظل التجاذبات السياسية المختلفة .
دماء تجري ورقص على اعواد الطرب ,
الا يذكرنا هذا المشهد باعداء الاسلام وحفلاتهم الماجنة , الا يذكرنا بالممارسات البعثية وفي اقدس المناسبات لدينا , كانه كان يتحدى .
ما اشبه تحدي الامس بتحدي اليوم .
يؤسفني ان هناك عقولا لاتفرق بين الديمقراطية والانحلال , ولا بين التطور والاستهتار , عقولا ترسم السمعة السيئة باحتراف , وتتقن فن التثقيف المعادي بابداع وحجج واهية .
املنا كبير بابناء الوطن والدين بمنع هكذا ممارسات مشينة , وتبقى ذي قار صامدة لاتسمح لاحد بالرقص على جراحها .