السيمر / الاثنين 29 . 02 . 2016
سعد بطاح الزهيري
لكل أمة عظماء،يرشدون وينصحون وبهم تهتدي الأمم،أنعم الله علينا بعظماء أناروا لنا الطريق، وابصروا لنا التاريخ، بعلمهم نهتدي ونقتدي،ولولا وجودهم لأضلنا الطريق، مراجعنا الضوء الممتد من الأرض إلى السماء وهم طريق الرشاد..
أبتلانا الله في عراق ما بعد 2003 بالإرهاب،حيث كنا قبل هذا العام نعيش إرهاب السجون والمقابر الجماعية، لكن ما حصل في فجر العراق الجديد، تحول من إرهاب إلى إرهاب لكن بطرق مختلفة،توالت علينا حقب سوداء، لم نعرف معنى التفخيخ ولا التفجير،ولكنها باتت في كل سطرٍ من سطور حياتنا، وأخذت مأخذها منا..
مر بلدي بشتى أنواع الإرهاب،ولكل منها أسلوبه الخاص وطريقته الإجرامية،حاول الإرهاب شق عصا العراق وشعبة المتعايش،وبذر بذور الفرقة تفجير هنا وآخر هناك،لكي يقتل بعضنا البعض،لكن اقتضت حكمة العراقيين الأصلاء،أن لا ينجًروا خلف المتصيدين بالماء العكر..
رغم كل محاولات الإرهاب إلا أنهم فشلوا بزرع بذور الفتنة،إلى أن أتى يوم 22/فبراير/2006،وهذا تاريخ مشؤوم حيث وصل الإرهاب إلى مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام،في سامراء حينها أصبح الشارع العراقي في مرحلة الغليان،و الثأر إلى أئمتنا و هنا توهن الإرهاب ومن يقف وراءه بأنهم قد نجحوا، لكنهم لم ينالوا مرادهم..
أقتضت هنا حكمة المرجعية الدينية المباركة في النجف الأشرف،بأن الصبر وأخذ الحيطة والحذر في التصرفات التي يريدوا أن يضعونا بها،وفعلا حصل ما وجهت به المرجعية كوننا نمتلك الرؤيا، ونحن على يقين بأن المرجعية هي صاحبة القرار وهي من لديها الرؤيا الواضحة في بواطن الأمور.
هنا نجزم بطاعتنا للمرجعية وتوجيهها،حيث تكرر المشهد في تفجير قبة الأمامين العسكريين مرة أخرى، وكان موقف المرجعية ذاته، الصبر والحذر من بواطن الأمور،وكانت الأمة رهن إشارة مرجعيتها.
لم يغب عنا تاريخ 9_6_2014، وهو تاريخ سقوط الموصل،بل تاريخ بيع الموصل الى الإرهاب الداعشي، الذي عاث في الأرض فسادا،هنا كان موقف الأب والقائد والراعي والموجه، المرجع الديني الأعلى،حينما أصدر فتوى الجهاد الكفائي 13_6_2014، أي بعد أربعة أيام من سقوط مدينة عراقية، حينها أدركت المرجعية أن الأرض والوطن في خطر، وعلى رجاله التكاتف.
هب رجال الله،الحشد الشعبي المقدس،وبدأ بتحرير المناطق
التي اغتصبها داعش الإرهابي،وهنا دق جرس الإنذار عند ال سعود وال نهيان وال مكتوم ومن يقف خلفهم، هنا عرفوا أن للعراق رجال يقفون خلف الحجب،وبأمر مراجعهم وقيادتهم العقائدية الرصينة.
. الحشد الشعبي المقدس خط أحمر،لا يمكن تجاوزه لأنه الخلاص والنجاة للأمة، كثير ما نسمع أصوات نشاز هنا وهناك،تحاول النيل من الحشد وقيادته،لكنهم خسئوا أينما كانوا.
بالأمس القريب ظهر علينا مراهق سياسي في الأربعين من عمره،عبد الله بن راشد وزير خارجية الإمارات العربية،وتعدى على الحشد الشعبي، وجمع بينه وبين داعش والنصرة في خانة واحدة،ليس هكذا تورد الإبل أيها المعتوه،صه و أخرس انت وأميرك ومن يلقنك،وعد إلى رشدك هذا أن كان عندك رشد،بل وارجع إلى بول البعير لكي تغسل وجهك به صباح كل يوم.