السيمر / فيينا / الاحد 07 . 06 . 2020
سليم الحسني
الزعيم الشجاع مسعود البارزاني المحترم.
كانت مواقفك من أجل شعبك كبيرة، لقد طالبتَ بحقوقهم وحصلتَ عليها مضاعفة. كنتَ صادقاً معهم حققتَ تطلعاتهم، ورفعتَ سقفها فاستطالتْ قاماتهم.
يوم السبت (٦ حزيران ٢٠٢٠) أجبرتَ قادة الكتل السياسية من سنة وشيعة على الخضوع لرغبتك، فصوتوا طائعين لمرشحك فؤاد حسين. كانت إهانة بالغة كشفتَ فيها هيبتهم الكاذبة، وجعلتهم يقفون عراة يحنون رؤوسهم بكلمة (نعم).
لم نشعر بالألم وأنت تسحق كرامتهم. وأنت تطل عليهم من جبلك فتراهم دون سروالك قامة. لكن الذي آلمنا أنك تعاملتَ معهم على أنهم رجال، وهذا تزوير للحقائق. والذي آلمنا أيضاً أنك اخترتَ فؤاد حسين لمنصب وزارة الخارجية، وكان بمقدورك اختيار من هو أسوأ وأكثر تطرفاً منه في كره العراق وفي النزعة الانفصالية.
لعلك لم تفعل ذلك، ظنّاً منك بأن لديهم بقايا كرامة. أخطأتَ يا زعيم الكرد، ليسوا كذلك، لم يبق منها شيء، ألقوا قسماً منها في مكتبك بأربيل. وألقوا القسم الآخر حين اختاروا طبالاً ماجناً لرئاسة البرلمان.
قادتنا السياسيون يا زعيم الإقليم، ليسوا مثلك. فأنت تسرق وتنهب وتبني مجدك العائلي بأموالنا، بثروات الوسط والجنوب، بخزينة الدولة وميزانيتها. أنت سارق جريء ولص شجاع، لا تسرق من شعبك. أما قادة الكتل عندنا، فهم يسرقوننا، يسطون على ثروات أهلهم وناسهم والناخبين الذين اختاروهم. قادتنا يضيئون لك الغرف المظلمة لكي تدخلها فتختار ما تريد. يفتحون لك الخزائن لتحمل ما تشاء. ولكي تسهل عليك المهمة وافقوا على رجلك الناقم على العراق ليكون وزيراً للمالية في الحكومة السابقة.
كان بمقدورك يا زعيم الكرد أن تبقيه في وزارة المالية، لكنك أردتَ إذلال قادة الكتل أكثر، فاخترته لرئاسة الدبلوماسية العراقية. كان اختياراً صحيحاً للشخص وللمنصب، وكانت ضربة سياسي محترف واثق من نفسه، لهذ الجوقة البائسة.
كان بمقدور قادة الكتل السياسية، أن يتركوا الأمر للكاظمي يطرح مرشحيه لوزارة الخارجية، فيصبح الأمر بينك وبينه، فإن خضع لك أدنّاه، وإنْ رفض شكرناه. لكنهم لم يفعلوا ذلك، إنهم يخشون منك نظرة الغضب، فتواصوا على الركوع. يذكّر أحدهم الآخر قائلاً:
ـ قطرة سقطتْ منذ حين.
رجاء منك يا زعيم الإقليم: هل سقطتْ من قادة الكتل أشياء أخرى غير التي نعرفها؟
٧ حزيران ٢٠٢٠
الجريدة غير مسؤولة عن كل ماورد من آراء بهذه المقالة